ارتبط اسمه كثيرا بأعمال تمثل حالة مختلفة من الابداع السينمائي علي المستويين النقدي والجماهيري وتركت معظم هذه الأفلام بصمة كأنها علامة الجودة بفضل وعي مخرجيها إضافة الي ثقتهم في خالد أبو النجا التقينا خالد أبوالنجا الذي فاز فيلمه الأخير هليوبوليس بشهادة تقدير في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا الشهر وسألناه عن الفيلم الذي يمثل تجربة مهمة تضاف الي رصيد السينما المستقلة في مصر..وعن أشياء أخري دار هذا الحوار:
* هل تتوقع نجاح الفيلم جماهيريا؟
** عندما تتعامل مع السينما كسلعة تتدخل عوامل اخري غير الفن, وحتي يصير سلعة يجب أن تلفت نظر الجمهور إلي وجودها وأنها تهمة في المقام الأول وب تأتي اهمية التوزيع وهو فن آخر أن تجتذب الجمهور لمشاهدة الفيلم, بالدعاية المناسبة ومن هنا أهمية ألا يكون القائمون علي التوزيع خائفين من طرح العمل الفني بما يليق به وبالجمهور.
* مثلما حدث مع فيلم سهر الليالي من قبل حيث كان الموزع يخشي طرحه؟
** بالضبط, وعندما طرحه في البداية كان علي استحياء فبدأ بثلاث نسخ فقط وعندما تحمس له الجمهور طلب اعداد15 نسخة أخري, كذلك فيلم واحد ـصفرايضا فوجئت جهة الانتاج والتوزيع بأنه يحقق أعلي الايرادات, وتلك هي المشكلة التي يواجهها أي فيلم مختلف مع التوزيع علي عكس الفيلم صاحب التوليفة الثابتة, وب أي فيلم مختلف يتطلب موزعا جريئا وفاهما ومستوعبا للأمر.
* هل يمكن للأفلام المستقلة حيث ينتمي فيلم هيلوبولس الذي أخرجه أحمد عبد الله أن تتوازي مع السينما التجارية؟ ام تمثل أزمة لجهات التوزيع؟
** نشأت السينما المستقلة كفكرة حين لم يجد صناع الفيلم منتجا تقليديا أو موزعا تقليديا.. لكن هذا الفيلم بالذات كان أبطاله أو أغلبهم مشاركين في انتاجه بأجورهم,ولهذا يمثل تجربة خاصة ومستقلة عما هو سائد, حيث رفضه كثير من المنتجين ومن النجوم الآخرين أيضا, وقد استهوتني فكرته وفكرة الأداء المختلف لشخصياته, فقررت أن أكون حاضرا كممثل, ثم كشريك في الانتاج.
* ألم يكن في حساباتك تقييم الجمهور للفيلم أو كيف يستقبله خاصة أنه واحد من اهم عناصر نجاح الفيلم؟
**بالطبع يهمني الجمهور في المقام الأول لأنه المعني بتقديم وصناعة الفن, لكني ومنذ بداياتي وأنا أقدم المختلف, وليس بقصد الاختلاف وانما بغرض تقديم فن جيد, ومعظم الأعمال التي شاركت فيها مختلفة..مثل مواطن ومخبر وحرامي فلم يكن هدفي البحث عن شباك الايرادات بقدر أن أفاجيء الجمهور بالمختلف.
* وهل الاختلاف هو مادفعك لخوض تجربة هليوبوليس؟
**هذا الفيلم يمثل نقطة تحول مهمة وجديدة في حياتي الفنية, غالبا ماتأتي مرحلة عند الفنان ليشارك في صناعة الفيلم وأن يفكر فيما هو خلف الكاميرا مثلما فعل الكثير من نجوم هوليوود الذين شاركوا إما بالإنتاج والتأليف اوالاخراج, وفي تاريخنا أيضا هناك نجوم كبار ساهموا في صناعة الفن مثل نور الشريف
فهل يستطيع هذا الجيل بخبرته خلال السنوات الماضية اختيار عمل والوقوف خلف نجاحه أم لا..؟! من هنا جاءت فكرة المشاركة.
* هل تكون السينما المستقلة موازية أو بديلة للسينما التجارية؟
**وجود السينما المستقلة ظاهرة صحية لصناعة السينما, ودائما هي موجودة في كل الظروف, فهي تكون بديلة مثلا في حالة وجود عثرات مالية مثلما هو الحال الآن مع وجود أزمة مالية عالمية, والأفلام صاحبة الميزانية الكبيرة تتراجع بسبب تراجع القنوات الفضائية التي كانت تمثل جزءا كبيرا من الايرادات تجد السينما المستقلة طافية علي السطح, وخير مثال فيلم هيلوبوليس الذي تم اختياره في مهرجان القاهرة السينمائي وذلك بسبب تراجع الانتاج إلي صناعة اعمال أقل فنيا وأكثر جماهيرية حتي تلعب علي المضمون وب لا يتسني لها المشاركة في المهرجانات.
* ارتبط اسمك بالفعل بالأعمال التي تمثل حالة مختلفة, الا تبحث عن الايرادات؟
** في كل هذه التجارب عيني علي شباك الايرادات, لأنه من الخطأ أن تصنع فنا والايعود عليك بمكسب مادي, كما أن الايرادات هي دليل علي مشاهدة الفيلم, وهو الغرض, وليس معني ذلك أن أغير أو أبدل رؤيتي الفنية حتي أقدم عملا جماهيريا, رغبتي دائما تقديم عمل يحمل رؤية وأجد أكبر عدد من الجمهور يتفاعل مع تلك الرؤية وب مشاهدتها وهنا الاختلاف مع السينما التجارية التي تغير كثيرا من الرؤي كي يعجب الجمهور بالفيلم.
* الا يمثل هذا الفيلم مغامرة تمثيلية بخلاف المغامرة الانتاجية؟
** بالفعل, لأن الممثل دائما يعمل علي الشخصية ومفاتيحها وردود أفعالها وهناك منحني لتطور الشخصية, أما هذا الفيلم فقد أوقف المخرج احمد عبد الله كل شخصية بالفيلم عند نقطة واحدة, ولاتوجد سوي خلفيات بسيطةجدا لكل شخصية, من هنا كانت صعوبة الأداء الذي سكن عند رد فعل واحد.
*هل هذا المنهج هو مادفع المخرج لاختيار خمس شخصيات فقط في هذا الفيلم؟
** أعتقد أنها نماذج حادة وواضحة وتتفق أو تتلاقي عند نقطة معينة؟ وب لم يكن هناك داع لطرح شخصيات أكثر حتي لاتتوه الفكرة وتتشتت..أيضا لم تتداخل الشخصيات حتي لايكون في النهاية مسلسل؟ الفيلم يتحدث عن نماذج يربطها شيء واحد هو الجمود.
* هل تفاعلك مع الفيلم وموضوعه شابه شيء من الخصوصية حيث الحي الذي تنتمي اليه؟
** ضاحكا, الي حد كبير توفرت تلك الخصوصية لدينا( المخرج أحمد عبد الله وأنا) لكن الفيلم ومضمونه هما الاساس, وساعدني بكل تأكيد انتمائي لهذا الحي ذي الطبيعة الخاصة بين سكانه بمختلف طبقاتهم وثقافاتهم بخلاف أحياء أخري.
* كثيرون إعتبروا دورك في مسلسل مجنون ليلي مغامرة بل اعتبره آخرون مقامرة!!مارايك؟
**منذ قرأت الدور لم أعتبره مغامرة أو مقامرة بل جهداو واجتهادا, صحيح أنني نادرا ما أقبل عملا تليفزيونيا لكن اعتبرت انني الباحث علي كتابة هذه الشخصية بعمدا حكيت عنها للسيناريست دكتور محمد رفعت الذي أبدع في وضع تفاصيلها وقبلت تقديمها لمعرفتي بالشخصية.
* هل تعتبر نفسك سعيدا بارتباط اسمك بالأعمال الجيدة؟
** في بداياتي ارتبطت دائما بالولد الحليوة بتاع الجامعة والآن تأتيني دائما الأدوار الجديدة وفيما يبدو أنها ليست اختياراتي بقدر ما أمثل نقطة جذب لصناع الفن, وهذا مايسعدني.
* هل تسعد بأن يكون إقبال المنتجين والصناع عليك هو معرفتهم ورغبتهم في تقديم عمل مختلف, أم تسعد أكثر بما تحققه لك الميديا والاعلام من شهرة وتجعلك بوسترا يقبل عليه الناس؟!
**الأكيد بالنسبة لي هو الرأي الأول لكن لا أفكر في أهمية وضرورة الاعلام والميديا بكل عيوبها لأنها تساعد جدا في أن يكون هناك طلب عليك, وتصنع قدرا كبيرا من قبول الناس وب يقبل المنتج عليه.
* وكيف تتعامل مع الاشكاليات التي تطرحها الميديا أوالصحافة؟
**هناك تجارب محددة من الأفضل مشاهدتها من الخارج وتأملها وقبل ذلك امتصاصها, فالصمت تجاهها يعطي الانسان طاقة مختلفة تكسبه إلهاما أكبر, لا أخفيك أنني وعقب اشكاليات مطروحة أجدني مندمجا في الكتابة كثيرا حيث توجهت طاقاتي وأعتقد أن هذا الانتاج من الكتابة يفيدني علي الأقل من الناحية الانسانية, أما غير ذلك فأنا انتظر فقط.
* هل الجمود اصبح يمثل نهجا جديدا خاصة بعد تزامن عرض فيلم هليوبوليس مع إشكالياتك الصحفية مؤخرا؟
** ضاحكا لم يصبح موضة بعد هذا الجمود لكنه مرهق جدا وأنا علي ثقة تامة أن هذا الذي أتعرض له سوف يثمر عن شيء ثمين.