كل تفاصيل الرحلة الدموية للمشجعين المصريين في السودان، مدعومة بالصور التي ستوضح لكم حجم التصرفات الوقحة و الحمقاء و الهمجية من جمهور لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يوصف بالـ"بني آدمين".
في البداية أود أن أشير لأن حضوري للمباراة لم يكن بنية عمل تغطية إعلامية، لكن كنت أنوي الاستمتاع بتلك الرحلة التي كان مقدر لها أن تكون عدة ساعات دون مشاكل، لكن ظروف الرحلة أجبرتني على أن أقوم بعمل تغطية إعلامية مصورة من أجل زوار AhlyNews.com الذين هم من حقهم أن يعلموا تفاصيل الرواية.
البداية كانت في الرابعة فجراً من مطار القاهرة الدولي عندما غادرنا بطائرة إحدى الشركات السياحية لنصل لمطار الخرطوم الدولي –المتواضع- في تمام السادسة و الربع فجراً، و كل الأجواء تشير ليوم جميل و استقبال سوداني رائع من شعب طيب يعشق المصريين عن حق، إلا أن الإمكانيات السودانية كدولة هي بالفعل محدودة للغاية، و من ثم هبطنا جميعاً في صالة ذات مساحة ضيقة للغاية، و تجمع كل المسافرين على موظف سوداني غلبان لينال الجميع ختم الدخول بعد فترة من الطوابير الطويلة.
البداية كانت في الرابعة فجراً من مطار القاهرة الدولي عندما غادرنا بطائرة إحدى الشركات السياحية لنصل لمطار الخرطوم الدولي –المتواضع- في تمام السادسة و الربع فجراً، و كل الأجواء تشير ليوم جميل و استقبال سوداني رائع من شعب طيب يعشق المصريين عن حق، إلا أن الإمكانيات السودانية كدولة هي بالفعل محدودة للغاية، و من ثم هبطنا جميعاً في صالة ذات مساحة ضيقة للغاية، و تجمع كل المسافرين على موظف سوداني غلبان لينال الجميع ختم الدخول بعد فترة من الطوابير الطويلة.
الساعة كانت حوالي الثامنة صباحاً، و لا تزال هناك أكثر من 12 ساعة كاملة على بداية المباراة، و كان التصرف الرائع من أحد رجال الأعمال السودانيين –بالتنسيق مع السفارة المصرية و وزارة الشباب- أن قام بتوفير "فيلا" عملاقة كل ما فيها هي بعض السرائر البسيطة و المراتب، و ذلك حتى يتمكن المسافرين – على تلك الرحلة تحديداً مع اختلاف الرحلات- و خلد البعض للنوم لمدة ثلاث ساعات تقريباً، تم بعدها توفير وجبات للجميع، كل ذلك على الحساب الشخصي لهذا السوداني الذي كل ما حاوله فقط هو أن يخدم المصريين و يحسن ضيافتهم.
تحرك الوفد بعد ذلك متجهاً للسفارة المصرية و هناك قابلنا عدد كبير من الممثلين و على رأسهم أحمد بدير و محمد رياض و طارق علام و غيرهم من الفنانين و الفنانات، احتفال كبير من قبل السودانيين بأشقائهم المصريين و صور تذكارية مع الجميع و احتفالات و تشجيع و أعلام مصر، و في هذه الأثناء من الممكن أن نرى أعلام للجزائر من آن للآخر على سيارات مواطنين سودانيين خاصة أن الجزائريين قد وصلوا للخرطوم قبل المصريين بيومين.
المعلومة المثيرة للرعب التي علمناها من السودانيين هناك أن الجزائريين قد اشتروا السكاكين و الخناجر المخصصة لذبح أضحية العيد الأضحى، و من ثم أصبح المشهد الذي رآه الجميع من جمهور جزائري همجي يحمل هذه الأسلحة البيضاء في كل مكان.
الدخول للمدرجات كان من باب أصغر من باب المنزل الخاص بأي قارئ، و كان أمام هذا الباب آلاف مؤلفة، و مع دخولك وسط الزحام تفقد السيطرة على نفسك و تصبح "مسيًُر" عن طريق الزحام دون أن تتحكم في الاتجاه الذي ستسير فيه، إلا أني في نهاية الأمر وجدت نفسي داخل المدرجات إلى أن امتلأت عن آخرها و قام الأمن بعد ذلك بإغلاق الباب في وجه الآلاف من الجماهير و منهم المصريين ممن جاءوا خصيصاً لمشاهدة المباراة و هو ما لم يعجبهم بالطبع، فكانت النتيجة هي كسر الباب في النهاية و دخول هؤلاء الآلاف إلى مدرج ممتلئ عن آخره و هو ما كان بالفعل سينتج عنه خسائر في الأرواح لولا ستر الله.
استمر التزاحم حتى بدأت اللقاء، و بالطبع لم ينعم أي مشجع في مشاهدة المباراة من الوضع جالساً – في المدرج الذي حظيت بالتواجد فيه- و شاهد المباراة الجميع من الوضع –واقفاً فوق الكرسي- حتى مرت الدقائق التسعون و انتهت المباراة و تبدد الحلم، و بدأ المصريون في الخروج من المدرجات شيئاً في شيئاً.
توقع البعض أن يجد نفس الحافلة التي جاء فيها، إلا أن ما حدث أن كل من وجد أي حافلة أمامه قفز بداخلها متجهين إلى المطار.
فقرة الرعب الحقيقية كانت في الحافلة عندما تعرضت كل الحوافل المقلة للجماهير بالـ"قصف الجوي الطوبي" بشكل متواصل دون توقف، و أصيب البعض ممن كانوا معي في نفس الحافلة، و لم تفلت الحافلة من كل من هو جزائري متواجد في الشوارع السودانية سواء أن كانت بالصخر أو زجاجات المياه أو الإشارات الخارجة.
الملفت للانتباه فيما يخص "قصف" الحافلات بالطوب هو الغل الشديد الذي رأيته في عيون كل جزائري قرر أن يقذف الطوب، غل و كراهية و حقد لم أرهم في حياتي مطلقاً، و لا أعتقد أن كرهي لإسرائيل يوازي نصف كره الجزائريين "غير الأشقاء" لـ"غير أشقائهم" المصريين.
الفقرة الأخيرة كانت في المطار عندما وصل الحال إلى أن أصبحت تذاكر السفر دون قيمة، و كل من يتمكن في التزاحم و التدافع و ضمان مكان في الأمام هو من يحظى بمكان في طائرة عائدة إلى مصر، و كنت بحمد الله ممن نجحوا في الحصول على مكان في أول طائرة و ذلك بتوفيق الله، و كان مشهداً أراه للمرة الأولى في حياتي عندما وجدت اشتباكاً بين ما يقرب من 30 مصري و جزائري، اشتباك محدود بالأيدي و المفاجأة هي أن مكان هذا الاشتباك هو الـRun way داخل المطار!
تخيلت أن دخولي ضمن أول بعثة عائدة كان من حسن حظي و هو ما ثبت عكسه بعد ذلك عندما بقينا في الطائرة منذ الثانية عشرة و النصف بعد منتصف الليل حتى الساعة السابعة صباحاً دون أن تقلع الطائرة لأسباب مختلفة أبرزها كان عدم إعطاء الإذن الخاص بإقلاع الطائرة من قبل السلطات السودانية، و على متن الطائرة تواجد كل من الكابتن هادي فهمي رئيس اتحاد كرة اليد، و الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، الفنانة فردوس عبدالحميد، يارا، ميسرة، غادة عبدالرازق، محمد عبدالمنصف حارس مرمى نادي الزمالك و غيرهم من المشاهير، إلى أن وصلنا للقاهرة في تمام العشرة صباحاً تقريباً، غير مصدقين عودتنا لأرض الوطن الحبيب الذي تضاعف عشقنا له عشر مرات على أقل، خلال 24 ساعة فقط!
تحرك الوفد بعد ذلك متجهاً للسفارة المصرية و هناك قابلنا عدد كبير من الممثلين و على رأسهم أحمد بدير و محمد رياض و طارق علام و غيرهم من الفنانين و الفنانات، احتفال كبير من قبل السودانيين بأشقائهم المصريين و صور تذكارية مع الجميع و احتفالات و تشجيع و أعلام مصر، و في هذه الأثناء من الممكن أن نرى أعلام للجزائر من آن للآخر على سيارات مواطنين سودانيين خاصة أن الجزائريين قد وصلوا للخرطوم قبل المصريين بيومين.
المعلومة المثيرة للرعب التي علمناها من السودانيين هناك أن الجزائريين قد اشتروا السكاكين و الخناجر المخصصة لذبح أضحية العيد الأضحى، و من ثم أصبح المشهد الذي رآه الجميع من جمهور جزائري همجي يحمل هذه الأسلحة البيضاء في كل مكان.
الدخول للمدرجات كان من باب أصغر من باب المنزل الخاص بأي قارئ، و كان أمام هذا الباب آلاف مؤلفة، و مع دخولك وسط الزحام تفقد السيطرة على نفسك و تصبح "مسيًُر" عن طريق الزحام دون أن تتحكم في الاتجاه الذي ستسير فيه، إلا أني في نهاية الأمر وجدت نفسي داخل المدرجات إلى أن امتلأت عن آخرها و قام الأمن بعد ذلك بإغلاق الباب في وجه الآلاف من الجماهير و منهم المصريين ممن جاءوا خصيصاً لمشاهدة المباراة و هو ما لم يعجبهم بالطبع، فكانت النتيجة هي كسر الباب في النهاية و دخول هؤلاء الآلاف إلى مدرج ممتلئ عن آخره و هو ما كان بالفعل سينتج عنه خسائر في الأرواح لولا ستر الله.
استمر التزاحم حتى بدأت اللقاء، و بالطبع لم ينعم أي مشجع في مشاهدة المباراة من الوضع جالساً – في المدرج الذي حظيت بالتواجد فيه- و شاهد المباراة الجميع من الوضع –واقفاً فوق الكرسي- حتى مرت الدقائق التسعون و انتهت المباراة و تبدد الحلم، و بدأ المصريون في الخروج من المدرجات شيئاً في شيئاً.
توقع البعض أن يجد نفس الحافلة التي جاء فيها، إلا أن ما حدث أن كل من وجد أي حافلة أمامه قفز بداخلها متجهين إلى المطار.
فقرة الرعب الحقيقية كانت في الحافلة عندما تعرضت كل الحوافل المقلة للجماهير بالـ"قصف الجوي الطوبي" بشكل متواصل دون توقف، و أصيب البعض ممن كانوا معي في نفس الحافلة، و لم تفلت الحافلة من كل من هو جزائري متواجد في الشوارع السودانية سواء أن كانت بالصخر أو زجاجات المياه أو الإشارات الخارجة.
الملفت للانتباه فيما يخص "قصف" الحافلات بالطوب هو الغل الشديد الذي رأيته في عيون كل جزائري قرر أن يقذف الطوب، غل و كراهية و حقد لم أرهم في حياتي مطلقاً، و لا أعتقد أن كرهي لإسرائيل يوازي نصف كره الجزائريين "غير الأشقاء" لـ"غير أشقائهم" المصريين.
الفقرة الأخيرة كانت في المطار عندما وصل الحال إلى أن أصبحت تذاكر السفر دون قيمة، و كل من يتمكن في التزاحم و التدافع و ضمان مكان في الأمام هو من يحظى بمكان في طائرة عائدة إلى مصر، و كنت بحمد الله ممن نجحوا في الحصول على مكان في أول طائرة و ذلك بتوفيق الله، و كان مشهداً أراه للمرة الأولى في حياتي عندما وجدت اشتباكاً بين ما يقرب من 30 مصري و جزائري، اشتباك محدود بالأيدي و المفاجأة هي أن مكان هذا الاشتباك هو الـRun way داخل المطار!
تخيلت أن دخولي ضمن أول بعثة عائدة كان من حسن حظي و هو ما ثبت عكسه بعد ذلك عندما بقينا في الطائرة منذ الثانية عشرة و النصف بعد منتصف الليل حتى الساعة السابعة صباحاً دون أن تقلع الطائرة لأسباب مختلفة أبرزها كان عدم إعطاء الإذن الخاص بإقلاع الطائرة من قبل السلطات السودانية، و على متن الطائرة تواجد كل من الكابتن هادي فهمي رئيس اتحاد كرة اليد، و الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، الفنانة فردوس عبدالحميد، يارا، ميسرة، غادة عبدالرازق، محمد عبدالمنصف حارس مرمى نادي الزمالك و غيرهم من المشاهير، إلى أن وصلنا للقاهرة في تمام العشرة صباحاً تقريباً، غير مصدقين عودتنا لأرض الوطن الحبيب الذي تضاعف عشقنا له عشر مرات على أقل، خلال 24 ساعة فقط!
إعداد و تصوير : عبد الرحمن مجدى