المستذئب
هو شخصية وهمية مبنية على إسطورة تحول الرجل إلى ذئب عند اكتمال القمر في كل شهر يمشي في الشوارع ويجوب الغابات بحثا عن الضحايا وعند شروق الشمس يتحول إلى إنسان مرة أخرى. يظهر المستذئب في العديد من قصص الخيال والرعب كما نجدها في قصة هاري بوتر متمثلة في شخصية ريموس لوبين المعلم الذي تتضح شخصيته كمستئذب في الجزء الثالث من السلسلة.
اسطورة المستذئب من أقدم و أشهر الاساطير في تاريخ البشرية . و يمكنك ان تجد قصصاً عن المذؤوبين في التاريخ القديم , يمكنك ان تجد الكثير من القصص عن هذه المخلوقات المتحولة في الصين , رومانيا , آيسلاند , البرازيل و هاتيتي .
في الولايات المتحدة و العالم عموماً يسمى بـ werewolf و ببريطانيا و بعض الدول الأوروبية يسمى بالـ Lycane أما في اللغة العربية يسمى بالمذؤوب أو المستذئب , لكن ايا كانت التسمية فهي تتكلم عن شخص واحد يتحول في ضوء القمر إلى ذئب في حجم إنسان .
الجانب الأسطوري
هنالك الكثير من القيل و القال في هذه الاسطورة لكننا سنتناول 3 قصص مختلفة تغطي ما يلزمنا لفهمها
الأسطورة الأولى :
انها إحدى الكتابات المبكرة عن المستذئبين و قد كان مصدرها الاغريق و رومانيا , أن آلهتهم المزعومة قد مرت بقصر الملك " Lycaeon ", لكنه لم يصدق أنهم آلهة , لذلك فقد وضع بعض اللحم البشري في إحدى الأطباق العديدة التي وزعت على مأدبة الاحتفال بهم.و بالرغم أكل لحوم البشر أمر مقيت لكنه في تلك المناطق النائية كان يعامل باستخفاف , باكتشاف الطبق المعني كان غضب الآلهة عليه كان شديداً فسخطوه إلى ذئب , فبما انه يحب اكل لحم البشر فان هذه تناسبه أكثر .. فإنسان يأكل إنساناً لهو أمر مشين أما ذئب يأكل إنساناً فهي شريعة الغاب و لا أكثر .
الأسطورة الثانية :
و هي أيضاً من رومانيا تقول الأسطورة أن "كورنفيليوس" رجل نبيل عاش في قرية أصابها بعد حين وباء مات الجميع من اثره ما عداه حيث لم يصب بأي شيء كأنما اكتسب مناعة من نوع ما , جاء من بعده 3 أولاد واحد عضه الخفاش فصار مصاص الدماء و الآخر عضه الذئب فأصبح مستذئباً و الأخير حكم عليه ان يمضي وحيداً في طريق البشر الفانين . مثلت هذه الأسطورة في فيلم Underworld ببراعة تامة .
الأسطورة الثالثة :
و تأتينا من ترانسلفانيا يقال انها نشأت من اسرة اسمها "سخاروزان ", عائلة اقطاعية منذ القرون الوسطى حكمت البلاد بالحديد و النار إلى ان اصابت اللعنة نسلهم حيث يولد اطفالهم مذءوبين و كان المرض يبدأ باسوداد لون البول ثم المغص و بعدها يتحولون إلى مسوخ ذئاب تعدي كل من تعضه و تصيبه باللعنة .
من أشهر القصص التي تتحدث عن الذئب هي " ذات الرداء الأحمر - Littile Red Riding Hood " حيث يتنكر الذئب في صورة جدة الفتاة البريئة ليخدعها , و يبدو ان الذئب لا يصعب عليه في هذه القصة شي سواء تنكراً أو كلاماً. لقد كان السحرة يتنكرون في أشكال الحيوانات ليسافروا عبر البلاد غير ملحوظين , فهل هناك رابط ما ؟؟
المستذئب عبر التاريخ
لقد كان هنالك شواهد مريبة على هذه الأسطورة و قد وصفها علماء لهم ثقلهم
لقد وصفها الطبيب اليوناني " مارسيليوس السايدي " من أركاديا حين تحدث عما يدعى (لايكا أنثروبي) أي ( حالة التصور الذئبي ) حيث يأكل المريض اللحم النيء و يعوي كلما رأى القمر بدراً
حتى علماء العرب شديدوا الرصانة كتبوا عن هذا المرض و منهم "ابن سينا" و "الزهراوي" , حيث لاحظ ابن سينا لدى أحد مرضاه كثافة في الشعر و كبراً بالجبهة و خوفاً من الضوء و قد أسماه حينها بـ ( القُطرٌب) و هي محاولة لتعريب لفظة ( لايكا أنثروبي ) في صورة قريبة من فهم العقل العربي . في البحث في عادات و تقاليد رجال الشمال - Norsemen ( اسكندنافيا و ما حولها ) وجد ان هنالك محاربين اسطوريين يدعون البرسركيين - Berserkers, كانوا مجموعة من رجال الشمال و الذين عرفوا بوحشيتهم و عنفهم بالقتال. لا يخافون , لا يشعرون بالألم , و قوتهم البشرية خارقة , يقاتلون حتى النهايو و لا استسلام . لاستعدادهم للحرب فانهم يرتدون جلود الدببة أو الذئاب ! و عند البحث عن اصل كلمة بيرسيرك - Berserk (و تعني المقاتل المسعور و الشرس) في لغة أهل الشمال فانها تأتي من " جلد الدب - Bear Skin " , و هنالك محاربون آخرون يلبسون جلد الذئب فقط و هم " ulfheobar " أو " ulfhedin " , لكنهم بالنهاية صنفوا جميعاً تحت اسم البرسركيون - Berserkers. كان اعتقادهم انه عند لبس هذه الأردية المخيفة فانهم يكتسبون قوة و شراسة هذه الكائنات. و يصف رجال الشمال ( الفايكينج ) طريقة قتال البيرسركيين بأنهم ممسوسين بشراسة ووحشية لا تجدها الا بالوحوش البرية .
من الجدير بالذكر ان الرحالة العربي " أحمد بن فضلان " الذي سافر مع " بولفاي " أحد أمراء الشمال قد قابل هؤلاء الوحوش و في تلك المعارك كسرت شوكتهم إلى الأبد بفضل ذكاء الرحالة العربي , لقد أوصاه "بولفاي" بكتابة هذه الملحمة ليتذكرها من بعدهم و بذلك فقد أرخت في التاريخ العربي ضمن "رحلات ابن فضلان" و خلدت في عالم السينما في فيلم " المقاتل الثالث عشر -13th warrior " الذي مثله انطوني بانديراس
مارأي العلم في كل هذا
تحدثت النشأة الثالثة للاسطورة عن اسوداد البول و المغص كذلك تحدث العلماء عن كثافة الشعر و حب اللحم النيء , و هذه اعراض مرض له تفسير علمي و علاج و اطلق عليه (مرض الرجل الذئب) اما الاسم العلمي له فهو (بورفيريا) و هو عبارة عن اختلال تمثيل الحديد في جسم الإنسان و من ثم تحدث اعراض المغص و البول الاسود ( المتضمن للحديد)
و في حالات نادرة تسطيل الاظافر و تبرز الانياب و يتجعد الجلد, تصير الحواجب كثيفة و الشفاه متشققة و العينان حمراوين و يتجنب المريض الشمس لانه لا يتحملها
باختصار يتحول إلى ذئب بشري
و من ثم تولد الاسطورة , و يضفي عليها خيال الإنسان و خوفه من المجهول ذلك الكيان المرعب الذي نعرفه حاليا من قصص و افلام الرعب التي يستخدمون فيها المؤثرات المذهلة المخيفة
ربط القمر الكامل بالمستذئب عرضياً لما يرمز له القمر من قوة غير طبيعية عند القدماء و قدرته على دفع البشر نحو الجنون و حيث يرتبط الإنسان بالوحش بشكل سحري و خارق للطبيعة و لربما بدا مريض الرجل الذئب على هذه الهيئة , لكن هل وجدت هذه الكائنات حقاً ؟؟
بقي أن نذكر ان مصاصي الدماء يرمزون إلى الطبقة الراقية من المجتمع , بينما يرمز المذؤوبين إلى الطبقة العاملة و الكادحة , اما الزومبي أو الموتى الاحياء يرمزون إلى الطبقة الفقيرة جدا
أول فيلم عرض عن المستذئبWerewolf Of London و قد كان عام 1935 وكان ببطولة Henry Hull
لقد اخرجت العديد من أفلام الرجل الذئب لكن من أفضل الأفلام تلك التي خرجت في حدود الألفية و ما بعدها و منها نذكر