أزمة فاصلة المونديال تزداد اشتعالا وتأخذ أبعادا سياسية خطيرة
نجل الرئيس يصف مشجعي الجزائر في السودان بالمرتزقة ويلقب رئيس اتحادها بـ"هوهاوة"
الأمن المصري يتعامل مع المتظاهرين أمس
القاهرة: علاء المنياوي
زادت توابع المباراة الفاصلة التي جمعت منتخبي مصر والجزائر لتحديد المتأهل منهما إلى كأس العالم لكرة القدم غضباً واشتعالاً على الصعيدين الشعبي والإعلامي، وأخذت أبعاداً سياسية خطيرة، وتواصلت التوابع بشن نجل الرئيس المصري هجوماً ضارياً على الجزائر، مطالباً بوقفة مع الأحداث الإرهابية التي أعقبت المباراة الأخيرة بتصفيات إفريقيا لكأس العالم.
وكانت أحداث شغب عنيفة سبقت وتلت المباراة الفاصلة بين منتخبي البلدين التي أقيمت مساء الأربعاء الماضي على ملعب نادي المريخ السوداني بأم درمان، وهي المباراة التي انتهت بفوز الجزائر (1/صفر) عن طريق مدافعها عنتر يحيي كان كفيلاً بتأهلها للمرة الثالثة في تاريخها.
ووصف نجل الرئيس المصري علاء مبارك الجماهير الجزائرية التي حضرت المباراة الفاصلة في السودان بأنهم "مرتزقة" وليسوا جماهير لكرة قدم.
وقال علاء لقناة " دريم" الفضائية المصرية الخاصة "الجماهير الجزائرية لم يكن لها علاقة بالنتيجة، فهم مرتزقة حضروا لإلقاء الزجاجات والطوب، والدليل كم البذاءات والتهديد بالذبح".
كما هاجم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، وقال "لا أدري كيف يطلق تصريحات غير مسؤولة هذا الـ"هوهاوة"، إنه كلام فارغ مثل كلام السفير الجزائري".
وطالب علاء مبارك بوقفة مع هذا الـ"تخريف" الذي يصدره المسؤولون الجزائريون، متعجباً من تقارير السفارة الجزائرية الكاذبة بشأن وجود قتلى جزائريين بعد مباراة القاهرة.
وتابع "ما يحدث من الجزائريين هو حقد وغيرة وغل لأننا أفضل منهم، نعمل إيه لازم نعذرهم".
كما هاجم الإعلاميين المصريين الذين طالبوا بمبادرات "الورود" أو السفر إلى الجزائر، وقال "لا أدري كيف يقول أحمد شوبير هذا الكلام ويطالب بهذه المبادرات؟".
كما نقل علاء إشادته بموقف التوأم حسام وإبراهيم حسن من الجزائريين، وغيرهم من الإعلاميين الذين هاجموا ما يفعله الجزائريون.
وتابع "الجزائريون تركيبتهم غريبة، فهم مختلفون عن التونسيين والمغاربة من أهل شمال إفريقيا"، متعجباً مما يقترفه الجمهور الجزائري في كل مباراة أمام مصر من "بهدلة وضرب"، مستطرداً "لماذا لا يحتذون بالأشقاء الخليجيين الذين يتحلون بالاحترام".
وبعد أقل من ساعتين من شن نجل الرئيس المصري لهذا الهجوم الحاد والعنيف على الجزائر، خرج الآلاف من المصريين للشوارع ونظموا مظاهرة قرب منتصف ليلة الأمس بدأت سلمية،قبل أن تحدث أعمال عنف بتزايد عدد المتظاهرين إلى قرابة الـ100 ألف.
من جانبه نفى سفير الجزائر لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبدالقادر حجار، الأنباء التي ترددت بشأن سحب مصر لسفيرها لدى الجزائر، مِؤكداً أنها استدعته للتشاور حول ما حدث من شغب في السودان والجزائر، وللتأكد من إجراءات تأمين المواطنين المصريين هناك، لافتا إلى أنه بعد التشاور ستقرر ما إذا كانت ستسحبه أم ترسله مرة أخرى.
وأوضح حجار أن القرار يرجع إلى مصر، وأن الجزائر لن تقدم على خطوة مماثلة حتى ترى تطورات الموقف، مشيراً إلى قوة العلاقات بين مصر والجزائر، وأنها ليست بهذه السهولة، وإنما هناك علاقات تاريخية تجمع الشعبين، هذا فضلاً عن وجود علاقات اقتصادية متشابكة.
وعن أحداث الشغب التي اندلعت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الخميس واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس أمام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة، أشاد حجار بجهود رجال الأمن المصري التي حافظت على طاقم السفارة المتواجد داخل المبنى، وأنهم كانوا حريصين كل الحرص على حياة كل المتواجدين، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي ضرر لا بالمبنى ولا بالعاملين.
يذكر أن الخارجية المصرية استدعت الخميس سفير الجزائر لدى القاهرة، وطالبته بإبلاغ حكومة بلده ضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه الرعايا المصريين الموجودين لديها، وحماية المنشآت المصرية بالجزائر التي تعرضت لأعمال عنف ومن بينها مكتب مصر للطيران بالعاصمة الجزائرية والذي تعرض للاحتراق بفعل الجماهير الجزائرية.
وتأكيدا على حالة التصعيد السياسي الخطير، استدعت الخارجية السودانية سفير مصر لدى الخرطوم عفيفي عبدالوهاب لإبلاغه باحتجاجها على الإساءة للسودان في الإعلام المصري بعد انتهاء مباراة مصر والجزائر بالخرطوم والحديث عن إهمال الأمن السوداني واحتجاز المصريين كرهائن قرب مطار الخرطوم.
أما على مستوى التصعيد الرياضي، فقد دعت وسائل إعلام مصرية القيادات الرياضية إلى حتمية قطع العلاقات الرياضية مع الجزائر، فيما دعا نخبة من كبار رجال السياسة والاقتصاد والأدب والفن وعدد من أعضاء البرلمان المصري إلى قطع العلاقات مع الجزائر على كافة الأصعدة.
من جانبهم خرج عدد من لاعبي المنتخب المصري على شاشات الفضائيات يؤكدون تلقيهم تهديدات مجهولة بالقتل من جماهير جزائرية على هواتفهم المحمولة، وهو الأمر الذي أكده الثلاثي محمد أبوتريكة ومحمد زيدان والحارس عصام الحضري.