ظاهرة التحرش يتفق الجميع أنها منافية لأخلاق الشعب المصري عموما ، ولمفهوم النخوة عند الرجل المصري خصوصا. ورغم ذلك ولغياب الوازع الديني
والأخلاقي عند بعض أشباه الرجال ، فإننا نسمع كثيرا من حوداث التحرش هنا وهناك في مختلف شوارع محافظات مصر.
وربما كانت حادثة تحرش التحرير بسيدة ، ومحاولة هتك عرضها مجرد القطرة التي أفاضت الكأس رغم أنها لم تكن مجرد قطرة بل طوفان انهمر على واقع
الحياة السياسية والاجتماعية للمصريين .
بل وأصبح تحرش التحرير قضية عالمية بفعل ردود الأفعال الكثيرة التي أعقبت الحادثة ، وما نتج عنها من تحركات سياسية على أعلى المستويات بدءا بالقائد
الأول في البلاد الرئيس عبد الفتاح السيسي . هذا الأخير الذي قام بمجموعة من الخطوات في سبيل التخلص من ظاهرة التحرش بدأها بمساندته للمرأة عموما
وهذا في كلمته عند زيارة ضحية تحرش التحرير. كما قام السيسي بإصدار عدة تعليمات للجهات المختصة المختلفة بمكافحة التحرش بكل ما أتيحت لها من
إمكانيات .
وهذا ما حدث فعلا إذ تم القبض على عدد من المتحرشين في وقائع أخرى ، علاوة على القبض على المتهمين الرئسيين في واقعة ميدان التحرير.
ومن المؤكد أن ظاهرة التحرش لن توقفها فقط هذه الإجراءات وإنما تحتاج إلى إعادة بناء وعي بعض الشباب االذين غاب عنهم الحس الديني والاجتماعي
والوطني .
كما أن المظاهرات والوقفات المناهضة لظاهرة التحرش لا يمكنها هي الأخرى إيقاف هذه الظاهرة .
وبمناسبة الحديث عن المظاهرات المنددة بالتحرش نذكر هنا أن هذه الأخيرة هي الأخرى لم تسلم من حوادث تحرش .وهذا ما وقع فعلا في إحدى الوقفات رغم
تواجد أمني كثيف .من ضمنها حالة تحرش من طرف سائق تاكسي تحرش بفتاة مشاركة في الوقفة الاحتجاجية ، وتم إمساكه من طرف أفراد من مبادرة "شفت
تحرش" .وحالات أخرى مشابهة.
كما شهدت نفس الوقفة بعض الألفاظ المشينة ضد المشاركات .
وقد رفعت المشاركات في وقة التنديد بالحرش لافتات كتب على بعضها مايلي:
"نفسي امشي مع بنتي من غير ما اسمع ألفاظ وحشة" و"اتكلمي بصوت عالي، لو شفتي تحرش بيحصل قدامك" و "إذا كانت لابسة ضيق .. فمخك أضيق منها"،
و"ربي ولادك بدل ما تلوم بناتك"، و"اعرضي المساعدة على اللي اتعرضت للتحرش"، و"بنات مصر خط أحمر".