توفي الفنان الكويتي جاسم الصالح أحد رواد المسرح والحركة الفنية في بلاده، عن عمر يناهز الـ73 عاما بعد صراع مرير مع المرض. أحدث موت جاسم الصالح الخميس الـ3 من ديسمبر/كانون الأول صدمة في أوساط الفنانين الكويتيين، خاصة أنها جاءت قبل تكريمه بأيام في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الكويت المسرحي.
وعرف الفنان الراحل بشخصية “المارد” في الكثير من المسلسلات الرمضانية، وقد جعلته المصادفة وحدها يدخل مجال التمثيل، فهو الأخ الأكبر للفنان الكبير أحمد الصالح الذي سبقه دخول الفن، وكان يقوم بتوصيل طعام لأخيه أحمد بالمسرح الشعبي ظهر كل يوم جمعة، إلى أن طلب منه الفنان الراحل عبد الرحمن الضويحي المشاركة في مسرحية “كازينو أم عنبر”، ثم توالت أعماله الفنية.
ورثت الفنانة حياة الفهد جاسم الصالح، واعتبرته زميلا على خلق وصاحب مواقف طيبة مع زملائه، إلا أنه لم يأخذ الكثير من الفرص في أعماله الفنية، حسب صحيفة القبس الكويتية الجمعة.
أما الفنان عبد العزيز المسلم فقال “لقد تعاملت مع الراحل جاسم الصالح فلمست فيه الروح المرحة وحسن الطبع، كما شارك معي في مسرحية “زمن دراكولا”، فكان مثالا للالتزام بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان”.
وقدم الصالح على مدار أكثر من أربعين عاما عشرات من الأعمال المسرحية مثل كازينو أم عنبر، وضعنا بالطوشة، ورزنامة، والمهرج، والصبوحة، ورأس المملوك، وهذا الميدان يا حمدان، والمتنبي يجد وظيفة، وسنطلون بنطلون، وأولاد جحا، والواد ده كويتي، وسواها الكبار، وطار برزقه، وإعدام أحلام عبد السلام.
كما شارك الصالح في العديد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية والسينمائية التي أصبحت علامات مضيئة في تاريخ الدراما الخليجية، مثل الصمت، والمغامرون الثلاثة، وحكم الزمن، وسمية تخرج من البحر، ولأبي وأمي مع التحية، وبيت العائلة، وشاهين، والصقرين.
واشتهر الفنان القدير بدماثة الخلق وعلاقته الطيبة مع زملائه في الوسط الفني، ومشاركته في الأنشطة الإنسانية، وتم تكريمه في العديد من المهرجانات العربية والخليجية آخرها مهرجان محمد عبد المحسن الخرافي للإبداع المسرحي في دورته الخامسة التي أقيمت مطلع هذا العام.
وقد عانى الصالح في السنوات الأخيرة من محنة المرض، مما دفع المسرح الشعبي إلى التقدم بطلب إلى الحكومة الكويتية التي أمرت بعلاجه في الولايات المتحدة