شن أحمد منصور المذيع في قناة "الجزيرة" القطرية هجوما حادا على مصر حكومة وشعبا واتهم النظام المصري بإفقار الشعب ونهب ثرواته ونجاحه في أن يختزل الانتماء لمصر في رفع الأعلام والتعصب لمباراة كرة قدم ضد الجزائر وهي بلد شقيق، على حد قوله.
كما اتهم منصور في مقال له نشرته صحيفة "الشروق اون لاين" الجزائرية التي تحولت إلى منبرا للبذاءات والتطاول على مصر، "الشعب المصري بالسفه والحيرة والتفاهة والضياع، بسبب الهتافات وحجم السعادة الغامرة التي شعروا بها بعد فوز منتخب مصر لكرة القدم على نظيره الجزائري يوم 14 نوفمبر".
وزعم منصور انه شاهد مواطنا مصريا يبدو "حسن الهندام" يبحث في أحد صناديق الزبالة، مشيرا إلى ان "هذا أصبح أمرا مألوفا في القاهرة بشكل كبير؛ أن تجد من يبحث عن شيء في صناديق الزبالة ولكن ليس حسن الهندام كما رأيت، مضيفا ان المشهد ألقى في نفسي ألما شديدا أن أصبح حسنو الهندام يبحثون في أكياس الزبالة".
وقال منصور ، الذي كان متواجدا بالقاهرة يوم 14 نوفمبر، ما حدث بعد المباراة وفوز مصر : "شعرت أن الأمر قد تجاوز الرياضة ليصبح هو كل شيء في حياة المصريين، فقد خرج الناس من كل همومهم أو هربوا منها بمفهوم أدق وسعوا للخروج من الإحباط الذي يعيشون فيه أو جعلتهم حكومتهم يعيشون فيه ليكون كل هدفهم أن تفوز مصر على الجزائر في مباراة كرة قدم حتي تسترد مصر عزتها وكرامتها وريادتها وسيادتها كما يتوهم هؤلاء".
اضاف: "لقد نجح النظام المصري الذي أفقر الشعب وأمرضه ودمر الإنسانية والآدمية فيه أن يختزل المواطنة والانتماء وحب مصر لدي المصريين في رفع الأعلام والتعصب لمباراة كرة قدم ضد بلد وشعب شقيق، واعتبر النصر فيها أكبر من الانتصار على إسرائيل وعلى الفقر والفساد والمرض الذي يفترس هذا القطيع".
وزعم مذيع "الجزيرة": "أن ما يحدث ليس سوى عملية تفريغ لمصر من حاضرها ومن تاريخها ومن أزماتها التي سببها النظام الفاسد الذي يحكم، ودليل على أن هذا الشعب يريد أن يهرب من أزماته التي ليس أولها أزمة تراكم الزبالة في شوارع العاصمة الكبرى، أو أن صناديقها أصبحت مصدرا لطعام كثيرين أو تفشي الفساد والبطالة وري المحاصيل الزراعية بمياه المجاري واختلاط مياه المجاري بمياه الشرب وتفشي التيفود والأمراض القاتلة بين أبنائه".
وختم منصور مقاله بالقول: "لقد شعرت بهمٍّ وحزن شديدين على ما آل إليه مصير الشعب المصري وأنا أحد أبنائه، حينما وجدت المصريين يهربون من هموم وطنهم بهذه الطريقة، طريقة ثقافة القطيع، وشعرت إلى أي مدى نجح الحكام الذين دمروا آدمية هذا الشعب علي مدي العقود الستة الماضية أن يحولوا المبدعين من أبناء هذا الشعب إما إلى مهاجرين يفيدون العالم بما لديهم من علم وإبداع وإما إلى محبطين في بلادهم يحاولون الحفاظ على ما تبقي من خيرية الأمة وعلمها وثقافتها، أما باقي الشعب فقد أصبح ملهاة وأداة للتسلية والفرجة".
يذكر ان العديد من المسئولين المصريين اتهموا قناة "الجزيرة" بعدم الحيادية أثناء تغطيتها لأحداث مباراة 14 نوفمبر، حيث أبرزت القناة في صدر نشراتها الاخبارية خبر الاعتداء المزعوم ضد الحافلة التي كانت تقل الفريق الجزائري وهو في طريقه من مطار القاهرة إلى الفندق المخصص، في الوقت الذي غضت فيه الطرف عن الاعتداءات الوحشية التي تعرض لها المصريون العاملون في الجزائر وتخريب ممتلكاتهم على أيدي الجزائريين.