منح المصور الصحفي الفلسطيني طلال أبو رحمة الخميس جائزة "روري بيك" المرموقة تكريماً لأعمالهم البارزة في مناطق الحروب.
ونقلت شبكة (cnn) الإخبارية عن أبو رحمة أن المناسبة مثلت "نهاية رحلة العذاب" والانتقادات التي طالته بعد تصويره مقتل الطفل محمد الدرة، الذي أصبحت صورته عام 2000 الرمز الأساسي لما عرف بـ"الانتفاضة الثانية."
وقال أبو رحمة الذي رشح للجائزة بسبب تغطيته المتميزة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مطلع 2009، إن "أصعب لحظات حياته كانت تصويره لدبابة إسرائيلية خلال قصف اتضح لاحقاً أنه استهدف منزله وكاد يقضي على عائلته، كما تحدث بألم عن انقسام الصحافة الفلسطينية بموازاة انقسام الشارع".
وأضاف أبو رحمة عن نيله الجائزة التي تمنح للمصورين الصحفيين تقديراً لأعمالهم البارزة في مناطق الحروب "هذه الجائزة هي نهاية رحلة عذابي مع محمد الدرة وتصوير مقتله، وما رافق ذلك من تكذيب وهجوم شنه علي بعض المتطرفين الذين يكرهون الحقيقة".
وتابع أبو رحمة أن "الجائزة قدمت للعالم دليلاً ملموساً على أنني صحفي محترف وغير متحيز، وقد سبق هذه المناسبة حصولي على 23 جائزة أخرى، كانت بمعظمها تدور حول حادثة الدرة، لذلك فإن حصولي على "روري بيك" يخرجني من الثوب الذي لبسته منذ ذاك الحين."
وتحدث أبو رحمة عن المشاعر الإنسانية التي تنتاب الصحفي الذي يتابع تغطية الحروب في بلده وسط تهديدات قد تطال عائلته، مستعرضاً تجربته الشخصية بأن "القصة بدأت ليل انطلاق العمليات العسكرية، وكنت أريد البقاء للعمل في الفترة المسائية لأن الظلام يقدم فرصة أفضل لالتقاط الصور والحرائق".
وتابع أبو رحمة "كنت ألاحق بالكاميرا إحدى الدبابات التي ما إن قامت بإطلاق قذيفة من مدفعها حتى صرخ مساعدي (هذه في بيتك)، ومع معرفتي بأنني وطاقمي بات لدينا القدرة على معرفة موقع سقوط القنابل بحكم معرفتنا بجغرافيا المنطقة وتعودنا على عمليات القصف، فقفزت إلى سلم المبنى الذي نعمل فيه على الطابق 11 ونزلت جرياً لأن الكهرباء كانت مقطوعة".
وأضاف أبو رحمة أنه "عندما وصلت إلى مدخل الشارع الذي أقطن فيه رأيت الناس متجمعة وعناصر الإطفاء في المبنى والدخان يتصاعد من منزلي، فلم أتكلم مع أحد لأنني لم أرد سوى رؤية عائلتي، وكان هناك 70 إلى 80 شخصاً في المنزل فزاحمتهم حتى وصلت إلى أفراد عائلتي الذين نجوا بأعجوبة، ونقلتهم إلى منزل والدي".
وكشف المصور الفلسطيني أنه لم يكن يعرف معنى الخوف قبل هذه الحادثة، وقد ازدادت مشاعر الرعب لديه حتى بعد أن نقل عائلته إلى منزل والده، الذي لجأ إليه أيضاً عائلات أشقائه "لو أن إحدى هذه القنابل ضربت المنزل لخسرت كل من أحب، وبقيت وحيداً في هذه الدنيا، لأنني رأيت ماذا فعلت القنابل العمياء في عزبة عبد ربه، ومناطق أخرى بغزة."
ولم يخف أبو رحمة تأثير الأوضاع السياسية الراهنة في الأراضي الفلسطينية على الصحافة، قائلاً "الشارع الفلسطيني المنقسم هو لب الموضوع، لأنه عندما ينقسم ينعكس ذلك على الصحافة."
والجدير بالذكر أن طلال حسن عمر أبو رحمة مواليد غزة فلسطين متزوج وأب لثلاثة أبناء درس إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية وعضو منتخب لمجلس إدارة نقابة الصحفيين الفلسطينيين واعتقل في السجون الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات وأصيب عدة مرات خلال ممارسته العمل الصحفي والمصور الوحيد الذي التقط مشاهد قتل الطفل محمد الدرة التي هزت الضمير العالمي ومنح عدة شهادات تقديرية لعمله الصحفي وحاصل على العديد من الجوائز التقديرية والأوسمة في المهرجانات العربية والدولية منها في مهرجان قرطاج السينمائي، تونس (2000) وحاز لقب صحفي عام 2001 من مؤسسة adc الولايات المتحدة الأمريكية وتم تكريمه في العديد من الدول العربية والعالمية وأجرى مئات المقابلات التلفزيونية والصحفية مع عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والدولية وأكثر صحفي فلسطيني كتب عنه في وسائل الإعلام العربية والدولية حيث هناك أكثر من 93 موقع على الإنترنت كتب عن المصور الصحفي طلال أبو رحمة والشاهد الوحيد على مقتل الطفل محمد الدرة، وتميز بالحصول على السبق الإخباري خلال تغطيته للانتفاضة الأولى وحتى الآن، وذلك حسب شهادات العديد من شبكات التلفزة العالمية.