السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم يا أحبائي .
سنتكلم اليوم عن مراحل الدعوة في حياة النبي محمد (ص) .
مرت الدعوة الإسلامية في حياته عليه الصلاة والسلام منذ بعثته إلى وفاته بمرحلتين : -
المرحلة الأولى : الدعوة سراً واستمرت ثلاث سنوات.
المرحلة الثانية : الدعوة جهراً واستمرت إلى وفاته.
وانقسمت الدعوة جهراً إلى قسمين : -
القسم الأول : الدعوة باللسان واستمرت إلى الهجرة.
القسم الثاني : الدعوة مع القتال واستمرت إلى وفاته.
ماهي أسباب سرية النبي (ص) ؟
وكان سبب السرية في بدء الدعوة ليس بسبب الخوف على نفسه، لأنه كان يوقن أن الإله الذي بعثه
وكلفه بهذه الدعوة قادر على أن يحميه ويعصمه من الناس، بل كان إرشاداً إلى مشروعية الأخذ بالحيطة والأسباب الظاهرة، من أجل الوصول إلى غايات الدعوة وأهدافها إلى أن تتوفر الظروف المناسبة بحال العصر للجهر بها على أن يكون النظر في كل ذلك إلى مصلحة المسلمين ومصلحة الدعوة الإسلامية.
وبهذا نعرف أنه يجب الاستمرار بالدعوة إذا كان الجهر أو القتال يضر بها، ولا يجوز المسالمة والإسرار
إذا توفرت أسباب القوة والدفاع عنها، أما الظواهر الطبيعية التي رافقت دعوة جميع الأنبياء فهي أن
الذين يستجيبون لدعواتهم في مراحلها الأولى هم ضعفاء القوم قبل غيرهم؛ لأن حقيقة الدعوة إلى الله
تدعوا إلى الخروج من سلطان الناس وحكمهم إلى سلطان الله وحكمه وحده وهذه الحقيقة تناسب حال
المستضعفين، بينما يرى فيها ذوو السلطان والزعماء إهانة لمكانتهم وتقليلاً من شأنهم.