كلمة الحرب هي أقل ما يمكن أن يطلق على ما حدث مؤخرا بين مصر والجزائر في تنافسهما على التأهل لكأس العالم. آن للعرب وليس فقط لمصر والجزائر أن يقفوا وقفة حقيقية لمراجعة النفس أن ما حدث على جميع الأصعدة بين البلدين الشقيقين وبخاصة بين إعلام البلدين وبين بعض مواطني البلدين أمر يحدث ربما للمرة الأولى في تاريخ العلاقات العربية واصفة التوتر الذي حدث بين البلدين على الصعيد الاجتماعي بأنه وصل حدا يمكن وصفه بأنه تعبئة عامة بما تخلله من أخبار حدوث تعد وتراشق إعلامي وحرق للاعلام وتعد على رموز الدولتين.
أن هذا المستوى المتدني من العلاقات بين العرب والذي كشفته مباراة كرة قدم يظهر كم هي هشة هذه العلاقات لافتة إلى أن ما كان يقال من خطب وأقوال عن أواصر الدم واللغة وعن أبناء الأمة الواحدة كشفته مباراة كرة قدم لا يمكن أن يفوز فيها إلا واحد وأنه لا بد أن يكون هناك خاسر كما أنه لا يجوز أن يتحقق الفوز بالإرهاب والاعتداء على الجماهير وتحطيم أواصر الأخوة وهدم العلاقات بين أبناء الأمة الواحدة التي ستكون حتما بحاجة إلى كلمة وسيط يعيد العلاقات الطيبة السابقة بين مصر والجزائر وأن يضمد جراح الأقدام التي لم تكتف بركل الكرة بل ركلت معها القيم والأخلاق.