فى سنة 1995م اتفقت قنوات الاوربت مع هيئه الاذاعه البريطانيه على تمويل قناة اخباريه عربيه وتديرها هيئة الاذاعه البريطانيه فكانت القناة تعرض مقابلات مع معارضين للحكومه السعوديه فضغطت السعوديه على قنوات اوربت اضطرت الاوربت ان تلغى اتفاقها مع هيئة الاذاعه البريطانيه وتم تسريح المذيعين منها.
فاسست دولة قطر قناة الجزيرة واخذت نفس المذيعين العرب الذين كانوا يعملون بالاوربت منهم سامى حداد وعازار وفيصل القاسم.أنشئت سنة 1996 ومقرها دولة قطر الدوحه.و منذ نشأتها قبل اكثر من عشر سنوات وهذه القناة تحظى باهتمام متزايد ويدور حولها جدال واسع ونقاشات متعددة حول اسباب وجودها وفيما بعد عن نجاحاتها واخفاقاتها.
تتلخص اراء المشككين بالقناة ضمن ثلاثة اسباب رئيسية هي:
والسبب الاول يقول بأن هدف القناة الاساسي دعم عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني عبر تسويق الموضوع من خلال لقاءات متكررة مع ساسة اسرائيلين و رجال جيش و استضافتهم في معظم برامج القناة, وعنها ستزول الهالة المرسومة في نفس كل عربي ويقنع بالنتيجة ان الحوار مع العدو هو شيئ عادي ولم يعد محرما انما يندرج في اطار منهجية جديدة تقول بان السلام لا يتحقق الا بالحوار المباشر وأن الافكار القديمة قد سقطت بالتقادم.
اما الثاني فيرى ان الجزيرة تحاول دوما بث بعض الاخبار المسمومة و الكاذبة بين فترة واخرى لتفجير الصراعات بين الدول العربيه,
تميزت قناه الجزيرة باهتمامها الكبير بنقاط الخلاف بين الدول العربيه فلا تكاد تظهر بوادر اى خلاف بين دولتين عربيتين حتى تنفرد الجزيرة بتغطيه اعلاميه كبيرة لهذا الخلاف وتنتقى نوعيه من الضيوف من طرفى الخلاف تتميز بتطرفها فى الموقف وعلى الهواء مباشرة تزداد نيران ذلك الخلاف حتى يتحول الى معركه اعلاميه تبث على الهواء مباشرة لتزيد من حدة ذلك الخلاف حتى يتحول الى خصومه وكأن الهدف ليس مجرد متابعه الحدث بل المشاركه فى صنعه ( لاحظ تغطية القناة في الازمة المصرية الجزائرية ) لترسيخ العداء بين الدول العربيه.
كلنا نتذكر جيدا ذلك الخلاف الذى حدث بين ولى العهد السعودى والرئيس الليبى والذى ادت طريقه تغطيه قناه الجزيرة له الى تحوله الى معركه وخصومه بين ليبيا والسعوديه.
اما الثالث فربط بعض المتابعون ولادة هذه المحطة والطموحات المتزايدة لحكومة قطر في اخذ دور يفوق حجمها الجغرافي بكثير واحيانا غمزوا للعلاقة المتأرجحة دوما بين قطر والسعودية,و مما يؤكد ذالك هو عدم توجية اي نقد يذكر لقطر و الاكتفاءا بلانتقاد و تلفيق الاخبار الكاذبة و الهجوم الدائم علي مصر و السعودية للتقليل من شأن مصر و السعودية امام المشاهد العربي حتي يكون مؤهلا لظهور قوي جديدا في المنطقة,و هي بذالك تمهد الطريق امام قطر للحصول علي دور اكبر في المنطقة.
و لكن هل من الممكن ان تكون قطر موضوعية و هي تحتضن اكبر قاعدة امريكية بالمنطقة وكيف لها ان تعارض وجهة النظر الامريكية؟
ولننتقل للفريق الآخر ووجهة النظر عندهم تقوم على اساس ان هذه القناة هي مركز متقدم للحقيقة وهي من وجهة نظرهم اثبتت براعة فائقة في نقل الاحداث من اسخن المناطق وتعرض مراسليها لأخطار كبيرة في سبيل ايصال الحقيقية البعيدة عن مقص الرقيب وبالفعل قد سقط عدد منهم في سبيل ذلك.
ومن ذلك ايضا تعرض مكاتبها للاغلاق في بعض الدول العربية و تعرض بعض مراسيلها للسجن و الاعتقال و في بعض الاحيان تعرضهم لاصابات اثناء تغطيتهم لبعض الاحداث و ذالك لأنها تعكس نبض الشارع الذي يرهب بعض الانظمة ويؤرقها.
ويرتكزون في رأيهم على الاقبال المتزايد للمشاهدين عليها وتنوع موضوعاتها لتشمل قناة وثائقية واخرى للنقل المباشر لأبرز الاحداث بالاضافة لقنواتها الرياضية وان الشارع العربي وان كان يعيش في كثير من البلدان الظلم الا انه مازال ذواقا ويستطيع تمييز الجيد من الرديء.