ان السوق السوداء تغرقها ام الخير بالبنزين و عند سؤالها ترد و تقول بيضا و لا سودا الاربعة عيال اللى عندى عايزين يتعلموا و ياكلوا
بالطالبية و تحديدا بشارع المحولات تجد ام الخير تجلس مع اولادها اما تساعدهم فى المذاكرة او تطعمهم دائما بطبق واحد و لا تنظر لاحد و لكن عندما تلمح زبون قادم بسيارته تترك الاولاد و تهرول له و الاولاد يهرولون خلفها ليروا الزبون الذى سوف يدفع الاموال
ان ام الخير هى عبارة عن سيدة تقف فى على جانب الطريق تبيع البنزين و هى لا تعلم ان ماتفعله مخالف للقانون و يمكن ان تعاقب على ذلك و ايضا لا تعرف ما هى السوق السودا كل ما تعلمه من الدنيا هو املاء بطون اولادها الصغار حتى لا يفارقوا الحياة جوعا و عند الحديث معا تقول : ( انا لا اعلم ماهى البيضا او حتى السودا كل اللى اعرفة العيال و بشتغل علشان اوفر تمن اللقمة و دة بعد ما ابوهم مات )
و تحكى لنا ام الخير عن بعض المصائب التى تعرضت لها مثلا عندما تسرب البنزين المخزن بالحجرة الى البوتاجاز الصغير و اشتعلت النار فى امها بسبب البنزين التى تبيعة و مع ذلك لم ابطل بيع البنزين عشان دى عيشة صعبة و عندى رساله يجب ان انتهى منها كاملة عشان العيال حته منى و لزاما على اكمل تعليمهم و ربنا بيستر
ان اسم ام الخير هو هويدا و كل راس مالها الذى تعمل به تجدة جركن من الجاز و اخر من البنزين و ان سبب تسميتها ام الخير هو ما يطلقة الزبائن عليها بسبب انقاذهم من ازمات البنزين و خاصا سائقين التوك توك و هم غالبية الزبائن التى تتعامل معهم و هى دائما تستقبل الزبائن المفضلين عندها بالابتسامة العريضة لانهم سبب الفرج عليها من عند الله و تقول ان الزبائن تاتى لها مخصوص بسبب رخص سعر البنزين عندها عن البنزينة لانها تبيعة بى جنية و ربع فقط
ان يوم ام الخير شاق و طويل تملؤه روائح البنزين و الجاز تملاء صدرها هى و الاولاد و تربح فى اليوم متوسط ثلاثون جنيها و بالطبع هذا لا يكفى اسرة من خمسة افراد و اكثر شى يحزنها عندما يجوع احد الاولاد و ليس معها ثمن لقمة تسد به جوعه و فى فى دنيا مثلنا الكثيرين و لكن احنا منسيين و ان لام الخير راى فى عدم الاهانة لانها تجلس على جانب الطريق تعمل لبيع البنزين و الجاز لسائقى التوك توك و انما الاهانة ان اجلس بجانب اولادى و نموت من الجوع