بعد التحية والسلام , نطرح عليكم اليوم قصة معبرة حول الدهاء وسعة الحيلة وكيفية التخلص من المآزق , وهي رأس مال
التاجر المحنك والذي يستطيع ان يغامر ويكافح ويسمو بتجارته الى آفاق بعيدة .
وقصة اليوم قصة حقيقية كما اعتدنا ان نصوغ لكم وتتحدث عن احد التجار اليهود والذي له علاقات التجارية بأحد التجار
الفلسطينيين من مدينة الخليل ومآل الموضوع ان التاجر الخليلي كانت تجارته في الملابس والمستلزمات النسائية ويوما
ما احتاج لحمالات صدر نسائية بقياسات معينة فقام بمراسلة التاجر اليهودي ليجلبها له من الخارج , وهذا امر كان
مضطرا عليه فكل المعابر والمنافذ البرية والبحرية والجوية بيد الاسرائيليين وان اضطررت ان تاكل او تلبس او تشرب
فيجب ان يكون عن طريقهم وبموافقتهم ولمن لا يعرف فهذا هو الواقع التعيس , المهم ,,, كان هذا التاجر خبيثا وكان قد
سمع بمهارة هذا الخليلي وبدافع من النقمة والخسة احب ان يتخلص من بعض البضاعة التي لديه مسبقا وان يستبدلها
باخرى على حساب التاجر الخليلي وهذا ما كان فقد جمع خلال السنوات الماضية كمية ضخمة من حمالات الصدر والتي فشل في
تسويقها نظرا لحجمها الكبير !! نظرا لخطأ من المصنّع وكان ان ازدحمت المخازن لديه بهذا المقاس وشكلت عليه خسارة
كبيرة وعندما جائته الفرصة لم يتسنى وقام فورا بارسال عينة مختلفة وممتازة وبمقاسات صغيرة حصل عليها من السوق
للتاجر الخليلي ليبرهن عن جودة منتجه فاعجبت البضاعة التاجر الخليلي وكذلك سعرها ولم يعلم بان هناك فخا في الامر
فقام بطلب اكبر كمية موجودة فقبض اليهودي المال وارسل البضاعة للتاجرالخليلي محملة في حاويات كبيرة على شاحنات
ومر على هذه الحادثة شهرين وكلما استحضر اليهودي الحادثة فيمن حوله كان يضحك بملء فيه على غباء التاجر الخليلي
وكيف خدعه ولما يجرؤ حتى على مراجعة التاجر اليهودي في فعلته وكانت تلك الطرفة تسرى عن قلوب من حوله من التجار
اليهود الخبثاء وفي يوم من الايام شد التاجر اليهودي الفضول لمعرفة ما حدث مع التاجر الخليلي وبقمة الوقاحة اتصل
عليه بالهاتف فجاءه صوت التاجر من الناحية الاخرى مرحباَ على غير العادة فأثار هذا التصرف باللامبالاة حفيظة اليهودي
فقال في حديثة ملمحا ومذكرا التاجر الخليلي بما فعله به قبل شهور في البضاعة "المضروبة " وسأله ساخرا شو عملت
بالحمالات اللي بعتلك ياهم ؟ طبخت فيه ولا لسه ؟ واتبع ذلك ضحكة طويلة وكان يقصد من كلامه ان الحمالات كانت كبيرة
لدرجة انها تصلح لان تكون اواني طبخ وهذا من باب السخرية والشماته على التاجر الفلسطيني , فرد عليه التاجر
الخليلي بهدوء واريحية وقال , ادوني عزرا .. (ومعناها سيد عزرا بالعبرية ) انا عندما اخرجت البضاعة خارج
الحاويات وتفاجأت بحجمها صدمت ولم اعرف حقيقة ماذا افعل ولكن المؤكد ان مالي ضاع مني ولهذا فكرت بمنطق اكبر
واستخدمت عقلي وبدل الغيظ على فعلتك قررت ان اشد على يدك واشكرك على صنيعك لما فعلته بي , فصدم اليهودي وذهل
وقال دون ان يفلح في كبح جماح دهشته , تشكرني ؟ أنا كيف ولماذا ؟
فقال التاجر الفلسطيني : الامر بسيط جدا كان امامي هدفين الاول استرداد حقي والثاني رد الصفعة عليك وكان ان جائتني
فكرة جهنمية فقمت باعادة تدوير الحمالات في احد معامل الخياطة عندنا في مدينة الخليل وقمت بتحويل الحمالات لقبعات
"كيبوت " ,, (( ولمن لا يعلم ما هي قبعات الكيبوت فهي ما يلبسه اليهود المتدينين على رؤوسهم في طقوسهم وصلاتهم
وتكون صغيرة وملصقة بالرأس حتى لا تسقط وتزخرف باشكال عدة اغلبها يطغى عليه اللون الازرق لون علم اسرائيل )) واكمل
التاجر الخليلي قائلا ولهذا اشكرك فقد بعت كامل الكمية لليهود المتدينين ونفذت الكمية وما زال الطلب قائما واسعى
حاليا لتوريد حمالات اضافية ونكز بلهجته مكملا و"مضروبة" بسعر بخس فقد حققت ربحا صافيا اضعاف مضاعفة عما لو تاجرت
بحمالات سليمة من العيوب فهل اجد لديك المزيد يا عزرا وختم كلامه بضحكة طويلة اقفل بعدها عزرا هاتفه وهو يغلي غيظا
.
الى هنا تنتهي قصتنا اليوم مع وعد بقصة حقيقية اخرى عن سعة الحيلة والذكاء في فن الاعمال والتجارة , طابت اوقاتكم
والى اللقاء .