في سابقة هي الأولى من نوعها، والتي تعكس التردي الذي وصل إليه الوضع العربي، قامت إسرائيل باقتراح وساطة لوضع حد، حسب زعمها، للخلاف بين الجزائر ومصر.
و كشف موقع بوابة التعليم المصري الإلكتروني على شبكة إنترنت، أن أطرافا إسرائيلية بادرت بإرسال رسائل هاتفية قصيرة تدعو فيها إلى التهدئة والتوسط بين الجزائر ومصر، لحل الخلاف الذي نشأ على خلفية إجراء مباراة في كرة القدم في الدور الأخير من تصفيات كأس العالم.
وبينما تتربط القاهرة مع تل أبيب بعلاقات دبلوماسية رسمية منذ 1978 وقد أقامت سفارة لإسرائيل في أحد الشوارع الرئيسة في العاصمة القاهرة، وأبرمت اتفاقيات تجارية واقتصادية ووسعت دائرة التعامل الاقتصادي عبر اتفاقية الكويز، على الرغم من رفض شريحة كبيرة من الشعب المصري لها، بالإضافة إلى جل المثقفين والفنانين.
أما الجزائر فلا يربطها بالكيان الصهيوني اتفاقيات أو تعاملات سياسية أو اقتصادية.
ومع هذا يبدو أن الإسرائيليين يعرضون مساعيهم الحميدة لفض ما اعتبر خلافا بين بلدين عربيين، يفترض أنه تربطهما روابط أسمى وأقوى.
ووجدت الأقلام الإسرائيلية فرصة سانحة من خلال الشرخ العربي الجديد، لتظهر نواياها، وقد أبرز موقع بوابة التعليم المصري ذلك من خلال الإشارة في مقال خاص، بقوله ''لقد أظهرت وسائل الإعلام الصهيونية حالة واسعة من الشماتة بسبب الأزمة الحالية بين مصر والجزائر''.
وخصصت القنوات التلفزيونية الإسرائيلية تقارير موسعة في نشرات الأخبار الرئيسية عن الأزمة، فقد نشرت صحيفة ''هاآرتس'' الصهيونية استطلاعاً للرأي العام الإسرائيلي عن هوية الفائز في مباراة مصر والجزائر.. ووصف مذيع أحد أكثر البرامج شعبية في التليفزيون الإسرائيلي الأزمة بأنها ''حرب كرة القدم بين مصر والجزائر''.
ووصف مذيع آخر المباراة بأنها ''شأن سياسي بكل معنى الكلمة، لأن بها خلافات وأزمات دبلوماسية، وهناك اتهامات وكراهية بين البلدين وصلت إلى مستوى عالٍ لم نشهده من قبل''.