بدأت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف تحقيقاتها لمعرفة أسباب غرق المركب ، وقد إستمعت المنظمة في جزيرة كريت إلى ناج مصري كان على متن السفينة منذ بدأت رحلتها من مدينة دمياط المصرية إلى أن قام المهربون بإغراقها عمداً بعدما حدث خلاف بين المهربون والركاب الذين رفضوا نقلهم إلى مركب أصغر وغير صالح للابحار .
وبالاستماع إلى أقوال الشاهد المصري تبين أن الركاب كانو قد تم إجبارهم على تغيير المركب ثلاث مرات في عرض البحر منذ إنطلاقها من دمياط ولكن في المرة الرابعة إعترض الركاب على نقلهم بسبب صغر حجم المركب الأخير وعدم صلاحيته للابحار .
بعد رفض الركاب بدأ المهربون في إستخدام العنف وضرب الركاب بالعصي ،مما دفع بعضهم للانتقال إلى المركب الصغير ، الذي صدمه المهربون بمركبهم عمداً وإغراقه وقد كان يحتوي على العدد الأكبر من الركاب ، حيث تواجد في الجانب السفلي منه حوالي 300 راكب من المهاجرين الذين حوصرو بالمياه وغرقوا .
وأضاف الشاهد أن المهربين كانوا يتابعون غرق المركب وهم يضحكون ، ودعم شهادته بعض الناجين من النساء وإثنان من الفلسطينيين وسوري الذين أكدوا على أن المهربين كانو فلسطينيين ومصرين .
فيما أوضح أحد الناجين الفلسطينيين أن المهربين قد حصلوا على ألفي دولار للشخص الواحد مقابل نقلهم إلى إيطاليا .
وقد قدر عدد المهاجرين ما بين 400 إلى 450 راكب ، وقدر عدد الأطفال الذين فقدوا في البحر حوالي 100 طفل .
وإستكمل الشاهد المصري حديثه موضحاً أنهم ظلو في البحر لمدة ثلاثة أيام ، كان الناجون خلالها يمسكون بعضهم خوفاً من غرق آخرين ،إلا أن الرياح إشتدت وبدأت الأمواج في إجتياح المنطقة فبدأ الناس في الاختفاء تحت الماء .
وفي تقريرها ذكرت المنظمة أن هذه الحادثة الجديدة كانت متعمدة حيث تعمد المهربون إغراق المهاجرين ، وأنه لم يكن حاثاإ عرضياً بل مقصوداً ، كما أشارت إلى أن بعض الناجين تم نقلهم إلى جزيرة كريت حيث تم إنقاذ سفينة تحمل علم المملكة المتحدة خمسة من البالغين وطفل آخر ، كما تم إنقاذ إثنين آخرين قبالة جزيرة مالطا .
وأحصت المنظمة عدد الذين لقوا حتفهم وفقدوا في البحر المتوسط في مثل هذه الرحلات متضمناً حادث المركب الذي إنطلق يوم 6 سبتمبر من دمياط ، قد بلغ 700شخص حيث تعتبر هذه الفترة من أكثر الفترات فتكاً بالمهاجرين خلال السنوات الأخيرة .