بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى صل الله عليه وسلم
التبرك باثار النبى صل الله عليه وسلم مساءلة اخذت من العلماء وفقهاء الامة جدالا واسعا فمنهم من حرم الاتبرك بها ومنهم من احل ذلك ونورد هنا الادلة على جواز التبرك باثار النبى صل الله عليه وسلم
قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما:
هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها.
أخرجه الإمام مسلم وغيره.
اماالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز فقد ذكر انه أما التبرك بآثار النبي من غير طلب الحاجة منه، ولا دعائه فمنشأه الحب والشوق الأكيد، رجاء أن يعطيهم الله الخير بالتقرب إلى نبيه، وإظهار المحبة له، وكذلك بآثار غيره من المقربين عند الله.
وهناك حديث صحيح فى البخارى ومسلم حول اقتسام شعر النبى صل الله عليه وسلم
أمّا اقتسَامُ الشَّعر فأخرجَهُ البخاريُّ ومسلِمٌ من حديثِ أنَسٍ، ففي لفظِ مسلمٍ أنهُ قال لمَّا رَمَى صلى الله عليه وسلم الجمْرَةَ ونَحَرَ نُسُكَهُ وحلَقَ ناولَ الحالِقَ شِقَّهُ الأيمنَ فحلَقَ ثمَّ دَعَا أبا طلحةَ الأنصاريَّ فأعطاهُ ثمَّ ناولَهُ الشِّقَّ الأيْسَرَ فقال:"احْلِق"،فحلَقَ فأعطاهُ أبا طلحةَ فقالَ: "اقسِمْهُ بينَ النَّاسِ".
وفي روايةٍ لمسلم أيضًا "فبدأَ بالشّقّ الأيْمَنِ فوزَّعَهُ الشّعْرَةَ والشَّعرَتينِ بين النَّاسِ" ثم قالَ بالأيْسَرِ فصنَعَ مثلَ ذلكَ ثم قال: "هاهُنا أبو طلحةَ" فدفعَهُ إلى أبي طلحةَ. وفي روايةٍ أُخرى لمسلمٍ أيضًا أنّه عليه الصلاةُ والسلامُ قال للحَلاقِ "ها"، وأشارَ بيدِهِ إلى الجانبِ الأيْمَنِ فقسَمَ شعَرَهُ بينَ مَن يليْهِ، ثم أشارَ إلى الحلاقِ إلى الجانبِ الأيْسَرِ فحلَقَهُ فأعْطاهُ أُمَّ سُلَيْم.
فمعنَى الحديثِ أنّهُ وزَّعَ بنَفْسِه بَعْضًا بينَ النّاسِ الذينَ يَلُونَهُ وأعْطَى بعضًا لأبي طلحةَ ليوزّعَهُ في سائرِهم وأعْطَى بعضًا أمّ سُلَيم ففيهِ التبَرُّكُ بآثارِ الرسولِ، فقد قَسمَ صلى الله عليه وسلم شعرَهُ ليتَبرَّكُوا به وليسْتَشفِعُوا إلى الله بما هو منهُ ويتقرَّبوا بذلكَ إليهِ، قسمَ بينَهُم ليكونَ برَكةً باقيةً بينَهُم وتَذْكِرَةً لهم
في كتاب الجامع في العلل ومعرفة الرجال الذي جمعت فيه مسائل عن الإمام أحمد بن حنبل، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال:
«سألته عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجلّ، فقال: لا بأس بذلك» اهـ.
فالسائل هو عبد الله بن أحمد بن حنبل والذي أجابه هو والده الإمام أحمد.
وهذا يدل على جواز التبرك باثار النبى صل الله عليه وسلم
اللهم بلغ نبينا منا السلام واجعله شفعينا يوم القيامة