تابعها المشاهد العربي في الموسم الدرامي الحالي في العديد من الأعمال التلفزيونية الدرامية السورية والمصرية، ومنها المسلسل الاجتماعي المعاصر «على موج البحر» للمخرج أسعد عيد، والذي يعرض حاليا على عدد من الفضائيات، وتجسد فيه الزوجة البسيطة المحبة لزوجها ولكن يحصل عدد من المشكلات من قبل زوجها ومع ذلك تبقى الأم الحنون والزوجة المخلصة وبذلك تكسب تعاطف أسرة زوجها.
كذلك كانت حاضرة في المسلسل الاجتماعي البوليسي «للعدالة كلمة أخيرة» للمخرج ناجي طعمي، جسدت فيه شخصية مزدوجة (مدربة رياضية) في وجهها الأول تظهر سلبيتها وفي الثاني تظهر إيجابيتها، حيث تساعد صديقتها في حل مشكلاتها مع زوجها. كما جسدت أيضا شخصية بلغارية اسمها «همزادة» تمثل دور جارية تباع وتشترى وتتمكن من الهرب في المسلسل المصري «أدهم الشرقاوي» للمخرج باسل الخطيب. والجميل في الموسم الحالي أن الفنانة السورية ريم عبد العزيز جسدت ثلاث شخصيات متناقضة ومنها المرأة المنكسرة والمرأة المقاتلة والمرأة الهاربة. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط» من دمشق، تتحدث الفنانة السورية عن تجربتها في فيلم «مناحي»، وعلاقتها بالفنان فايز المالكي، فإلى نص الحوار:
* أنت من الفنانين السوريين الذين شدّتهم وبقوة الدراما المصرية للعمل فيها.. إلى أين وصل تعاونك مع المصريين في مجال التلفزيون؟
ـ كان لي العديد من الأعمال في مصر في مجال التلفزيون والمسلسلات الدرامية ولكن عيني حاليا متجهة على السينما المصرية وهي حلمي وطموحي لأني أشعر أن السينما هي من تخلّد الفنان وهي الأبقى والتي يمكن للجمهور أن يتابع الأفلام السينمائية لأكثر من مرة بعكس المسلسلات التلفزيونية والتي مهما كانت جميلة قد يشاهدها المتلقي مرة ثانية فقط، بينما الفيلم يشاهد في أي فترة من الزمن، ولذلك فإن السينما بالنسبة للفنان تعني الخلود ولذلك سعيت بكل جرأتي أن يكون لي نصيب من السينما المصرية وتحقق لي ذلك من خلال فيلم سينمائي صورته قبل سنتين حمل عنوان (ع الهوا) وشارك في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي 2007، ولاقى صدى كبيرا ولكن لم يعرض جماهيريا «ولا أدري ما هو السبب، قد يكون بسبب موضوعه» وهو من بطولة وجوه جديد حيث يعتمد على سينما الشباب ومن تأليف وإخراج إيهاب لمعي وإنتاج وليد صبري، والفيلم من بطولتي مع ممثلة مصرية شابة وهو أول بطولة لي في فيلم سينمائي مصري وأعتبره نقطة تحول في مسيرتي ويتحدث بشكل مفصل عن مسابقات الغناء وما يحصل فيها من مؤامرات وفي تلفزيون الواقع وما يحدث خلف الكواليس، ولذلك فإن بعض الجهات الرقابية ترفض أحيانا الاقتراب من هذه المواضيع. ومن تجاربي السينمائية التي أعتز بها كثيرا، فيلم «مناحي» من إنتاج «روتانا»، وكان من بطولتي مع الفنان فايز المالكي، وجسدت فيه الفتاة السعودية (مريم) حبيبة مناحي وأعتبرها تجربة مهمة حيث كان أول فيلم سعودي بعد 35 سنة وافتتحت صالات الطائف وجدة لعرض الفيلم فيها.
* كيف تنظرين لواقع الدراما المصرية والخليجية خاصة أنك تجيدين التحدث باللهجتين المصرية والخليجية؟
ـ لا توجد عندي مشكلة في موضوع اللهجات، فباللهجة المصرية كنت بطلة عملين تلفزيونيين وهما مسلسل (قصص بوليسية) عرض في شهر رمضان الماضي على القنوات المتخصصة ويتحدث عن الهجرة غير الشرعية وكانت هناك أعمال تلفزيونية أخرى، وفي هذا العام قدمت مسلسلا إذاعيا في مصر مع يسرا وهنيدي اسمه «مجنون ليلى» وحقق المرتبة الأولى في مصر إذاعيا، ولذلك فإن إجادة اللهجات سهل عندي وقد قدمت عملا تلفزيونيا باللهجة الكويتية، وفي فيلم «مناحي» جلست لمرات عديدة أتعلم اللهجة السعودية من الفنان فايز المالكي وكنت حريصة على إتقان اللهجة السعودية لأنه لا يجوز أن أقدم شخصية سعودية بدون أن أكون متقنة للهجة بشكل كامل. وبالنسبة للدراما الخليجية أنا قلت منذ عام 2001 تقريبا وكان هناك تنافس شديد ومقالات حول الدراما السورية والمصرية ووقتها وجهت كلامي لهؤلاء وقلت لهم إنكم تلتهون بهذا الكلام فهناك دراما خليجية قادمة بقوة وهذا ما حصل فعلا، فنحن الآن في عام 2009 وبعد 8 سنوات من كلامي لاحظ كم تألقت الدراما الخليجية حيث تتقدم بخطى واثقة وثابتة وتقدم نصوصا وأعمالا مهمة وشكلت منافسا قويا للأعمال السورية والمصرية وأنا مع المنافسة الشريفة وضد التراشق بالاتهامات والصيد بالماء العكر.
* هل عرض عليكِ المشاركة في دراما البيئة الشامية؟
ـ برأيي أن موجة أعمال البيئة الشامية ليست لصالح الدراما السورية بسبب كثرة هذه الأعمال وتكرار نفس الممثلين في هذه الأعمال وأعتبره فخا وقعت فيه دراما البيئة الشامية ووقع فيه الممثل السوري، وبالنسبة لي فبسبب تواجدي في السنوات الماضية في مصر فلم تُعرض عليّ المشاركة في هذه الأعمال، كما أنه من الضروري أن لا يقدم أكثر من عمل أو عملين شاميين في العام الواحد لأننا أصبحنا، حتى نحن الفنانين، لا نستطيع التمييز بين هذه الأعمال فما بالك بالمشاهد الذي قد يصيبه تكرار هذه الأعمال بملل، وقد يقلب المحطة ليشاهد عملا آخر. وبرأيي أن «باب الحارة» فتح الباب لهذه الأعمال فصرنا نشاهد عددا من (العكيدين والدايات والمخاتير والضراير) والمشكلة أيضا هنا أن ظهور المرأة في هذه الأعمال كان سلبيا وقدمت بشكل مغاير لما هو في الواقع، فهناك نساء مثقفات وكاتبات ومقاتلات ولذلك فإن هذه الأعمال ظلمت المرأة الشامية والسورية بشكل عام، خاصة أن البيئة الشامية قريبة من إحساس المشاهد وهذا سبب نجاح مسلسل «باب الحارة» من خلال مشاهدتنا لقيم المروءة والنخوة فجذبتنا لها بقوة.
* ما رأيك بالأعمال المدبلجة باللهجة الشامية؟
ـ أنا لست ضد الأعمال المدبلجة لأنها تعرفنا على ثقافات الآخر ولكن ليس بهذا الكم، حيث دبلجت أعمال كثيرة، ولذلك فقد أثرت على الدراما السورية والعربية بشكل عام، فصار العمل التركي مطلوبا أكثر لأنه الأكثر مشاهدة كونه يطرح قصصا جديدة. وتهتم هذه الأعمال بالرؤية البصرية وتهتم بنقطة حساسة جدا وهي العاطفة والرومانسية والتي افتقدناها في أعمالنا التاريخية والمعاصرة والشامية، مع أن الأعمال المدبلجة فيها كثير من العنف ولكن فيها أيضا كثير من الرومانسية. ولكن برأيي أن استعارة صوت الممثل السوري في هذه الأعمال مثل بيع عضو من جسده. ولوجودي في مصر لاحظت أن الدراما التركية المدبلجة كانت سيفا ذا حدين، حيث قربت المشاهد المصري من اللهجة السورية وصار «يفهم علينا» أكثر، ولكنها قللت من كمية الإنتاج الدرامي السوري بسبب مشكلة التسويق فاستفادت الدراما التركية المدبلجة من تألق الدراما السورية وسحبت قليلا من نجومية مفردات الدراما السورية وصارت نجومية الفنان التركي أكبر من نجومية أي فنان عربي.
* ما رأيك بما يقال عن أن الدراما المصرية سحبت نجوم الدراما السورية إليها؟
ـ لا يجب أن نعلق أخطاءنا على شماعات الآخرين، فالممثل السوري يمكن أن يقدم عملا سوريا وآخر مصريا في الموسم نفسه، ومن حق الفنان أن يختار العمل الأجود الذي يعرض عليه ومن أي بلد، وعندما يقدم له عرض مغر فلن يرفض الفنان، وهذا لا يضعف من واقع الدراما السورية، وإذا كان البعض يعتقد أن ذلك خطأ فليبحثوا عن الأسباب وفي لب المشكلة وليس لماذا يوجد نجم سوري في مصر وأن الدراما السورية افتقدته لأكثر من عمل مثلا، ويبقى الأمر جميلا أن يشارك الفنان في أكثر من عمل حيث يبقى إنسانا مبدعا ولا يجوز أن يؤسر في مكان محدد أو أن يتكرر في شخصية واحدة، والفنان الحقيقي يقدم فنه بشكل صحيح أينما وجد.
* هل لديك مشروع تقديم برامج منوعة مثل بعض الفنانين؟
ـ عرض علي مشروع تقديم برامج ومن محطات فضائية مهمة وأنا لست ضد هذه التجربة ولكن بشرط أن يتناغم مع رغباتي وطموحي ويرتبط بالفن، رغم أن تقديم البرامج السياسية يستهويني وأرغب في تقديم مثل هذه البرامج التي تحمل رسالة معينة.
* وفي مجال الأغاني والفيديو كليب.. أين أنت منها حاليا؟
ـ أنا أول مخرجة سورية في مجال أغاني الفيديو كليب وابتدأت في عام 2001 وقدمت خمسة أعمال وقد لاقت تجربتي العديد من نقاط الاستفهام والتعجب ولكن والحمد لله كانت نهايات تجاربي في هذا المجال سعيدة حيث وجدت إعجابا بأعمالي في مجال الفيديو كليب.
* ما رأيك بموضوع تقديم أدوار الإثارة وهل طلب منك المخرجين المصريين المشاركة بأدوار فيها إثارة؟
ـ علينا في البداية أن نعرف الإثارة ودائما رأيي في هذا المجال أنني لست ضد أي شيء إذا كان موظفا بشكل صحيح، والإثارة ليست التعري، وإنما قد تكون من خلال كلمة أو نظرة وحركة يد وشفايف، وأنا من خلال تجربتي قدمت شخصية «رشيدة» في الفيلم المصري «ع الهوى» وهي فتاة رومانسية وتطمح لقصة حب وعندما تدخل في مسابقة فإنها تتعرض لمضايقات وقد يعتبرها البعض إثارة وبشكل عام أنا مع أدوار الإثارة ولكن بشكلها الضيق وضد التعري بشكله الفاضح وضد القبلات المباشرة لأنني أعتبر القبلة تضع الإنسان في موقف حرج فالقبلة يجب أن تخرج من القلب وليس فقط على الشفتين ومن هنا أنا ضدها.
* إذا عرض عليك تقديم شخصية يجب أن ترتدي لباس بحر بكيني مثلا هل تقبلين؟
ـ لا ولكن ممكن إذا كان لباس البحر قطعة واحدة، وبشكل عام إذا كان يخدم العمل ومعي مخرج غير دكتاتوري فسأعمل معه بشكل مريح ويمكنني إقناعه بفكرة أن أقدم شيئا يخدم الدور ويقنع المشاهد دون الاقتراب من الحميمية القوية مثل الإيحاء، حيث يجب أن نترك مساحة لخيال المشاهد، وأن لا نقدم له كل شيء على طبق من ذهب.
* هل لديك مشروع خاص قادم؟
ـ نعم وهو مشروع إنتاجي سيظهر قريبا وقد يلبي طموحي الذي ليس له حدود وأطمح أن أكون في هوليوود خاصة أنني خريجة جامعية في مجال الأدب واللغة الإنجليزية وقد عرض عليّ العمل في هوليوود عندما كنت أصور دوري في فيلم «مناحي» حيث كان هناك مخرج ومنتج من هوليوود وقد رشحاني لبطولة فيلم هناك ولكن بسبب ارتباطات لدي في ذلك الوقت لم أتمكن من التواصل معهما، وإن شاء الله قريبا يتحقق حلمي في العمل بهوليوود.