وقال الشعراوي في كلمته بهذا المقطع بعد الحمد والصلاة علي الرسول صلي الله عليه وسلم، أن الجميع يعلم بأن الإسلام عندما انتقل إلي مصر كان مطبق بمصر ولكن ابتلاها الله بالاستعمار وجنوده الذين بدلوا الحكم الإسلامي بالقوانين التي وضعوها وأنه بعد زوال الاستعمار ظن المصريين بأن الاستعمار زال بكل ألوانه.
وأضاف أنه ليس الاستعمار بأن يكون المحتل موجود بمصر، مشيراً إلي أنه ليس بزوار الاستعمار عن الأرض يزول كل ألوانه بل يكون له أعوان يقومون بإذاعة ما يحبه، ويشجعون علي ما يحبه، وأنه قد يكون احتلاله بشيء غير الوجود العسكري علي الأرض.
وأوضح أنه كان من الواجب التريث حتى يتم الحفاظ علي الشمعة والتي قد تكون لا تقوم بإنارة مكان واسع، وأنه من الممكن أن نكثرها فتقوم بإنارة أماكن كثيرة أو نأخذ منها ناراً لنشب بها حريقاً علي العدو، وأنه ليس من السهل أن نترك من يقوم بإطفاء هذه الشمعة ولكن من الواجب أن نقوم بالإبقاء عليها حتى يتم أخذ منها نوراً للمحب وناراً للمبغض.
وأشار إلي أنه يجب أن يعلم الجميع بأنه لن تكون لنا كلمة من رأسنا إلا إذا أنتجنا القوت من فأسنا، وأنه يجب الملاحظة من أين نأتي بطعامنا، وأنه يجب أن لا يعادي الشعب المصري أحداً قبل الإعداد لأن يقوم بمعادة أحداً قبل أن يعد نفسه يكون هذا هو عين الفساد.
وأضاف أنه لا يجب أن يستمع المسلمين إلي أي أحداً وذلك لأن الدين الإسلامي واضحاً وفطري، وأنه يجب علي المسلمين أن يعلموا أن خصوم الإسلام لم يستطيعوا أن يقدروا علي الدين الإسلامي من ذواته فقاموا بالدخول علي الإسلام عن طريق أبنائه حيث جعلوا لكل واحداً من المسلمين الأمل في أن يكون أميراً أو حاكماً ولذلك أعلن الشيخ الشعروي أنه لايريد أن يَحكم بالإسلام ولكنه يريد أن يُحكم بالإسلام، لأن الإسلام أميناً علي الشيخ أن يكون محكوماً له بأي شخص من أدني الأرض ولكنه يريد أن يُحكم بالإسلام.