بسم الله الرحمن الرحيم
" قًل سِيرواُ فى الأرضِ فانُظُروا كيف بَدَأ الخَلقَ ثُم الله يُنشِئَُ النشأةَ الآخِرةَ إن اللهُ على كُل شَئٍ قديرُ "
صدق الله العظيم
فى نهايات العصر الثلاثى Tertiary period وبدايات العصر الرباعى Quaternary period ظهـرت سـلالات مـن القـردة المتطورة hominids فى أماكـن مختلفـة مـن أفريقيا وترجـع أصولهـا إلــى كـائن أسمـه "استرالوبثيكس" أى القرد الجنوب أفريقى . Australopithecus ramidus المنحدرة من أصول( القرد الجنوبى ـ أصل سلاله أشباه الإنسان ) Ranapithecus وجدت حفريات له من 4.5 مليون سنة . وقد عثر العلمـاء فى 1974 علـى حفـريات لكائن أسمه Australopithecus afarensis ( القرد الجنوبى من منطقة عفار بأثيوبيا ) وسماه العلماء لوسى Lucy قدر العلماء عمره بحوالى 3.5 مليون سنة يعتبر لوسى كائنا منتصب القامة وله مخ حجمه مثل حجم مخ الشمبانزى، وتوجد حلقة مفقودة Missing بين آخر قرد عملاق منذ 8 مليون سنة وعائلة استرالوبيثيكس منذ 4.5 مليون سنة . ثم اكتشفت حفريات شبيه الإنسان أسمه هوموهابيلس Homohabilus ( الكائن صانع الأدوات ) منذ 2 مليون سنة . وكان هذا الاكتشاف فى شرق أفريقيا فى أواسط القرن العشرين . وكان حجمه أكبر من لوسى وله مخ أكبر من مخ لوسى . وقد اكتشفت حفرياته مع أدوات حجريه بدائية ثم اكتشف كائن اسمه هوموأريكتس homoerectus ( الكائن المنتصب القامة ) فى أسيا مثل إنسان جاوا Java mar وإنسـان بكين man Peking وإنسان سناسروبس Sinanthropus .ولقد وضع جميعاً فى جنس واحد يعرف بـ pithecanthropus ويرجع الى 500 ألف سنة واستخدم النار . ثم اكتشف إنسان نيندرثال Neanderthal man يرجع تاريخه الى 35 ألف عام مضت وكذلك إنسان هايدلبرج Heidelberg و Dawn man . ولكن أجمع العلماء على أن هذه المخلوقات وأن كانت شبيهه بالإنسان فليست بالآدميين .
ثم ظهرت سلالة أخرى أسمها كرومانون Cromagnon فى فرنسا وإنسان توشكى فى مصر هذه الكائنات شبيهه بالإنسان ولكنها من أجناس مختلفة .
منذ عصر الميوسين بدأ تفرع كبير فى أنواع القردة العليا ، بحيث أصبحت أجناساً مختلفة ، تختلف فى الحجم من الجيبون الصغير ، الى الغوريلا الضخم . عظام قردة الأوليجوسين والميوسين كانت ألين وأدق من عظام القردة الحالية . ولابد أنها كانت خفيفة الحركة سريعة العدو على الأرض وكانت أسنانها أقرب إلى أسنان الإنسان الحالى .
القرد المصرى القديم الأجيبتوبيثيكس Aegyptopithecus يعتبر حلقة الوصل بين القردة والإنسان والسبب من القرائن السابقة ومن هذه القرائن وجود قطعة عظم تمتد من أحد جانبى الفك السفلى إلى جانب الآخر تحت الذقن الثقيلة ، وتسمى العظمة القردية أو النتوء القردى simian shelf وهى من مميزات القردة العليا ولكنها غير موجودة لدى الإنسان كما نعلم أنها لم تكن موجودة فى الأجبتوبثيكس وجميع القردة الميوسينية .
بقايا الحفريات القردية الموجودة حاليا تدل على أن أول إرهاص للتطور البشرى قد ظهر فى مصر فى أواخر العصر الأيوسنى و أوائل الأوليجوسين حتى أوائل البليوسين عندما انتشر فى قارة أفريقيا ، واتسع نطاقه اتساعاً كبيراً حيث عثر على بقايا قردية بشرية فى الأيوسن المتأخر بجمجمة الكاتابثيكس Catapithecus والأوليجوشين المبكر بالبارابثيكس وعصر الميوسين فى شرق افريقيا البروقنصل Proconsul وفى أوربا والهند مثل القرد الشجرى drypithecus وقرد البليوسين Pliopithecus وبعض هذه الحفريات يقترب من الشمبانزى وبعضها يقترب من الجيبون وبعضها يقترب من الغوريللا .
أنه خلال عصر الميوسين قد ازدهرت أنواع عديدة من القردة العليا الأولى . ومنها انتشرت فى إفريقيا وآسيا وأوربا . ولكن لم يكن قد ظهر بعد أى كائن حى يشبه الإنسان ، ويظهر من الحفريات للرئيسيات ان بعض منها قد انحرفت عن طريق التطور العام إلى جانبيه ، ثم اندثرت آخر الأمر خلال عصر البليوسين ، وأن بعضها قد تخصصت أجهزتها وأعضاؤها لكى تكون الأجناس الحالية من القردة العليا ، فتطورت الجيبون والأورانج فى جنوب شرق آسيا والغوريلا والشمبانزى فى المناطق الاستوائية فى إفريقيا .
قبل أن نستطرد فى تطور البشريات العليا التى انتهت إلى ظهور أنواع الإنسان المختلفة الذى باد منها والذى بقى ، يجب أن نلم بتطور المسرح الذى تعيش فيه الآن .
عهد البليستوسين أى منذ حوالى مليون عام : عظيم الأهمية لأنه العصر الذى تطورت فيه البيئة الجغرافية بعناصرها المختلفة والعصر الذى تطورت فيه البشرية من الناحية الجيولوجية والذى تطورت فيه الانسانية من ناحية الحضارة . وليس من شك أن عمليات التطور الثلاثة هذه كان بعضها متأثراً بالبعض الآخر .
يمتاز العصر بحدوث ظاهرة مناخية هامة وهى انقلاب مناخى كان من آثاره أن تغير المناخ من الحالة الدفيئة إلى حالة اشتد فيها البرد ونقصت درجات الحرارة فى نصف الكرة الشمالية ، ثم يعود مرة ثانية ويزداد انتشاراً عن المرة الأولى ويطول أمده ثم يعتدل نسبياً مرة ثانية . وهكذا أربع مرات قبل أن يشرع المناخ فى الاعتدال تدريجياً ويبدأ الجليد فى التقهقر نحو الشمال إلى خطوط العرض التى يحتلها فى الوقت الحاضر وينتهى إلى المناخ الحديث . هذه الفترات الجليدية تسمى بالعصر الجليدى وكانت تشغل جزءا من البليستوسين الأسفل والأوسط والأعلى وحسب تقدير د. زوينر من 490000 ق.م-25000 ق .م .
نتيجة لتراكم الجليد فوق مساحات واسعة فى الشمال حيث انحدرت الثلاجات الدائمة أسفل من مستواها الحالى فتكونت فوق أوربا وشمال آسيا وشمال أمريكا الشمالية منطقة ضغط ثقيل . فأصبحت مساحات واسعة من أفريقيا فى بلاد العرب والصحراء الكبرى عرضة لهبوب الرياح العكسية الممطرة وأصبحت أشباه جزر البحر المتوسط منطقة غابات نفضية وصنوبرية ، بينما الصحراء الكبرى الحالية منطقة بحر متوسط بأشجارها وحشائشها . وكانت هذه المساحات الشاسعة من النطاق الصحراوى الحالى مسرحاً للحيوانات ذات الظلف والحيوانات المفترسة الضخمة ، وكانت تغطيها الحشائش وتنم فيها الأشجار ، وتجرى فيها الأنهار التى تركت آثارها فى الوقت الحاضر فى الوديان الجافة.
وكانت العصور الجليدية بصفة عامة يقابلها عصور مطيرة فى شمال أفريقيا وشبه جزيرة بلاد العرب . كما كانت العصور غير الجليدية أى تلك التى تمتاز بشىء من الدفء سبباً فى تقهقر الجليد شمالا . فتترك شمال أفريقيا فى حالة من الجفاف فتهرب الحيوانات إلى حيث الماء فى نطاق السفانا جنوباً . وقد تداول على شمال أفريقيا ثلاثة فترات مطيرة وكانت الفترة الأخيرة أقل الفترات مطراً انتهت بعدة ذبذبات صغيرة كما فعلت الفترة الجليدية الأخيرة فى أوربا . حتى انتهت الأحوال المناخية فى شمال أفريقيا وبلاد العرب إلى حالة الجفاف التى نعرفها الآن.
<h7>
وكان يعيش فى العالم تحت هذه الظروف ثلاثة أنواع من الجنس البشرى وهى :-
أولاً : نوع الإنسان القرد ( إنسان جاوه ) وإنسان الصين البيثاكانثروبس فى الشرق الأقصى . كان يعيش فى أثناء الفترة الجليدية الأولى والفترة غير الجليدية الأولى والفترة الجليدية الثانية .
ثانياً : نوع إنسان نياندرتال ، وجد أقدم مثل له فى هيدلبرج بألمانيا وكان معاصراً للفترة الجليدية الثانية . ولكن أغلبها وجدت فى أنحاء عديدة من العالم القديم وكانت تعاصر الفترة غير الجليدية الأخيرة وبدء نهاية الجليد فى أوربا .
نوع الإنسان العاقل : كرومانيون وكومب كابل فى غرب أوربا وجريمالدى فى حوض البحر المتوسط وقد ظهروا جميعاً فى عصر نهاية الجليد.
</h7>
<h8>
ثلاثة أنواع من الجنس البشرى :
وكانت هذه الأنواع البشرية تدخل أوربا فى الفترات غير الجليدية وتتحمل الحياة فى العراء ولكنها كانت عندما يدهمها الجليد تلجأ الى الكهوف أو تهاجر نحو جنوب أوربا وشمال أفريقيا .
أما من حيث الحضارات البشرية الأولى ، تسمى بالعصر الحجرى القديم وهذا ينقسم بناء على تفاوت طريقة معالجة الصوان والحجارة الأخرى والعظام فى تشظيتها وتهذيبها واتخاذها أسلحة متعددة المنافع . تلك هى التى بقيت لنا مطمورة بجوار بقاياه فى مدرجات الأنهار القديمة والشواطئ القديمة المرتفعة وفى الكهوف وطبقات اللويس ( بقايا النباتات مطمورة فى ركامات الجليد النهائية مع ذرات الصخور الجيرية والرملية فى سفوح المرتفعات الجبلية الوسطى فى أوربا حضارة العصر الحجرى.
وقد أجمعت الأدلة المادية على وجود إنسانية صانعة فنانة إن لم تكن عاقلة بالمعنى المفهوم فى جهات مختلفة من العالم القديم ، ورتبت حضاراته حسب أعمارها التى أمكن الاستدلال عليها بالطرق الجيولوجية الطباقية المعروفة كما رتبت حسب طريقة صنعها .
حضارة العصر الحجرى القديم الأسفل :
وتشمل حضارة الشيل بمراتبها المختلفة وكان صاحبها النوع البشرى الذى يسمى بالإنسان القرد ( إنسان جاوه وإنسان الصين وإنسان هيدلبرج ) فقد كان يستعمل آلات حجرية من الصوان أو الحجر الرملى القديم وكانت هذه الآلات مصنوعة من الصوان بعد تشظية حافتها بشكل بدائى عام ، وأشهر تلك الآلات الفأس اليدوية التى كان يستعملها فى الغالب فى استخراج الجذور والنباتات . إذ كان يعيش فى مرحلة جمع الثمار والتقاطها . وقد استمرت هذه المرتبة الدنيا من 590.000 ق . م . حتى 187.000 ق . م . أى ابتداء من الفترة الجليدية الأولى حتى نهاية الفترة الجليدية الثانية .
حضارة العصر الحجرى القديم الأوسط : 187.000 ق . م . إلى 115.000 ق . م .
وتعرف بالحضارة الليفالوازية والموستيرية وتمتاز بظهور الشظايا الحجرية وقد حملها إلى أوربا قادمة من آسيا إنسان الحضارة الموستيرية الذى دخل أوربا وراء الحصان والحيوانات ذى الظلف مطارداً وصياداً .
وقد استطاع هذا الحيوان أن يهاجر إلى أوربا بعد أن جلا عنها الجليد بعد انقضاء الفترة الجليدية الثالثة . وتحول نطاق اللويس إلى مراع ويسمى تلك الحضارة الموستيريةفى شمال البحر المتوسط والحضارة الليفالوزية فى غرب أوربا ووسطها ويقابلها الحضارة القفصية والعطيرية فى شمال أفريقيا .
وقد استمرت هذه الحضارة من عام 187.000 ق . م . إلى 115.000 ق . م .
حضارة العصر الحجرى القديم الأعلى : 115.000 ق . م الى 12.500 ق.م . .
وتشمل الحضارة الأورنياسية والسولنرية والمجدلينية.
عندما تقهقر الجليد عن أوربا نهائياً فقد كان المناخ يسير نحو الدفء واستطاع الإنسان العاقل أو النوع البشرى الحديث أن يعيش فى العراء ويغادر حياة الكهوف .
واستطاع هذا الإنسان أن يتطور فى صناعة الآلات الحجرية ويصنع من الشظايا أسلحة ورءوس حراب ورماح ومقاشط .
استمرت تلك الحضارة من حوالى 100.000 ق. م. إلى 12.500 ق . م. وتمتاز أيضاً بالتنوع والتخصص الإقليمى .
الإنسان الشبيه بالقرد ( القرد الجنوب أفريقيى )
الآنسة لوسى Australopithecus
القرد الجنوب أفريقيى Australopithecus
فى عام 1925 عثر عليها الأستاذ / ريموند دارت فى( صورة نصف حفرية) جمجمة تحتفظ بالأسنان اللبنية كاملة وبعض الأسنان البالغة وكانت مطمورة فى طبقات الصخر الرملى داخل كهف تاونجز Taungs فى بتشوانا بجنوب إفريقيا .
بعد ذلك بعدة سنوات توالت الاكتشافات الخاصة بهذا المخلوق منها العثور على جماجم وبعض عظام الأطراف بالقرب من بريتوريا وبعض جهات الترنسفال ويرى الدكتور بروم أن هذه الاكتشافات تنتمى إلى طلائع البشرية وشبيهاتها ووضعهم فى سلالتين وأشتق اسمها من كلمة انثروبس باليونانية ومعناها بشر .
الأسترولوبثيكس والإنسان الزنجى Zinjanthropus
ويقدر عمر هذه المخلوقات الى عصر البليوسين وتقدر مدته بحوالي 5 ملايين من السنين آي منذ سبعة ملايين تقريباً !! فلا يمكن أن يكون جداً للإنسان
لقد عثر عدد كبير من العظام والجماجم التى عثر عليها فى جنوب أفريقيا تسمح لنا بأن نتصور شكله العام ، فقد كان بشراً لهم قامة قصيرة ومخ أقل من نصف حجم مخ الإنسان العاقل أى حوالى 300سم3 أو أكثر إلا أن سطحه أكثر تعقيداً فى تجعداته من مخ القردة العليا وفك قوى له بعض الصفات البشرية ، وجمجمة أقرب فى تفاصيلها إلى جماجم الإنسان منها إلى جماجم القردة العليا . وأسنان بشرية ( على الرغم من كبر حجم الأضراس الأمامية والخلفية ) ولم تكن لهم أنياب بارزة كأنياب القردة العليا ، وأطرافهم كانت تمثل صفات اطراف البشر .
عثر ليكى وزوجته فى 1959على الإنسان الزنجى فى شرق أفريقيا أولدفاى إلا صفاته لا يتعد صفات الإسترولوبثيكس ولكن وجد معها آلات حجرية .
نوع الإنسان القرد ( إنسان جاوه ) وإنسان الصين البيثاكانثروبس فى الشرق الأقصى كان يعيش فى أثناء الفترة الجليدية الأولى والفترة غير الجليدية الأولى والفترة الجليدية الثانية .
: Pithecanthropus erectus إنسان جاوه
بمعنى الإنسان القرد وأضيف الى التسمية صفة المتصب القائم ولقد عثر عليه الطبيب الهولندى ديورا فى وسط جزيرة جاوة بالقرب من مائى ولقد درسه د. فون كوبجزفالد Kobigswald .
إنسان الصين :
عثر عليه فى عام 1927بالقرب من قرية شوكوتين جنوب غرب بكين وتتفق صفاته تماماً مع صفات إنسان جاوة ولقد درسه د. فايدنريخ Weidenreich
الإنسان القرد Pithecanthropus erectus
الإنسان القردPithecanthropus erectus
* وجد أن حجم المخ فى انسان الصين يتراوح بين 850 - 1300سم3 ( المتوسط 1075سم3 ) بينما فى جماجم جاوة يتراوح بين 775-900سم3 (متوسط 860 سم3 ) مما يدل ان إنسان جاوة كان أكثر بدائية من إنسان الصين ، وإذ اعتبرت هذه الآثار جميعاً ترجع إلى إنسان من نوع واحد لكان متوسط حجم مخه 1000 سم3
* بينما حجم مخ الإنسان الحالى 1350 سم3 فى المتوسط.
* وكان لا يزيد طوله فى المتوسط على خمسة أقدام .
* وهى بصفة عامة تشير إلى حلقة الوصل فى التطور بين مخ القردة العليا وبين مخ الانسان العاقل .
* تمتاز بعدة صفات غير بشرية منها عظام الحاجبين الغليظة، والاتصال بالرقبة فى منطقة عريضة، والجبهة متقهقرة بالتدريج الى الخلف ثم ترتفع فجأة الى أعلا ،ومؤخرة الجمجمة مدببة بحدة .
<h8>
ملخص صفات الإنسان القرد ( البيثاكنثروبس )
* كان اقرب الى القصر إذا قيس بالانسان الحالى . أطرافه كأطرافنا ، ولكنه كان يمتاز بحواجب غليظة سميكة ، له جبهة متقهقرة وفك قوى وأسنان كبيرة وعنق غليظ، قوى العضلات .
* استطاع أن يصنع آلات من الصوان كما وجدت فى كهوف الصين آثار حريق مما يدل على أنه اهتدى الى اكتشاف النار .
* وكان صياداً ماهراً أكثر ما يصطاد من حيوان الغزال .
* وكان آكلى لحوم البشر إذ عثر على آثار لجماجم فى الصين ذات جروح كبيرة فى الرأس مما يدل على أن المعتدى كان يبغى استخراج المخ منها .
جمجمة بلتدون المزورة
* صاحب هذا التزوير تشارلز دوسون وهو محامى انجليزى كانت هوايته جمع الآلات الحجرية ويبدو أنه كان يلهث وراء مجد زائف إذ جمع غطاء جمجمة بشرية حديثة وفك قرد سفلى يحتفظ بالعظمة القردية Simian shelf وذلك عام 1908 .
* ولقد أثبت التزوير كينيث بيج أوكلى وجروكلارك والدكتور فينر عام 1949 من خلال* اختبار الفلورين وألوان العظام تحليلاً كيميائياً وقد قاموا بإعلان نتيجة كشفهم سنة 1953 وبذلك لم يعد هناك أمر غريب فى سلسلة الإنسان الحفرى .
*تمتص العظام من التربة كمية من الفلورين تتزايد بتقادم عهدها وطريقة تحليل الفلورين تبين العمر النسبى للعظام المدفونة وتقدر نسبة الفلورين فى عصر البليوسين بنحو 1.5% وعصر الحديث بنحو 0.4 %.
إنسان نياندرتال Neanderthalensis
إنسان نياندرتال : وجد أقدم مثل له فى هيدلبرج بألمانيا وكان معاصراً للفترة الجليدية الثانية . ولكن أغلبها وجدت فى أنحاء عديدة من العالم القديم وكانت تعاصر الفترة غير الجليدية الأخيرة وبدء نهاية الجليد فى أوربا .
* إنسان هيدلبرج ( فك ماور ): عثر عليه سنة 1907 فى رواسب البليستوسين الأسفل أى الفترة الجليدية الأولى أى من حوالى نصف مليون عام ولم يعثر على أدوات صوانية معها .
* نياندرتال : عثر على أول بقايا منه فى كهف بوادى نياندر بألمانيا فى طبقات من الفترة غير الجليدية الأخيرة (أى أن هناك فجوة واسعة تبلغ حوالى 200.000 سنة لم نعثر فى طبقاتها على بقايا بشرية أخرى من فك ماور) إلا أن ظهرت فى كهف بجبل طارق سنة 1948 وتوالت الكشوف فى بلجيكا وجزر المانش وإيطاليا وكرواتيا وفلسطين وجنوب روسيا وسيبيريا وأزبكستان وكوانتونج فى الصين وأيضاً شمال إفريقيا .
ملخص صفات نياندرتال
* جمجمة إنسان نياندرتال كانت كبيرة الحجم يبلغ حجم مخه حوالى 1450سم3
* عظامها غليظة ولاسيما عظام حواجبها الضخمة ، كأنها مظلة تشرف على فجوات العين الواسعة .
* الجبهة متقهقرة والجمجمة مسطحة من أعلا وعظام مؤخرة الرأس قوية حتى تستطيع أن تمسك بعضلات الرقبة الغليظة ، فقد كانت الرأس منكفئة قليلاً إلى الأمام .
* الفك العلوى كبيراً ضخماً بارزاً ، وسقف الفك عريضاً مما يدل على اتساع الفم ، والذقن متقهقرة ، والأسنان كبيرة نسبياً وأضراسها ضخمة ذات تجاويف خاصة .
* صفات أخرى خاصة به ، فقاريات الرقبة طويلة مما يساعد على إمساك عضلات الرقبة الغليظة ، وعظام الأطراف ذات مظهر ضخم وهى منحية قليلا . مما يعطى مظهراً وحشياً ضخماً ممتلئاً غير متناسق الأطراف .
جماجم مختلفة من النياندرتال
* جمجمة ستاينهايم : عثر عليها فى ألمانيا عام 1923حجم المخ حوالى2000سم3 وهناك شك فى تقدير عمرها بين الجليدية الثانية أو الثالثة .
* جمجمة أهرنجزدورف: عثر عليها فى فيمار بألمانيا عام 1938وترجع الى النصف الثانى من الفترة غير الجليدية الأخيرة .
* جمجمة بروكن هل : فى رودسيا وفلسطين وشمال أفريقيا وقد عثر عليها أول مرة فى رودسيا سنة 1921مع آلات موستيريه وأخرى أحدث من آلات ليفالوزية وحجم المخ يصل الى 1300سم3 .
* جمجمة صولو: عثر فى عامى 1931و1933على 11 جمجمة فى رواسب البليستوسين الأعلى فى جاوه يصل حجم المخ الى 1300سم3 .
* هياكل فلسطينية وعراقية : عثر على هياكل منها فى جبل الكرمل عام 1929 فى كهفين الطابون والسخول .
* هياكل وادى شانيدار : عثر عليها عام 1957شمال العراق مقترنة بآلات موستيرية .
ظهور الإنسان العاقل :
ظهور الإنسان العاقل فى أفريقيا وأوروبا منذ العصر الحجرى القديم الأسفل وفى الفترة غير الجليدية الثانية على الأقل .
* جمجمة جالى هل : اكتشفت عام 1888 فى حصباء مدرج نهر التيمس وأخرى فى برى سانت أدموند مصحوبة بأدوات أشيلية .
* جمجمة سوانسكومب: اكتشفت عام 1935فى حصباء بمقاطعة كنت وكانت لشاب فى مقتبل العمر ، وهى قريبة الشبه جداً بعظام إنسان حديث فيما عدا سمكها الكبير وكان حجم المخ حوالى 1300سم3 وأن تعرجات المخ كما تظهر فى عظام الجمجمة من الداخل تدل على أن المخ كان أيضاً كبير التجاعيد مثل مخ الإنسان العاقل .
وجماجم من الإنسان العاقل فى أفريقيا
* جمجمة كانام : فى شرق أفريقيا ( جنوب خليج كافرندو وعلى بحيرة فكتوريا ) وعثر معها على آلات صوانية وعلى بقايا حيوانات بليستونية قديمة ، وجماجم بشرية حديثة من عصر الأشل .
* محلة أشولية فى Oslorgesailic: عثر د. ليكى وزوجته عام 1942 على آلات حجرية آشولية وبقايا ثدييات منقرضة مثل الفيل القديم وفرس النهر والخنزير البرى الضخم والخرتيت والزراف والوعل من عصر البليستوسين الأوسط بمنطقة الأخدود الشرقى الأفريقى ولكن لم يعثر على بقايا نيران مما يدل على أن الإنسان هنا لم يكن قد اهتدى الى النار بعد . على أنه لم يعثر على بقايا جماجم بشرية مع هذه الآثار مما يجعلنا فى جهل عن النوع البشرى صاحب هذه الحضارة .
وهياكل من الإنسان العاقل فى مصر
* هيكل إنسان توشكى : أكتشفه أندروسن عام 1968 فى حصباء منطقة توشكى وكانت لشاب فى مقتبل العمر يتراوح عمره بين 20 -25 سنة .
* إنسان أسنا : فى منتصف مصر أكتشف ودرسه بوتيلر عام 1974.
* هياكل من جبل صحابه : لشاب صغير عمره حوالى 15 سنة وبقايا هيكلية لسيدة وطفل وهياكل أخرى بطول النهر .
* وحضارات لتلك الإنسان فى أماكن متفرقة فى مصر مثل الفيوم ومنطقة السليكا جلاس ومنطقة وادى حوف بالقرب من حلوان .
* وترجع تلك الهياكل الى ما قبل التاريخ حيث أثبتت الدراسات من خلال الكربون المشع 14 أن تتراوح ما بين 20.000 الى 12.500 قبل الميلاد .
إن هناك ما يدل على ظهور الإنسان العاقل فى أفريقيا وأوربا منذ عهد بعيد :
* ظهور الإنسان العاقل منذ العصر الحجرى القديم الأسفل وفى الفترة غير الجليدية!!! أما فى نهاية الفترة الموستيرية - العصر الحجرى القديم الأوسط - فقد حل محل إنسان نياندرتال فى استيطان أوربا فجأة إنسان من نوع آخر هو الإنسان العاقل . وقد حمل إلى أوربا الحضارة الإورانيسية والسولترية والمجدلينية وساد هذا النوع صاحب الحضارة الحجرية القديمة العليا ، بينما بادت السلالات الأخرى التى تنتمى إلى إنسان نياندرتال .
* جماجم فونتشيفاد : عثر عليها عام 1947 ومعها آلات حجرية موستيرية ومقترنة بعظام الحيوانات التى تحب الدفء وهذا يتفق مع مناخ نهاية الجليد وتتميز بعظام الحجابين لم تكن ضخمة .
* ونستطيع أن نقول أن سيادة الإنسان العاقل ترجع الى 100.000 سنة تقريباً بينما بدء ظهور جمجمة سوانكومب يرجع الى 200.000 سنة
الإنسان العاقل
* نحن لا نعرف الكثير عن الفترة التى انقضت بين ظهور الإنسان العاقل وسيادته إلا أن نوعاً آخر وهو نوع نياندرتال كانت له الغلبة والسيادة فى جزء من هذه الفترة، لم يلبث بعدها أن أنقرض وباد تاركاً المجال لنوع أرقى وأحسن هو النوع الذى نسميه الإنسان العاقل .
* الإنسان العاقل ورث ما تركه النياندرتال من تراث حضارى وأضاف إليه وارتقى به ، كانت له حضارة العصر الحجرى القديم الأعلى فالحجرى المتوسط ثم اكتشف الزراعة واستئناس الحيوان أى العصر الحجرى الحديث .
إنسان كرومانيون : وجدت فى جنوب فرنسا مقترنة بآلات حجرية أورنياسية و يمتاز الهيكل العظمى للكرومانيون بأنه كان لإنسان طويل القامة دقيق البناء قوى البنية وأن جمجمته كانت ذات تقاطيع دقيقة لها مخ كبير ، ولو أن صاحبها بعث الى الحياة لما أمكن تمييزه عن بعض السلالات الأوربية الحديثة . ويقول الأستاذ كون أن هذه السلالة ويسميها سلالة العصر الحجرى القديم الأعلى دخلت فى تكوين السلالات الأوربية الحديثة . بل أنه ليبدو أثرها فى بعض الأوروبيين المعاصرين .
إنسان الشانسليد : من حوض نهر الدوردونى بفرنسا .
حضارة السولترية وتمتاز بالآلات حجرية التى على شكل ورق الصفصاف وقد كانت حضارة قصيرة العمر قادمة من آسيا وما لبثت الحضارة المجدلينية أن حلت محلها وهذه استمرت فترة طويلة من الزمن وانتهت منذ 10.500 سنة تقريباً . وصاحبها إنسان الشانسليد وكان المناخ السائد فى هذه الفترة بارداً يكاد يكون قطبياً فى نهاية الجليد ، ومن الطريف أن الهياكل العظمية التى عثر عليها تشبه الى حد كبير سلالة الاسكيمو الحالية حيث الجمجمة الشانسليدية تشبه الجمجمة الأسكيمو فى ارتفاع جانبى الجمجمة واستدارتها وضيق الأنف وعرض عظمتى الخدين وشكل الفك السفلى . ويعلل ذلك بأن الأسكيمو فى عصر الرنة كانو يسكنون غرب أوربا فعلاً وأنه مع تقهقر الجليد وهجرة حيوان الرنة الى الشمال تبعها هؤلاء الأسكيمو .
أشهر جماجم العصر الحجرى القديم الأعلى :
* جماجم كرومنيون : من حوض الدوردونى بفرنسا .
* كومب كابل : من فرنسا أيضاً .
* بردموست & وبرون : من تشيكوسلوفاكيا .
* جريما لدى : من موناكو - إيطاليا .
* تشانسليد : من حوض الدوردونى بفرنسا.
* فلوريسباد : جنوب أفريقيا .
* تشوكوتين : الصين .
* هوتوبا : إيران .
* ادجاك : جاوة .
* كوهونا : أستراليا .
* فولسوم : نيومكسكو .
* منسوتا : فى وادى المكسيك ( تبكسان) .
" قًل سِيرواُ فى الأرضِ فانُظُروا كيف بَدَأ الخَلقَ ثُم الله يُنشِئَُ النشأةَ الآخِرةَ إن اللهُ على كُل شَئٍ قديرُ "
صدق الله العظيم
فى نهايات العصر الثلاثى Tertiary period وبدايات العصر الرباعى Quaternary period ظهـرت سـلالات مـن القـردة المتطورة hominids فى أماكـن مختلفـة مـن أفريقيا وترجـع أصولهـا إلــى كـائن أسمـه "استرالوبثيكس" أى القرد الجنوب أفريقى . Australopithecus ramidus المنحدرة من أصول( القرد الجنوبى ـ أصل سلاله أشباه الإنسان ) Ranapithecus وجدت حفريات له من 4.5 مليون سنة . وقد عثر العلمـاء فى 1974 علـى حفـريات لكائن أسمه Australopithecus afarensis ( القرد الجنوبى من منطقة عفار بأثيوبيا ) وسماه العلماء لوسى Lucy قدر العلماء عمره بحوالى 3.5 مليون سنة يعتبر لوسى كائنا منتصب القامة وله مخ حجمه مثل حجم مخ الشمبانزى، وتوجد حلقة مفقودة Missing بين آخر قرد عملاق منذ 8 مليون سنة وعائلة استرالوبيثيكس منذ 4.5 مليون سنة . ثم اكتشفت حفريات شبيه الإنسان أسمه هوموهابيلس Homohabilus ( الكائن صانع الأدوات ) منذ 2 مليون سنة . وكان هذا الاكتشاف فى شرق أفريقيا فى أواسط القرن العشرين . وكان حجمه أكبر من لوسى وله مخ أكبر من مخ لوسى . وقد اكتشفت حفرياته مع أدوات حجريه بدائية ثم اكتشف كائن اسمه هوموأريكتس homoerectus ( الكائن المنتصب القامة ) فى أسيا مثل إنسان جاوا Java mar وإنسـان بكين man Peking وإنسان سناسروبس Sinanthropus .ولقد وضع جميعاً فى جنس واحد يعرف بـ pithecanthropus ويرجع الى 500 ألف سنة واستخدم النار . ثم اكتشف إنسان نيندرثال Neanderthal man يرجع تاريخه الى 35 ألف عام مضت وكذلك إنسان هايدلبرج Heidelberg و Dawn man . ولكن أجمع العلماء على أن هذه المخلوقات وأن كانت شبيهه بالإنسان فليست بالآدميين .
ثم ظهرت سلالة أخرى أسمها كرومانون Cromagnon فى فرنسا وإنسان توشكى فى مصر هذه الكائنات شبيهه بالإنسان ولكنها من أجناس مختلفة .
منذ عصر الميوسين بدأ تفرع كبير فى أنواع القردة العليا ، بحيث أصبحت أجناساً مختلفة ، تختلف فى الحجم من الجيبون الصغير ، الى الغوريلا الضخم . عظام قردة الأوليجوسين والميوسين كانت ألين وأدق من عظام القردة الحالية . ولابد أنها كانت خفيفة الحركة سريعة العدو على الأرض وكانت أسنانها أقرب إلى أسنان الإنسان الحالى .
القرد المصرى القديم الأجيبتوبيثيكس Aegyptopithecus يعتبر حلقة الوصل بين القردة والإنسان والسبب من القرائن السابقة ومن هذه القرائن وجود قطعة عظم تمتد من أحد جانبى الفك السفلى إلى جانب الآخر تحت الذقن الثقيلة ، وتسمى العظمة القردية أو النتوء القردى simian shelf وهى من مميزات القردة العليا ولكنها غير موجودة لدى الإنسان كما نعلم أنها لم تكن موجودة فى الأجبتوبثيكس وجميع القردة الميوسينية .
بقايا الحفريات القردية الموجودة حاليا تدل على أن أول إرهاص للتطور البشرى قد ظهر فى مصر فى أواخر العصر الأيوسنى و أوائل الأوليجوسين حتى أوائل البليوسين عندما انتشر فى قارة أفريقيا ، واتسع نطاقه اتساعاً كبيراً حيث عثر على بقايا قردية بشرية فى الأيوسن المتأخر بجمجمة الكاتابثيكس Catapithecus والأوليجوشين المبكر بالبارابثيكس وعصر الميوسين فى شرق افريقيا البروقنصل Proconsul وفى أوربا والهند مثل القرد الشجرى drypithecus وقرد البليوسين Pliopithecus وبعض هذه الحفريات يقترب من الشمبانزى وبعضها يقترب من الجيبون وبعضها يقترب من الغوريللا .
أنه خلال عصر الميوسين قد ازدهرت أنواع عديدة من القردة العليا الأولى . ومنها انتشرت فى إفريقيا وآسيا وأوربا . ولكن لم يكن قد ظهر بعد أى كائن حى يشبه الإنسان ، ويظهر من الحفريات للرئيسيات ان بعض منها قد انحرفت عن طريق التطور العام إلى جانبيه ، ثم اندثرت آخر الأمر خلال عصر البليوسين ، وأن بعضها قد تخصصت أجهزتها وأعضاؤها لكى تكون الأجناس الحالية من القردة العليا ، فتطورت الجيبون والأورانج فى جنوب شرق آسيا والغوريلا والشمبانزى فى المناطق الاستوائية فى إفريقيا .
قبل أن نستطرد فى تطور البشريات العليا التى انتهت إلى ظهور أنواع الإنسان المختلفة الذى باد منها والذى بقى ، يجب أن نلم بتطور المسرح الذى تعيش فيه الآن .
عهد البليستوسين أى منذ حوالى مليون عام : عظيم الأهمية لأنه العصر الذى تطورت فيه البيئة الجغرافية بعناصرها المختلفة والعصر الذى تطورت فيه البشرية من الناحية الجيولوجية والذى تطورت فيه الانسانية من ناحية الحضارة . وليس من شك أن عمليات التطور الثلاثة هذه كان بعضها متأثراً بالبعض الآخر .
يمتاز العصر بحدوث ظاهرة مناخية هامة وهى انقلاب مناخى كان من آثاره أن تغير المناخ من الحالة الدفيئة إلى حالة اشتد فيها البرد ونقصت درجات الحرارة فى نصف الكرة الشمالية ، ثم يعود مرة ثانية ويزداد انتشاراً عن المرة الأولى ويطول أمده ثم يعتدل نسبياً مرة ثانية . وهكذا أربع مرات قبل أن يشرع المناخ فى الاعتدال تدريجياً ويبدأ الجليد فى التقهقر نحو الشمال إلى خطوط العرض التى يحتلها فى الوقت الحاضر وينتهى إلى المناخ الحديث . هذه الفترات الجليدية تسمى بالعصر الجليدى وكانت تشغل جزءا من البليستوسين الأسفل والأوسط والأعلى وحسب تقدير د. زوينر من 490000 ق.م-25000 ق .م .
نتيجة لتراكم الجليد فوق مساحات واسعة فى الشمال حيث انحدرت الثلاجات الدائمة أسفل من مستواها الحالى فتكونت فوق أوربا وشمال آسيا وشمال أمريكا الشمالية منطقة ضغط ثقيل . فأصبحت مساحات واسعة من أفريقيا فى بلاد العرب والصحراء الكبرى عرضة لهبوب الرياح العكسية الممطرة وأصبحت أشباه جزر البحر المتوسط منطقة غابات نفضية وصنوبرية ، بينما الصحراء الكبرى الحالية منطقة بحر متوسط بأشجارها وحشائشها . وكانت هذه المساحات الشاسعة من النطاق الصحراوى الحالى مسرحاً للحيوانات ذات الظلف والحيوانات المفترسة الضخمة ، وكانت تغطيها الحشائش وتنم فيها الأشجار ، وتجرى فيها الأنهار التى تركت آثارها فى الوقت الحاضر فى الوديان الجافة.
وكانت العصور الجليدية بصفة عامة يقابلها عصور مطيرة فى شمال أفريقيا وشبه جزيرة بلاد العرب . كما كانت العصور غير الجليدية أى تلك التى تمتاز بشىء من الدفء سبباً فى تقهقر الجليد شمالا . فتترك شمال أفريقيا فى حالة من الجفاف فتهرب الحيوانات إلى حيث الماء فى نطاق السفانا جنوباً . وقد تداول على شمال أفريقيا ثلاثة فترات مطيرة وكانت الفترة الأخيرة أقل الفترات مطراً انتهت بعدة ذبذبات صغيرة كما فعلت الفترة الجليدية الأخيرة فى أوربا . حتى انتهت الأحوال المناخية فى شمال أفريقيا وبلاد العرب إلى حالة الجفاف التى نعرفها الآن.
<h7>
وكان يعيش فى العالم تحت هذه الظروف ثلاثة أنواع من الجنس البشرى وهى :-
أولاً : نوع الإنسان القرد ( إنسان جاوه ) وإنسان الصين البيثاكانثروبس فى الشرق الأقصى . كان يعيش فى أثناء الفترة الجليدية الأولى والفترة غير الجليدية الأولى والفترة الجليدية الثانية .
ثانياً : نوع إنسان نياندرتال ، وجد أقدم مثل له فى هيدلبرج بألمانيا وكان معاصراً للفترة الجليدية الثانية . ولكن أغلبها وجدت فى أنحاء عديدة من العالم القديم وكانت تعاصر الفترة غير الجليدية الأخيرة وبدء نهاية الجليد فى أوربا .
نوع الإنسان العاقل : كرومانيون وكومب كابل فى غرب أوربا وجريمالدى فى حوض البحر المتوسط وقد ظهروا جميعاً فى عصر نهاية الجليد.
</h7>
<h8>
ثلاثة أنواع من الجنس البشرى :
وكانت هذه الأنواع البشرية تدخل أوربا فى الفترات غير الجليدية وتتحمل الحياة فى العراء ولكنها كانت عندما يدهمها الجليد تلجأ الى الكهوف أو تهاجر نحو جنوب أوربا وشمال أفريقيا .
أما من حيث الحضارات البشرية الأولى ، تسمى بالعصر الحجرى القديم وهذا ينقسم بناء على تفاوت طريقة معالجة الصوان والحجارة الأخرى والعظام فى تشظيتها وتهذيبها واتخاذها أسلحة متعددة المنافع . تلك هى التى بقيت لنا مطمورة بجوار بقاياه فى مدرجات الأنهار القديمة والشواطئ القديمة المرتفعة وفى الكهوف وطبقات اللويس ( بقايا النباتات مطمورة فى ركامات الجليد النهائية مع ذرات الصخور الجيرية والرملية فى سفوح المرتفعات الجبلية الوسطى فى أوربا حضارة العصر الحجرى.
وقد أجمعت الأدلة المادية على وجود إنسانية صانعة فنانة إن لم تكن عاقلة بالمعنى المفهوم فى جهات مختلفة من العالم القديم ، ورتبت حضاراته حسب أعمارها التى أمكن الاستدلال عليها بالطرق الجيولوجية الطباقية المعروفة كما رتبت حسب طريقة صنعها .
حضارة العصر الحجرى القديم الأسفل :
وتشمل حضارة الشيل بمراتبها المختلفة وكان صاحبها النوع البشرى الذى يسمى بالإنسان القرد ( إنسان جاوه وإنسان الصين وإنسان هيدلبرج ) فقد كان يستعمل آلات حجرية من الصوان أو الحجر الرملى القديم وكانت هذه الآلات مصنوعة من الصوان بعد تشظية حافتها بشكل بدائى عام ، وأشهر تلك الآلات الفأس اليدوية التى كان يستعملها فى الغالب فى استخراج الجذور والنباتات . إذ كان يعيش فى مرحلة جمع الثمار والتقاطها . وقد استمرت هذه المرتبة الدنيا من 590.000 ق . م . حتى 187.000 ق . م . أى ابتداء من الفترة الجليدية الأولى حتى نهاية الفترة الجليدية الثانية .
حضارة العصر الحجرى القديم الأوسط : 187.000 ق . م . إلى 115.000 ق . م .
وتعرف بالحضارة الليفالوازية والموستيرية وتمتاز بظهور الشظايا الحجرية وقد حملها إلى أوربا قادمة من آسيا إنسان الحضارة الموستيرية الذى دخل أوربا وراء الحصان والحيوانات ذى الظلف مطارداً وصياداً .
وقد استطاع هذا الحيوان أن يهاجر إلى أوربا بعد أن جلا عنها الجليد بعد انقضاء الفترة الجليدية الثالثة . وتحول نطاق اللويس إلى مراع ويسمى تلك الحضارة الموستيريةفى شمال البحر المتوسط والحضارة الليفالوزية فى غرب أوربا ووسطها ويقابلها الحضارة القفصية والعطيرية فى شمال أفريقيا .
وقد استمرت هذه الحضارة من عام 187.000 ق . م . إلى 115.000 ق . م .
حضارة العصر الحجرى القديم الأعلى : 115.000 ق . م الى 12.500 ق.م . .
وتشمل الحضارة الأورنياسية والسولنرية والمجدلينية.
عندما تقهقر الجليد عن أوربا نهائياً فقد كان المناخ يسير نحو الدفء واستطاع الإنسان العاقل أو النوع البشرى الحديث أن يعيش فى العراء ويغادر حياة الكهوف .
واستطاع هذا الإنسان أن يتطور فى صناعة الآلات الحجرية ويصنع من الشظايا أسلحة ورءوس حراب ورماح ومقاشط .
استمرت تلك الحضارة من حوالى 100.000 ق. م. إلى 12.500 ق . م. وتمتاز أيضاً بالتنوع والتخصص الإقليمى .
الإنسان الشبيه بالقرد ( القرد الجنوب أفريقيى )
الآنسة لوسى Australopithecus
القرد الجنوب أفريقيى Australopithecus
فى عام 1925 عثر عليها الأستاذ / ريموند دارت فى( صورة نصف حفرية) جمجمة تحتفظ بالأسنان اللبنية كاملة وبعض الأسنان البالغة وكانت مطمورة فى طبقات الصخر الرملى داخل كهف تاونجز Taungs فى بتشوانا بجنوب إفريقيا .
بعد ذلك بعدة سنوات توالت الاكتشافات الخاصة بهذا المخلوق منها العثور على جماجم وبعض عظام الأطراف بالقرب من بريتوريا وبعض جهات الترنسفال ويرى الدكتور بروم أن هذه الاكتشافات تنتمى إلى طلائع البشرية وشبيهاتها ووضعهم فى سلالتين وأشتق اسمها من كلمة انثروبس باليونانية ومعناها بشر .
الأسترولوبثيكس والإنسان الزنجى Zinjanthropus
ويقدر عمر هذه المخلوقات الى عصر البليوسين وتقدر مدته بحوالي 5 ملايين من السنين آي منذ سبعة ملايين تقريباً !! فلا يمكن أن يكون جداً للإنسان
لقد عثر عدد كبير من العظام والجماجم التى عثر عليها فى جنوب أفريقيا تسمح لنا بأن نتصور شكله العام ، فقد كان بشراً لهم قامة قصيرة ومخ أقل من نصف حجم مخ الإنسان العاقل أى حوالى 300سم3 أو أكثر إلا أن سطحه أكثر تعقيداً فى تجعداته من مخ القردة العليا وفك قوى له بعض الصفات البشرية ، وجمجمة أقرب فى تفاصيلها إلى جماجم الإنسان منها إلى جماجم القردة العليا . وأسنان بشرية ( على الرغم من كبر حجم الأضراس الأمامية والخلفية ) ولم تكن لهم أنياب بارزة كأنياب القردة العليا ، وأطرافهم كانت تمثل صفات اطراف البشر .
عثر ليكى وزوجته فى 1959على الإنسان الزنجى فى شرق أفريقيا أولدفاى إلا صفاته لا يتعد صفات الإسترولوبثيكس ولكن وجد معها آلات حجرية .
نوع الإنسان القرد ( إنسان جاوه ) وإنسان الصين البيثاكانثروبس فى الشرق الأقصى كان يعيش فى أثناء الفترة الجليدية الأولى والفترة غير الجليدية الأولى والفترة الجليدية الثانية .
: Pithecanthropus erectus إنسان جاوه
بمعنى الإنسان القرد وأضيف الى التسمية صفة المتصب القائم ولقد عثر عليه الطبيب الهولندى ديورا فى وسط جزيرة جاوة بالقرب من مائى ولقد درسه د. فون كوبجزفالد Kobigswald .
إنسان الصين :
عثر عليه فى عام 1927بالقرب من قرية شوكوتين جنوب غرب بكين وتتفق صفاته تماماً مع صفات إنسان جاوة ولقد درسه د. فايدنريخ Weidenreich
الإنسان القرد Pithecanthropus erectus
الإنسان القردPithecanthropus erectus
* وجد أن حجم المخ فى انسان الصين يتراوح بين 850 - 1300سم3 ( المتوسط 1075سم3 ) بينما فى جماجم جاوة يتراوح بين 775-900سم3 (متوسط 860 سم3 ) مما يدل ان إنسان جاوة كان أكثر بدائية من إنسان الصين ، وإذ اعتبرت هذه الآثار جميعاً ترجع إلى إنسان من نوع واحد لكان متوسط حجم مخه 1000 سم3
* بينما حجم مخ الإنسان الحالى 1350 سم3 فى المتوسط.
* وكان لا يزيد طوله فى المتوسط على خمسة أقدام .
* وهى بصفة عامة تشير إلى حلقة الوصل فى التطور بين مخ القردة العليا وبين مخ الانسان العاقل .
* تمتاز بعدة صفات غير بشرية منها عظام الحاجبين الغليظة، والاتصال بالرقبة فى منطقة عريضة، والجبهة متقهقرة بالتدريج الى الخلف ثم ترتفع فجأة الى أعلا ،ومؤخرة الجمجمة مدببة بحدة .
<h8>
ملخص صفات الإنسان القرد ( البيثاكنثروبس )
* كان اقرب الى القصر إذا قيس بالانسان الحالى . أطرافه كأطرافنا ، ولكنه كان يمتاز بحواجب غليظة سميكة ، له جبهة متقهقرة وفك قوى وأسنان كبيرة وعنق غليظ، قوى العضلات .
* استطاع أن يصنع آلات من الصوان كما وجدت فى كهوف الصين آثار حريق مما يدل على أنه اهتدى الى اكتشاف النار .
* وكان صياداً ماهراً أكثر ما يصطاد من حيوان الغزال .
* وكان آكلى لحوم البشر إذ عثر على آثار لجماجم فى الصين ذات جروح كبيرة فى الرأس مما يدل على أن المعتدى كان يبغى استخراج المخ منها .
جمجمة بلتدون المزورة
* صاحب هذا التزوير تشارلز دوسون وهو محامى انجليزى كانت هوايته جمع الآلات الحجرية ويبدو أنه كان يلهث وراء مجد زائف إذ جمع غطاء جمجمة بشرية حديثة وفك قرد سفلى يحتفظ بالعظمة القردية Simian shelf وذلك عام 1908 .
* ولقد أثبت التزوير كينيث بيج أوكلى وجروكلارك والدكتور فينر عام 1949 من خلال* اختبار الفلورين وألوان العظام تحليلاً كيميائياً وقد قاموا بإعلان نتيجة كشفهم سنة 1953 وبذلك لم يعد هناك أمر غريب فى سلسلة الإنسان الحفرى .
*تمتص العظام من التربة كمية من الفلورين تتزايد بتقادم عهدها وطريقة تحليل الفلورين تبين العمر النسبى للعظام المدفونة وتقدر نسبة الفلورين فى عصر البليوسين بنحو 1.5% وعصر الحديث بنحو 0.4 %.
إنسان نياندرتال Neanderthalensis
إنسان نياندرتال : وجد أقدم مثل له فى هيدلبرج بألمانيا وكان معاصراً للفترة الجليدية الثانية . ولكن أغلبها وجدت فى أنحاء عديدة من العالم القديم وكانت تعاصر الفترة غير الجليدية الأخيرة وبدء نهاية الجليد فى أوربا .
* إنسان هيدلبرج ( فك ماور ): عثر عليه سنة 1907 فى رواسب البليستوسين الأسفل أى الفترة الجليدية الأولى أى من حوالى نصف مليون عام ولم يعثر على أدوات صوانية معها .
* نياندرتال : عثر على أول بقايا منه فى كهف بوادى نياندر بألمانيا فى طبقات من الفترة غير الجليدية الأخيرة (أى أن هناك فجوة واسعة تبلغ حوالى 200.000 سنة لم نعثر فى طبقاتها على بقايا بشرية أخرى من فك ماور) إلا أن ظهرت فى كهف بجبل طارق سنة 1948 وتوالت الكشوف فى بلجيكا وجزر المانش وإيطاليا وكرواتيا وفلسطين وجنوب روسيا وسيبيريا وأزبكستان وكوانتونج فى الصين وأيضاً شمال إفريقيا .
ملخص صفات نياندرتال
* جمجمة إنسان نياندرتال كانت كبيرة الحجم يبلغ حجم مخه حوالى 1450سم3
* عظامها غليظة ولاسيما عظام حواجبها الضخمة ، كأنها مظلة تشرف على فجوات العين الواسعة .
* الجبهة متقهقرة والجمجمة مسطحة من أعلا وعظام مؤخرة الرأس قوية حتى تستطيع أن تمسك بعضلات الرقبة الغليظة ، فقد كانت الرأس منكفئة قليلاً إلى الأمام .
* الفك العلوى كبيراً ضخماً بارزاً ، وسقف الفك عريضاً مما يدل على اتساع الفم ، والذقن متقهقرة ، والأسنان كبيرة نسبياً وأضراسها ضخمة ذات تجاويف خاصة .
* صفات أخرى خاصة به ، فقاريات الرقبة طويلة مما يساعد على إمساك عضلات الرقبة الغليظة ، وعظام الأطراف ذات مظهر ضخم وهى منحية قليلا . مما يعطى مظهراً وحشياً ضخماً ممتلئاً غير متناسق الأطراف .
جماجم مختلفة من النياندرتال
* جمجمة ستاينهايم : عثر عليها فى ألمانيا عام 1923حجم المخ حوالى2000سم3 وهناك شك فى تقدير عمرها بين الجليدية الثانية أو الثالثة .
* جمجمة أهرنجزدورف: عثر عليها فى فيمار بألمانيا عام 1938وترجع الى النصف الثانى من الفترة غير الجليدية الأخيرة .
* جمجمة بروكن هل : فى رودسيا وفلسطين وشمال أفريقيا وقد عثر عليها أول مرة فى رودسيا سنة 1921مع آلات موستيريه وأخرى أحدث من آلات ليفالوزية وحجم المخ يصل الى 1300سم3 .
* جمجمة صولو: عثر فى عامى 1931و1933على 11 جمجمة فى رواسب البليستوسين الأعلى فى جاوه يصل حجم المخ الى 1300سم3 .
* هياكل فلسطينية وعراقية : عثر على هياكل منها فى جبل الكرمل عام 1929 فى كهفين الطابون والسخول .
* هياكل وادى شانيدار : عثر عليها عام 1957شمال العراق مقترنة بآلات موستيرية .
ظهور الإنسان العاقل :
ظهور الإنسان العاقل فى أفريقيا وأوروبا منذ العصر الحجرى القديم الأسفل وفى الفترة غير الجليدية الثانية على الأقل .
* جمجمة جالى هل : اكتشفت عام 1888 فى حصباء مدرج نهر التيمس وأخرى فى برى سانت أدموند مصحوبة بأدوات أشيلية .
* جمجمة سوانسكومب: اكتشفت عام 1935فى حصباء بمقاطعة كنت وكانت لشاب فى مقتبل العمر ، وهى قريبة الشبه جداً بعظام إنسان حديث فيما عدا سمكها الكبير وكان حجم المخ حوالى 1300سم3 وأن تعرجات المخ كما تظهر فى عظام الجمجمة من الداخل تدل على أن المخ كان أيضاً كبير التجاعيد مثل مخ الإنسان العاقل .
وجماجم من الإنسان العاقل فى أفريقيا
* جمجمة كانام : فى شرق أفريقيا ( جنوب خليج كافرندو وعلى بحيرة فكتوريا ) وعثر معها على آلات صوانية وعلى بقايا حيوانات بليستونية قديمة ، وجماجم بشرية حديثة من عصر الأشل .
* محلة أشولية فى Oslorgesailic: عثر د. ليكى وزوجته عام 1942 على آلات حجرية آشولية وبقايا ثدييات منقرضة مثل الفيل القديم وفرس النهر والخنزير البرى الضخم والخرتيت والزراف والوعل من عصر البليستوسين الأوسط بمنطقة الأخدود الشرقى الأفريقى ولكن لم يعثر على بقايا نيران مما يدل على أن الإنسان هنا لم يكن قد اهتدى الى النار بعد . على أنه لم يعثر على بقايا جماجم بشرية مع هذه الآثار مما يجعلنا فى جهل عن النوع البشرى صاحب هذه الحضارة .
وهياكل من الإنسان العاقل فى مصر
* هيكل إنسان توشكى : أكتشفه أندروسن عام 1968 فى حصباء منطقة توشكى وكانت لشاب فى مقتبل العمر يتراوح عمره بين 20 -25 سنة .
* إنسان أسنا : فى منتصف مصر أكتشف ودرسه بوتيلر عام 1974.
* هياكل من جبل صحابه : لشاب صغير عمره حوالى 15 سنة وبقايا هيكلية لسيدة وطفل وهياكل أخرى بطول النهر .
* وحضارات لتلك الإنسان فى أماكن متفرقة فى مصر مثل الفيوم ومنطقة السليكا جلاس ومنطقة وادى حوف بالقرب من حلوان .
* وترجع تلك الهياكل الى ما قبل التاريخ حيث أثبتت الدراسات من خلال الكربون المشع 14 أن تتراوح ما بين 20.000 الى 12.500 قبل الميلاد .
إن هناك ما يدل على ظهور الإنسان العاقل فى أفريقيا وأوربا منذ عهد بعيد :
* ظهور الإنسان العاقل منذ العصر الحجرى القديم الأسفل وفى الفترة غير الجليدية!!! أما فى نهاية الفترة الموستيرية - العصر الحجرى القديم الأوسط - فقد حل محل إنسان نياندرتال فى استيطان أوربا فجأة إنسان من نوع آخر هو الإنسان العاقل . وقد حمل إلى أوربا الحضارة الإورانيسية والسولترية والمجدلينية وساد هذا النوع صاحب الحضارة الحجرية القديمة العليا ، بينما بادت السلالات الأخرى التى تنتمى إلى إنسان نياندرتال .
* جماجم فونتشيفاد : عثر عليها عام 1947 ومعها آلات حجرية موستيرية ومقترنة بعظام الحيوانات التى تحب الدفء وهذا يتفق مع مناخ نهاية الجليد وتتميز بعظام الحجابين لم تكن ضخمة .
* ونستطيع أن نقول أن سيادة الإنسان العاقل ترجع الى 100.000 سنة تقريباً بينما بدء ظهور جمجمة سوانكومب يرجع الى 200.000 سنة
الإنسان العاقل
* نحن لا نعرف الكثير عن الفترة التى انقضت بين ظهور الإنسان العاقل وسيادته إلا أن نوعاً آخر وهو نوع نياندرتال كانت له الغلبة والسيادة فى جزء من هذه الفترة، لم يلبث بعدها أن أنقرض وباد تاركاً المجال لنوع أرقى وأحسن هو النوع الذى نسميه الإنسان العاقل .
* الإنسان العاقل ورث ما تركه النياندرتال من تراث حضارى وأضاف إليه وارتقى به ، كانت له حضارة العصر الحجرى القديم الأعلى فالحجرى المتوسط ثم اكتشف الزراعة واستئناس الحيوان أى العصر الحجرى الحديث .
إنسان كرومانيون : وجدت فى جنوب فرنسا مقترنة بآلات حجرية أورنياسية و يمتاز الهيكل العظمى للكرومانيون بأنه كان لإنسان طويل القامة دقيق البناء قوى البنية وأن جمجمته كانت ذات تقاطيع دقيقة لها مخ كبير ، ولو أن صاحبها بعث الى الحياة لما أمكن تمييزه عن بعض السلالات الأوربية الحديثة . ويقول الأستاذ كون أن هذه السلالة ويسميها سلالة العصر الحجرى القديم الأعلى دخلت فى تكوين السلالات الأوربية الحديثة . بل أنه ليبدو أثرها فى بعض الأوروبيين المعاصرين .
إنسان الشانسليد : من حوض نهر الدوردونى بفرنسا .
حضارة السولترية وتمتاز بالآلات حجرية التى على شكل ورق الصفصاف وقد كانت حضارة قصيرة العمر قادمة من آسيا وما لبثت الحضارة المجدلينية أن حلت محلها وهذه استمرت فترة طويلة من الزمن وانتهت منذ 10.500 سنة تقريباً . وصاحبها إنسان الشانسليد وكان المناخ السائد فى هذه الفترة بارداً يكاد يكون قطبياً فى نهاية الجليد ، ومن الطريف أن الهياكل العظمية التى عثر عليها تشبه الى حد كبير سلالة الاسكيمو الحالية حيث الجمجمة الشانسليدية تشبه الجمجمة الأسكيمو فى ارتفاع جانبى الجمجمة واستدارتها وضيق الأنف وعرض عظمتى الخدين وشكل الفك السفلى . ويعلل ذلك بأن الأسكيمو فى عصر الرنة كانو يسكنون غرب أوربا فعلاً وأنه مع تقهقر الجليد وهجرة حيوان الرنة الى الشمال تبعها هؤلاء الأسكيمو .
أشهر جماجم العصر الحجرى القديم الأعلى :
* جماجم كرومنيون : من حوض الدوردونى بفرنسا .
* كومب كابل : من فرنسا أيضاً .
* بردموست & وبرون : من تشيكوسلوفاكيا .
* جريما لدى : من موناكو - إيطاليا .
* تشانسليد : من حوض الدوردونى بفرنسا.
* فلوريسباد : جنوب أفريقيا .
* تشوكوتين : الصين .
* هوتوبا : إيران .
* ادجاك : جاوة .
* كوهونا : أستراليا .
* فولسوم : نيومكسكو .
* منسوتا : فى وادى المكسيك ( تبكسان) .