كم مرة حدثنى حدسى بلقياك
واستشعر شوقى عبير محياك
كم من نبع تفجر بين ضلوعى
وأطياف حن وظمأ وجوع
وعناق حب وتغريد الطيور
وأفراح *** وأنوار السرور
كم ماج قلبى بين أحلام ونور
وتاه عقلى عن وصف شعورى
كم كنت مشتاقاً لزرف الدموع
كم كنت أخاف عناء الرجوع
خفت ألا القاك فيغلبنى أنينى
خفت أن أصرخ فيفضحنى حنينى
كم كانت الألوان تزهو وسط الحقول
كم كانت السماء فى زينة البكور
وأديم الأرض يضحك يلثم خد الزهور
لكن اليأس بات قريباً والأمل جنح للضمور
كم بحث الوجد عنك وتفرس فى الوجوه
كم طال بحثه وأضناه ظلم الوجود
كم أحسست بحرارة دمائى وهى تنساب عبر الجراح
كم أحسست بلوعة الفراق من قبل اللقاء
كم تلعثمت خطاى وتاه منى الطريقْ
وضاع الهوى وبات الحزن الرفيقْ
قد كان حدسى حدثنى بلقياك
فخلته قد اعتراه الجنون
قد حدثنى وما كان ليخدعنى صوت قلبى المحموم
فسطع نجمك بين أسراب الغيوم
وانقشع الضباب وتداعت عنى الظنون
وإلتقينا وتفجرت ألوف الشموس
وإلتهبت الثوان من حولنا فأضاءت ظلام النفوس
ورأيتك وما كنت أحسبنى أراك
ولكن حدسى قد كان حدثنى بلقياك
وأضحت الظلمة نهاراً وبات الليل ممسينا
فنسينا ما كان منا ومضينا
الفرحة تعانق عمرينا
والبسمة تضيىء دربينا
ونهلنا من نبعنا حتى أرتوينا
وما كنت يوماً أكذب تناجى العاشقين