ضمن حزم الحملات الإلكترونية التي تبنتها فئات من أوساط المجتمع السعودي أطلق مجموعة من الشباب حملة "السعودية للسعوديين" والتي تهدف إلى محاربة الفئات الأجنبية العاملة في سوق العمل السعودي. هذا التوجه رأت فيه كثير من الفئات المثقفة دعوة عنصرية عيبها الأكبر صدورها من بلاد منبع الرسالة النبوية والتي تضم في طياتها جميع الفئات الشعوبية والأطياف العرقية على مستوى العالم.
الرياض: من بين ضمن البنود التي تستهدفها حملة "السعودية للسعوديين" (ما أصعب أن يعيش الإنسان كالغريب في وطنه، وتهضم حقوقه كمواطن، حيث أصبحت للأجنبي امتيازات لا يحلم بها حتى في وطنه، 8 ملايين عامل أجنبي في السعودية، لا نريد شعارات القصيبي ـ أي غازي القصيبي وزير العمل السعودي ـ بسعودة محلات الخضروات وسعودة الشغالات وسعودة الطباخين وسعودة محلات الذهب وحراس الأمن. نريد الوصول للقمة.. سعودة المناصب القيادية).الكاتب زياد الدريس قال في مقال نشر له إن الحملة التي تحمل شعاراً عنصرياً أشبه بشعارات النازيين رغم أهدافها النبيلة (Saudi Arabia is full.. go home ) أن عشرات من العاملين السعوديين يستحقون القمة وقد مُنعوا من الوصول إليها، لكن هنا عدم وضوح في الرؤية لدى القائمين على الحملة، فهم يريدون نصرة العامل السعودي وهذا هدف نبيل، لكنهم يزدرون العامل غير السعودي وهذا أسلوب غير نبيل. وأضاف أن هذه الحملة تنطلق من البلاد التي انطلقت منها الرسالة النبوية، محمولة بأيدي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، ومساندة الحبشي بلال والرومي صهيب والفارسي سلمان، وتنطلق أيضاً في زمن يصبح فيه باراك حسين أوباما رئيساً لأميركا كلها، وليس لاحدى شركات الخضار أو مكاتب الاستقدام فحسب.
ويقول إنه من المخجل أن نقول للناس: Go Home بعد أن ساعدونا في بناء (هومنا)، وما زال كثير منهم يواصل ذلك بكل كفاءة وإخلاص، وإن كانت هناك مؤسسة أو مؤسستان أو عشر أو عشرون مؤسسة تديرها وتهيمن عليها عصابة من الوافدين المتنفذين، العنصريين ضد توظيف الشباب السعودي، فهذا لا يبرر أن نقول لجميع الوافدين (ارجعوا إلى بلادكم)، بل ولا حتى يجدي أن نقول هذا للوافدين العنصريين لأن هؤلاء يقف خلفهم سعودي متستر انتهازي خائن لوطنه، هو المسؤول والمذنب والمستهدف المفترض لهذه الحملة.وطالب الدريس القائمين على الحملة بإزالة الشعار العنصري (السعودية للسعوديين فقط) وجعل شعارها السعودية للأكفاء فقط .. الأكفاء من السعوديين وغير السعوديين.
من جهتها الدكتورة شروق الفواز تقول إنه لماذا لا يستطيع الشباب السعودي المنافسة والجواب المنصف الوحيد هو افتقاره لبعض المهارات التي يحتاجها في العمل، ولن أتحدث عن تدني الأجور لأني رأيت وسمعت عن شباب يرضون بأجور متدنية قد لا يقبلها الأجنبي، ولو بحثنا عن سبب افتقار الشباب للمهارات لوجدنا الإجابة في التعليم، بعض الشباب يفتقر إلى مهارات اللغة التي لم يوفرها له التعليم ومعظمهم يفتقر إلى المهارات المهنية الأخرى التي لم يوفرها له التعليم أيضا.
وبلغ عدد العاطلين عن العمل من واقع بحث القوى العاملة لعام 2008 ما يقارب من 437648 فرداً منخفضاً بنسبة سنوية مقدارها 5.5 في المائة، وبمعدل بطالة يصل إلى 5.0 في المائة من اجمالي القوة العاملة في المملكة، وبلغ عدد السعوديين العاطلين عن العمل 416350 فرداً وبمعدل بطالة مقداره 9.8 في المائة من اجمالي القوة العاملة السعودية.وفي تقرير أصدر قريباً ارتفعت قيمة التحويلات الخارجية من منطقة الخليج بنسبة ٣١ في المئة في عام ٢٠٠٨ لتبلغ ٤٠ مليار دولار تمثل 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس، مقارنة مع ٣٠,٥ مليار دولار في عام ٢٠٠٧ ، ولتأتي في المرتبة الثانية عالميًا بعد الولايات المتحدة الأميركية والتي بلغ حجم التحويلات الخارجية فيها ٤٧ مليار دولار في العام الماضي.
وتقول إحدى المدونات السعودية إن الحملة تهدف إلى المطالبة بتنفيذ قانون العمل السعودي حسب الماده 3 والماده 26 من القانون و المادة 3 تنص على ان العمل حق لاي مواطن وان لايتم استقدام اي عمالة اجنبية الا في التخصصات النادرة، (والواقع الحالي يقول ان اغلب الاجانب العاملين في السعودية لايحملون تخصصات نادرة ومعظمهم عمالة غير ماهرة)، فيما تنص الماده 26يجب ان تقوم الشركات والقطاعات الاهلية بتدريب وتأهيل المواطنين للعمل فما الحاجة لاستقدام الاجانب وابناء الوطن موجودون ولدينا آلاف الخريجين بمختلف التخصصات ورفع الظلم الواقع على المواطنين من العاملين بقطاعات حكومية واهلية ممن يعمل بعقود تتضمن بنودا مخالفة لنظام العمل والعمال حيث يطالب الموظف بالقيام باكثر من وظيفة ومن دون دفع راتب اضافي او ان يعمل من دون عقد رسمي!! او يطالب بتنازل عن حقوقه او العمل بساعات عمل طويلة من دون اي راتب اضافي؟؟!