أخيرا وبعد فترة كبيرة من التجاهل الاعلامى الدولى لما بدر من الجماهير الجزائرية تجاه الجماهير المصرية من أفعال اجرامية بدأت الصحف الغربية والاعلام الغربى من تسليط الأضواء على عنف وبربرية الجماهير الجزائرية .
فتحت عنوان "لماذا تتحول احتفالات الجماهير الجزائرية إلي حروب وصراعات؟".. نشرت صحيفة "الجارديان البريطانية" تقريراً بحثت فيه عن أسباب تعصب الجماهير الجزائرية وسلطت الضوء علي تاريخ "دموية" الجماهير الجزائرية. وركزت بصورة شديدة علي بعض الوقائع التاريخية التي عانت فيها فرنسا من شغب أنصار "الخضر" بسبب مباريات كرة القدم.
وكان آخر هذه الوقائع ما حدث قبل أيام حين خرجت الجماهير الفرنسية لتحتفل بفوز منتخب بلادها علي أيرلندا وتأهلها لكأس العالم 2010 حيث تفاجأت بمجموعة من الجماهير تحمل أعلاماً شبيهة بأعلام المنتخب الأيرلندي ثم أدركت أنها جماهير جزائرية تحتفل بتأهل بلادها للمونديال بعد الفوز علي مصر.
وتابعت الصحيفة: لم يمض وقت طويل حتي قامت جماهير الجزائر بالاشتباك مع نظيرتها الفرنسية وتحول الاحتفال إلي صراع بين الطرفين.
واستبعدت "الجارديان" أن يكون الشغب الجزائري وليداً لكرة القدم وربطته بحالة "الكراهية" التي تنتاب قطاعاً كبيراً من الجزائريين تجاه فرنسا منذ احتلالها لهم عام 1830 وذكر التقرير المطول ل"الجارديان" بعض الوقائع التي عانت فيها فرنسا "الدولة الأم" من شغب الجماهير "الدموية" الجزائرية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية الشهيرة أن جماهير الخضر قامت بأعمال شغب مماثلة في ليون ومارسيليا مشيرة إلي التقارير الصحفية التي أكدت أنها حرقت ما يقرب من مائتي سيارة في باريس.
وفي عام 2005 والذي شهد تطوراً كبيراً في أعمال الشغب من جانب الجزائريين في فرنسا قام نيكولاس ساركوزي وزير الشئون الداخلية بإضافة المزيد من البنزين علي النار عندما وصف المشاغبين الجزائريين بأنهم "حثالة" فيما تنبأ الفيلم السينمائي "هيدين" والذي تناول ذكري الاعتداء العنيف علي الجالية الجزائرية في باريس بمدي تطور العلاقات في القرن الحادي والعشرين وهذا الأمر الذي لم ينساه الشباب الجزائري حتي الآن وظهر ذلك واضحاً في طريقة احتفالاتهم بشوارع المدن الفرنسية وتابعت: الغضب الذي أظهره الجزائريون ليس له علاقة بكرة القدم والعنصرية فقط ولكنه ينبع من حقيقة أن المواطنين الجزائريين سواء الذين يعيشون في فرنسا أو الجزائر لم يتحرروا أبداً من علاقة الحب والكراهية التي ربطتهم بالدولة الفرنسية لفترة طويلة وتحديداً خلال فترة الاحتلال الفرنسي التي بدأت عام 1830 عندما كانت الجزائر مستعمرة فرنسية حيث كان يعامل فيها الشعب الجزائري كمواطن درجة ثانية وتحدثت الصحيفة إلي أحد المواطنين في الجزائر حيث قال: فرنسا بالنسبة لنا تعني الحرية والمساواة والاخوة وهذه الأمور لم نشهدها بهذه الطريقة في الجزائر ربما تبدو بلدنا مثل فرنسا ولكنها علي العكس تماماً فنحن لا نستطيع العيش هنا حيث لا نملك أموالاً كافية فالجزائر حقاً سجن كبير. وألقت الصحيفة البريطانية الضوء علي واقعة حدثت منذ خمسة أعوام عندما قامت فرنسا والجزائر بتنظيم مباراة كرة قدم بين منتخبي البلدين من أجل ترسيخ الروابط بينهما ولكن تحولت المباراة لمعركة بعدما قامت الجماهير الجزائرية باقتحام الملعب وإثارة الشغب وهو الأمر الذي وصفه نجم الكرة الفرنسية الجزائري الأصل زين الدين زيدان بأنه "أسوأ لحظة في حياته" حيث قامت الجماهير حينها بسبه ب"زيدان الحارقي" والحارقيين هم جماعة جزائريين قاموا بمحاربة أبناء وطنهم مع الفرنسيين حيث يعتبرهم الشعب الجزائري بأنهم خونة حتي الآن.
وعلي نفس الخطي سارت جريدة "ذا وول ستريت جونال" ففي تقرير مصور حول أكثر الصور إثارة هذا الأسبوع تناولت جريدة "ذا وول ستريت جورنال" أحداث الشغب التي قام بها الجزائريون ضمن أكثر الأحداث سخونة في الأسبوع من 14 إلي 20 نوفمبر وكانت بعض من الجماهير الجزائرية قد حاصرت المنشآت المصرية التي يعمل بها مصريون بعد هزيمة فريقهم أمام الفراعنة بهدفين نظيفين يوم 14 نوفمبر وأيضاً بعد الشائعات التي أطلقتها الصحافة الجزائرية بوجود حالات وفاة ورهائن جزائريين في مصر.
علي صعيد آخر وفي ظل الرعب الذي أصاب العالم من الشغب الجزائري كشف الإعلامي التليفزيوني جونيور نيتو أن الشرطة الأنجولية تأخذ بعين الاعتبار أحداث الشغب التي ارتكبها الجمهور الجزائري علي هامش مواجهته منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وأوقعت قرعة أمم أفريقيا 2010 بأنجولا منتخب الخضر في المجموعة الأولي إلي جانب أنجولا البلد المستضيف ومالي ومالاوي وتقام البطولة في الفترة ما بين 10-31 يناير المقبل.
وفى اطار آخر انتقدت سياسية فرنسية عنف الجماهير الجزائرية حيث أبدت مارين لوبان نائب رئيس الجبهة الوطنية الفرنسية امتعاضها من السلوك الهمجي للجماهير الجزائرية في فرنسا احتفالا بالتأهل إلى كأس العالم، مطالبة بضرورة سن قانون يمنع ازدواج الجنسية.
وشهدت مدن فرنسية على رأسها باريس ومرسيليا احتفالات جزائرية الأربعاء الماضي بعد فوز فريقهم الوطني على مصر وبلوغ كأس العالم 2010.
ولجأ الجزائريون كعادتهم إلى العنف في احتفالاتهم، فأحدثوا تلفيات في عدد كبير من السيارات والمحال التجارية ما أجبر الشرطة الفرنسية على استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم واعتقال عدد منهم.
وتأهل المنتخب الفرنسي إلى كأس العالم في اليوم نفسه بعد التعادل مع أيرلندا 1-1 في إياب الملحق الأوروبي، وهو اللقاء الذي شهد تسجيل "الديوك" هدف غير شرعي حينما استخدم تييري هنري يده للسيطرة على الكرة قبل تمريرها إلى ويليام جالاس محرز الهدف.
وأشارت لوبان إلى أن الشوارع الفرنسية كانت ستشهد قتلى في حال خسارة المنتخب الجزائري أمام نظيره المصري في المباراة الفاصلة في السودان.
وقالت في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الفرنسية: "إذا كانت يد هنري مصرية (وفاز منتخب مصر)، كانت الشوارع هنا ستشهد سقوط قتلى".
وتابعت "على هؤلاء الشباب أن يختاروا بين الجنسيتين الفرنسية والجزائرية، لا يمكن للإنسان أن يحب بلدين ويقتسم قلبه نصفين بينهما".
وتأتي محاربة الهجرة غير الشرعية ومفهوم تدعيم الهوية الوطنية الفرنسية على رأس أولويات الجبهة الوطنية الفرنسية.