إن الله طيب يحب الطيب هذاما علمنا اياه معلم البشرية عليه الصلاة والسلام ،وان كان فضل صلاة الجماعة فى المسجد تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة فما بالنا بمن بنى لله بيتا فى الارض فجزاؤه ان الله تعالى يبنى له بيتا فى الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم . كثير منا يحب عمل الخير ويسعى اليه ارضاء للخالق عز وجل وكل على قدر همته وسعة الرزق عنده فالغنى يتصدق من ماله وكذا الفقير فان الله يسر له عمل الخير فى مجالات اخرى والنبى صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان التبسم فى وجه اخيك صدقة واماطة الاذى عن الطريق صدقة ورد السلام صدقة ولكن ما اروع ان يقاوم الانسان نفسه ويتحدى ضعف بشريته ليقوم بما يظن انه لا يستطيع فعله فى العادى اقتداء بالصحابة الكرام رضى الله عنهم جميعا وارضاهم . المسجد الذى اتحدث عنه يقع فى بلدة فاتح باسطنبول بتركيا لرجل عظيم الهمة اسمه "خير الدين كججى افندى " هذا الرجل سمع يوما حديثا نبويا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم يبشر فيه من يبنى لله بيتا فى الارض وان كان كعش القطا "اى فى صغر المساحة" وعقد النية ان يقيم لله بيتا ولكن انى له بالمال انه لا يملكه فهو ليس غنيا فهداه تفكيره ان يقوم بالتالى كلما اشتهت نفسه شيئا يأكله يضع ثمنه فى صندوق ويقول لنفسه "صانكى يدم " أى كأنى أكلت ومضت الاشهر عليه حارما نفسه من ملذات الطعام طامعا فى ثواب الله عز وجل ، حتى استطاع ان يوفر ثمن الارض لبناء هذا المسجد ويتكون هذا المسجد مناربعة جدران فقط ومئذنتين ومع هذا فهو يكتظ بالمصلين لدرجة انهم يصلون خارج من كثرة المصلين به |