مازال العديد من الدول تقر وتعترف بأن ما حدث فى مصر فى الثالث من يوليو ما هو إلا إنقلاب عسكرى حتى وإن لم تعترف هذه الدول بهذا الأمر رسميا أو حكوميا إلا أن الدوائر الإعلامية فى هذه الدول والأحزاب السياسية تعترف بذلك بكل صراحة ووضوح وهذا يظهر فى العديد من وسائل الإعلام الغربى وفى كثير من الصحف العالمية الشهيرة وبأقلام العديد من الكتاب والصحفيين المشاهير عالميا وفى هذا الصدد وجه الكاتب الألمانى الشهير والمحلل السياسى المعروف أوروبيا يورجين تودينهوفر على حسابه الشخصى على فيسبوك وجاءت الرسالة مترجمة كالتالى
السيد المحترم / عبد الفتاح السيسي إن واجبك التاريخي هو تحقيق الوحدة لا تحقيق الشقاق والإنقسام.
أصدقائي الأعزاء ! لقد سلك السيسي الرجل القوي في مصر الآن مسلكاً خطيراً.
إن جماعة الإخوان المسلمين التي تلعب دور المحامي عن الفقراء والمحرومين منذ عشرات السنين ليست منظمةً إرهابية. وهي تتبرأ بكل وضوح من العنف والسيسي يعلم ذلك جيداً لكن المسألة بالنسبة له تدور حول شيئ آخر فكون السيسي ممثلاً عن نظام مبارك البائد يجعله يسعي بكل قوة إلي الحفاظ عن الإمتيازات التي حصل عليها الأغنياء وأصحاب السلطة في مصر لذلك يري أنه من الواجب إقصاء الإخوان المسلمين الذين يمثلون الشعب الفقير الكادح. وهذه ليست إستراتيجيةً تحتقر إنسانية هؤلاء الناس فحسب بل هي إستراتيجية في غاية الخطورة علي المدي البعيد.
أنا لستُ عضواً في جماعة الإخوان المسلمين. لكن الطريقة التي يتم التعامل بها معهم من قِبل السلطة العسكرية الحاكمة لا تليق بهذا المُكَوّن الكبير من الشعب المصري.
إن المآساة المصرية لن تُحَل إلا من خلال المصالحة والإنتخابات الحرة النزيهة.
من الممكن مثلاً أن تُجري إنتخابات بين السيسي ومرسي فقط ويُترك الخيار للشعب بدلاً من إلقاء الرئيس المنتخب في السجن وإعلان حزبه منظمةً إرهابية.
إن السيسي يعود بمصر إلي العصور الحجرية في الديموقراطية والحقوق المجتمعية.
لقد ظننته أبعد نظراً من ذلك لكنه لم يُدخِل مصر وحدها نفقاً مظلماً بل أضرّ بالعالم الإسلامي أجمع , فمن يصف الإخوان المسلمين جملةً واحدةً بأنهم إرهابيون فإنه يؤدي نفس الدور في اللعبة المثيرة للسخرية والتي يلعبها أعداء الإسلام في الغرب.
أعداء الإسلام في الغرب يتحدثون بنفس لغة السيسي منذ سنوات عديدة وأعتقد أن أعداء الإسلام الآن ممتنون وشاكرون للسيسي بشدة علي مجهوداته العظيمة في الهجوم علي الإسلام.
إني قَلِقٌ جداً علي مصر والبلاد العربية. لأنه إذا سقطت مصر فسيسقط العالم العربي كله.
ربما يحتاج العالم العربي إلي قادة حقيقيون أقوياء بدلاً من تلك العرائس والدُمي المثيرة للشفقة التي تحركها أمريكا.
يحتاج العالم العربي إلي قادة يملكون القدرة علي المصالحة والقدرة علي توحيد شعوبهم وبلادهم لأنه ما أسهل الإنقسام والشقاق وما أصعب تحديات تحقيق الوحدة والمصالحة وليكن معلوماً للجميع أنه لن يكون للعرب مكان في عالم المستقبل إلا بالوحدة.
السيد المحترم / عبد الفتاح السيسي إن واجبك التاريخي هو تحقيق الوحدة لا تحقيق الشقاق والإنقسام.