هو المواطن الأمريكى الجنسية مصرى الأصل والذى يدعى محمد سلطان والذى كان فى مصر فى فترة الإعتصام فى ميدان رابعة العدوية وكان من ضمن المعتصمين وفى أثناء فض الإعتصام أصيب برصاصتين فى أحد أذرعه وتم القبض عليه وإيداعه سجن طرة وقد نقلت أسرته منه رسالة قام بكتابتها وطالبهم بنشرها وقد وجه رسالته للرئيس الأمريكى باراك أوباما وذلك بصفته مواطن أمريكى وقد جاء نص الخطاب كالتالى
عزيزي الرئيس أوباما
لقد خضعت الأسبوع الماضي لعملية لإزالة مسمارين معدنيين طول الواحد منهما 13 بوصة بعد أن كانا مثبتين في ذراعي اليسرى لعلاج إصابة نتجت عن طلق ناري .. لقد عانيت على أيدي قوات الأمن المصرية .. الرصاصة التي اخترقت ذراعي أنفق ثمنها من دولارات الضرائب التي ندفعها .. لقد أجبرت على الخضوع لهذه العملية دون أي تخدير أو تعقيم لأن السلطات المصرية رفضت نقلي إلى مستشفى لتلقي الرعاية الجراحية المناسبة.
بعد أن اخترق المسماران جلدي من أسفل المرفق ومرت عبر عضلة كتفي من الأعلى، اكتشفت أن الطبيب الذي أجرى لي العملية أحد زملائي في الزنزانة .. لقد استخدم كماشة وموس حلاقة بدلا من المشرط الطبي .. وقد تم إلقائي على حصيرة قذرة بينما زملائي في الزنزانة يلتفون حولي يمسكون بي خشية أن أهتز بشدة من الألم .. وأنا الآن مهدد بخطر الفقدان الأبدي للإحساس بهذا الذراع أو استخدامه.
لقد كان الألم في غاية الشدة، كنت أشعر وكأن مخي يكاد ينفجر في أي لحظة، وتم إعطائي قرصين من الإسبرين بعد أن وجد السجانون زملائي في الزنزانة يصرخون بشكل لا يطاق طلبا لمساعدتي، ومع ذلك جاءوا بهذين القرصين بعد مرور ساعة.
أذكر هذه التفاصيل هنا لأن عقلي استرجع عام 2007 عندما حدقت في سقف الزنزانة الضيقة بعد الجراحة، فأثناء حملتك الدعائية لفترة الولاية الرئاسية الأولى تأثرت جدا برسالتك، وتعاطفت مع كل ما كنت تمثله .. كنت أعتقد أنك تمثل التغيير الذي كنا نأمل فيه، وكالكثيرين من الأمريكيين كنا نراك نموذجا حقيقيا لرجل الدولة الذي يضع المحرومين في المرتبة الأولى ويبتكر نمطا جديد للحكم.
لقد كنت أشعر بأنني جزء من عملية صناعة فصل عظيم في تاريخ بلادنا، وقد كنت أنت الرجل الذي رغبت في الوقوف خلفه ودعمه، ولذلك تطوعت في حملتك الدعائية بولاية أوهايو التي تعد من الولايات المحورية في إنجاح الرئيس، وكطالب في جامعة ولاية أهايو، طرقت أبواب المنازل، وأجريت مكالمة هاتفية تلو الأخرى، وناشدت المواطنين للانضمام إلى الحركة التي كنت أعتقد أنها ستكون بمثابة ثورة في السياسة الأمريكية، وكنت أعتقد أنه حان الوقت للعودة إلى حكومة للشعب من الشعب.
والآن، أنا أجلس في هذه الزنزانة المزدحمة، ليس باستطاعتي أن أساعد نفسي لكن أستطيع أن أسألها "هل كنت ساذجا لأنني اعتقدت أنك كنت خارجا عن المألوف؟"
عندما كنت أختلف مع سياساتك الداخلية والخارجية كنت أرجع ذلك إلى النتائج السلبية من التعاون بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لكن الآن، وبعد احتجازي دون سبب لعدة أشهر في سجون مصر السيئة السمعة دون النظر لكوني أمريكيا ومعاناتي من الظروف الإنسانية السيئة، بدأت أفكر في أنني كنت طالبا جامعيا يتبنى مثلا سخيفة واعتقد أن العالم يمكن أن يبدو مختلفا بشكل كبير مع وجود قائد مثلك على رأسه.
تخليك عني، أنا المواطن الأمريكي الذي كان يعمل بلا كلل من أجل إنجاحك في الانتخابات وداعمك القوي والمدافع عن رئاستك لبلادنا، ترك داخلي جرحا يتساوى في ألمه وحدته مع ألم ذراعي.
غالبا ما يسألني القضاة والضباط والسجناء بسخرية "أين تلك الدولة الأولى في العالم التي تتفاخر بكونها تدافع عن حقوق الإنسان والحريات؟ أين هم الآن لتقديم المساعدة لك؟" .. الطبع، أقف عاجزا عن الكلام في كل مرة.
إن الاستنتاج الوحيد المعقول ولكن غير المقبول أن حماية الحكومات الأمريكية للمصالح السياسية أكثر أهمية ولها أولوية لديها على حماية حقوق وحريات وسلامة مواطنيها في الخارج .. لا ينبغي على أي أمريكي أن يخرج بهذا الاستنتاج وينبغي ألا يواجه أي إنسان الظروف غير الإنسانية التي أعيشها أنا و15 ألف معتقل سياسي آخر.
اليوم، في عيد ميلادي السادس والعشرين، لم أعد هذا الطفل الساذج الذي آمن يوما بهذه الوعود والآمال أنك ستكون بجواري عندما أكون في أمس الحاجة لذلك.
سيدي الرئيس، لا أستطيع إلا أن أتأمل في تراثك إذا كان ذلك من الممكن.
مع خالص التقدير