فرض ماتش الجزائر نفسه هذا الأسبوع علي الـ Weekend
> اكتشاف الأسبوع: من القائل إن المليون شهيد الذين تفخر بهم الجزائر ضحايا النضال الوطني؟ من المؤكد أنهم ضحايا التعصب الكروي الذين استشهدوا مع انطلاق فعاليات الدوري الجزائري في الستينيات، بدليل أن المناضلة الجزائرية الأشهر (جميلة بو حريد) مازالت حية ترزق.. في باريس.
> نقلة الأسبوع: السادة صناع السينما، لم يعد مشهد حرق العلم الإسرائيلي في الأفلام المصرية مثيرًا للحماس والتصفيق، الجديد هو حرق العلم الجزائري، وأصبح موضوع المحاكمة الشعبية لمن سافروا إلي تل أبيب مملا، الجديد هو مساءلة من يثبت أنه زار وهران، فالتطبيع لم يعد منذ هذه اللحظة تهمة لمن يتعامل مع الصهاينة، الجديد أن التعامل مع الجزائريين أصبح هو التطبيع، وبناء عليه سيكون علي رأس المطالب الشعبية في الفترة القادمة هو طرد السفير الجزائري من مصر. لا تنزعج صديقي القارئ لأنني ساويت بين إسرائيل والجزائر، لكنني مصري بالأساس ومهموم بأبناء بلدي أكثر من أي شعوب عربية أخري، ولكي تفهم قصدي أذكرك بأنه منذ الستينيات لم تتدخل القوات المسلحة المصرية لحماية أبناء هذا البلد إلا مرتين، الأولي ضد إسرائيل والثانية منذ أيام في حرب المشجعين المصريين العزل ضد الميليشيات الجزائرية في الخرطوم.
> أمنية الأسبوع: بعد أن (اتروقنا) علي يد الجزائريين في شوارع الخرطوم المظلمة بالحجارة والسيوف، أتمني من مسئولي اتحاد الكرة المصري أن (ينشفوا شوية) وأن نراهم (بيروقوا) الجزائريين بالسياسة والقانون، وإذا كان سمير زاهر يفكر في أن يتسامح في حقه مع (روراوة) الذي رفض أن يصافحه، فأنا أقول له (مش من حقك ) لأنه رفض مصافحة رئيس اتحاد كرة (مصر)، الإهانة هنا جماعية يا سمير بك ولا تحتمل المهادنة، أما ملف أحداث المباراة وما بعدها فيجب أن يتقدم به قانونيون للفيفا ولتكن معركة نديرها باحترام يليق بنا لنحافظ علي ما تبقي من رونقنا أمام العالم.
> خدعة الأسبوع: هناك من يقول (كويس إننا مافزناش هناك وإلا كانوا دبحونا ) وهو كلام شكله منطقي، ولكنه مجرد تخريجة جديدة للمبررات التي نصبر بها أنفسنا بعد الهزائم، أخشي أن نسمع بعد أسبوع نغمة أن المنتخب كان حريصًا علي الهزيمة حرصًا علي أرواح المشجعين المصريين.
> رجاء الأسبوع: صحيح أننا فخورون بوصول الموسيقار محمد فوزي إلي نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، وصحيح أنه يمثلنا هناك بموسيقاه حيث إن النشيد الوطني الجزائري من ألحانه، لكنني أرجو من الفنان منير الوسيمي نقيب الموسيقيين أن يبحث عن تخريجة تجعلنا نسحب لحن موسيقارنا العبقري من الجزائريين (خسارة فيهم مزيكة محمد فوزي).
> طلب الأسبوع: الملايين التي كانت ستنهال علي لاعبي المنتخب بعد وصولهم لكأس العالم، الملايين التي كان يدخرها رجال الأعمال والشركات الكبري لهذا الغرض.. أرجو ألا تعود إلي الخزائن مرة أخري، وأتمني أن نستفيد منها وأن نوجهها إلي عمل الخير ونحن مقبلون علي موسم، والبسطاء بحاجة لهذه النفحة التي يمكن أن تأخذ أشكالاً كثيرة، وصدقوني سيفرح البسطاء بهذه النفحة أكثر من فرحتهم ليس بالوصول إلي كأس العالم فقط، ولكن أكثر من فرحتهم بالفوز به.
> سؤال الأسبوع: هتعملوا إيه في أمير سعيود؟
> تحية الأسبوع: بعد نهاية الماتش بدقيقة، صمت كل من في المنزل وانهالت دموع البعض وصدر قرار بإغلاق صوت التليفزيون. كان الصمت مطبقًا ثم شقه فجأة صوت قادم من عمارة مجاورة أو ربما من العمارة نفسها، صوت لشخص لا أعرفه هتف بحرقة ومن أعماق قلبه (تحيا مصر) قالها مرة ثم صمت، فانهمرت الدموع من جديد..تحية له.