دييجو فورلان، مهاجم نادى أتليتيكو مدريد الإسبانى، والفائز بالحذاء الذهبى مرتين، وهو الحذاء الذى يحصل عليه أكثر اللاعبين تهديفا فى أوروبا خلال مسابقات الدورى.
انفردت مجلة «وورلد سوكر» المهتمة بشئون كرة القدم بإجراء حوار خاص مع مهاجم فريق أتليتيكو مدريد الإسبانى بعد حصوله على جائزة الحذاء الذهبى للمرة الثانية فى مشواره، وجاء حوارها معه كالتالى:
< تهانينا، فأنت اللاعب الوحيد الذى يحصل على الحذاء الذهبى مرتين فى مشواره، ومع ناديين مختلفين، المرة الأولى مع فياريال وأخيرا مع أتليتيكو مدريد، وبشكل عام عائلة فورلان عائلة صاحبة تاريخ طويل فى كرة القدم؟
ــ نعم، أبى بابلو فورلان كان مدافعا لدى مونتيفيديو وشارك فى كأس العالم عامى 1966و1974، وكذلك اشترك فى تصفيات لكأس العالم عام 1970.
وجدى لأمى، هو خوان كاروس، وأيضا كان لاعب كرة قدم وكان يدرب أبى فى المنتخب، جميعنا نلعب كرة القدم حتى أخى، ولا نتكلم سوى حول كرة القدم ونشاهد التليفزيون لنتابع مباريات كرة القدم.
< كرة القدم فى جينات العائلة، هل إحراز الأهداف لديكم أيضا فى جينات العائلة؟
ــ يمكنك أن تقول ذلك، جميع الهدافين لديهم إحساس بالفطرة حول أين يجب أن يكونوا داخل الملعب وكيف يتحركوا، بالنسبة لى كان الأمر يتعلق بالعمل الجاد والإصرار، أتدرب على كل تسديدة وكل حركة.
< هل هذا يفسر براعتك فى الموسم الماضى عندما أحرزت أهدافا بقدمك اليسرى مثل اليمنى؟
ــ كنت أسدد بكلتا قدماى وأنا فى صغرى، كان أبى يصطحبنى معه إلى الملعب ويجبرنى على التسديد بقدمى اليسرى على الرغم من أنى أستخدم اليمنى بالفطرة، وبذلك أصبحت طبيعة لدى أن أستخدم كلتا القدمين بنفس الكفاءة، وكان أبى يعرف مسبقا أن ذلك سيكون مهما بالنسبة لى.
< هل يمكننا أن نقول إن والدك كان السبب الرئيسى وراء تميزك؟
ــ نعم، والسبب الرئيسى وراء كونى مهاجما، وأنا طفل حصلت على هدية «فانلة» هارالد شوماشر من كأس العالم 1986، وكنت أحب جين مارى فاف أيضا، كنت أود أن أصبح حارس مرمى لكن والدى عادة ما كان يعارض ذلك قائلا لى: «لا، يجب أن تكون مهاجما»، فهو كان مهاجم فريقه ويرى أن المهاجمين يحصلون على أموال أكثر والعقود الأكبر من اللاعبين الذين يلعبون فى باقى المراكز.
< كنت لاعب تنس، أليس كذلك؟
ــ نعم، لعبت «تنس» كثيرا، حتى عمر 16 سنة، وكان على الاختيار بين التنس وكرة القدم، وقد اخترت الكرة.
< اخترت كرة القدم، هل كان ذلك بناء على قرار عقلانى أم لأنك كنت تستمتع بها أكثر؟
ــ كنت لاأزال فى عمر صغير حينها آنذاك، فاخترت كرة القدم ثم توقفت قليلا، ولعبت التنس ثم تعبت وتوقفت عن الرياضة عموما، والتفت لدروسى وللاستمتاع بوقتى عموما، ولكن عندما حان الوقت المناسب اخترت كرة القدم لأننى استمتع بها أكثر وأيضا لأن فرصتى كانت أكبر، فوالدى كام يدرب فريق بينارول فى أورجواى وحاول إقناعى بالذهاب إلى هناك ولو على سبيل التجربة، فاستمتعت باللعبة وبدأت أفكر فى التقدم فيها والاحتراف.
< هل هذا يعنى أنك لم تستمتع كثيرا بكرة القدم فى طفولتك؟ ويبدو قرار عودتك عقلانيا واحترافيا بحت، هل نفهم من ذلك أن كرة القدم وظيفة أكثر منها متعة؟
ــ فى الفترة الأولى من حياتى أردت أن أستمتع بحياتى مع أصدقائى وأن أدرس وألا أرتبط بلعبة، فالارتباط يعنى الالتزام والتدريب أيام العطلات بعيدا عن الأصدقاء والحياة الاجتماعية، ولكن عندما أتيحت لى فرصة اللعب مع فريق جيد أخذت الفرصة وبدأت أحبها.
أنا الآن أحب كرة القدم جدا وأستمتع بالتدريب فهى رائعة، وبالنسبة لى هى لا ليست وظيفة.
< أهدافك الـ32 فى الموسم الماضى تثبت أنك أخذت القرار الصائب، وحصلت على الحذاء الذهبى الثانى، وعلى الرغم من ذلك، عندما يتحدث الإعلام عن نجوم كرة القدم يتحدثون عن الأرجنتينى ليونيل ميسى والسويدى زلاتان إبراهيموفيتش والإسبانى فيرناندو توريس والبرتغالى كريستيانو رونالدو، هل تشعر بأنه يتم التقليل من شأنك؟
ــ اعتدت على ذلك، هذا لم يبدأ اليوم، الناس لم تقدرنى أبدا طوال السنوات الماضية، وجميع المهاجمين الذين ذكرتهم يلعبون لدى فرق كبيرة وهم عن حق مهاجمين عظام، ثم يأتى دور الإعلام والتسويق عوامل كثيرة تلعب دور صناعة النجوم والحكم على اللاعبين، ولكننى حصلت على حذاءين ذهبيين وهذا كفيل بحفر اسمى فى تاريخ كرة القدم إلى الأبد.
< جائزة الحذاء الذهبى تقول إنك أفضل مهاجم فى العالم، هل أنت كذلك فعلا؟
ــ إذا كان ذلك يتعلق بالأرقام، فأنا الأفضل حاليا، فالفوز بالحذاء الذهبى فى أى فريق ليس بالأمر السهل، ومع فياريال وأتليتيكو مدريد وهى ليست أقوى الفرق الإسبانية تكون المسألة أصعب وهذا إنجاز كبير.
< كيف تشرح مسألة أنك حصلت على الحذاء الذهبى مرتين ولكن عانيت كثيرا فى انجلترا؟ لقد أحرزت 10 أهداف فى الدورى الإنجليزى مع مانشستر يونايتد، مقابل 54 فى فياريال و50 فى أتليتيكو مدريد؟
ــ الإجابة بسيطة، لم ألعب الكثير من المباريات، لم أشارك مع مانشستر يونايتد، وعرفت أن الأمر سيكون صعبا، ولقد بالغت الصحف كثيرا فى المسألة، لقد قالو إننى لعبت عددا بسيطا من المباريات ولم أحرز أى أهداف تذكر ولكن إذا نظرنا للأرقام، فعدد الساعات التى لعبتها والأهداف التى سجلتها كان معقولا إلى حد كبير بالنسبة لسنى،
واستمتعت بوقتى فى إنجلترا وكنت واثقا من نفسى ولكن لم تتح لى فرصة المشاركة فى الكثير من المباريات.
< هل أنت غاضب من تقديم الإعلام لك بشكل بسيط؟
ــ لا، فهذا هو الواقع، أحيانا يزعجك ولكن عليم أن نتقبله فى نهاية الأمر، أعرف موقعى جيدا ولست نادما على شيء لأننى بذلت قصارى جهدى.