الحب حكمة الأحمق، وحماقة الحكيم. صمويل جونسون. مؤلف انجليزي
ثمة أيديولوجيات مختلفة المشارب والمدارس، الفلسفية منها، والدينية، والأدبية، اتفقت على أن الحب لا يكاد يخلو من حماقة!! فهذا صمويل جونسون بأيديولوجيته الفلسفية المذكورة، يؤكد أن الحب لا يخلو من حماقة. وهذا الإمام الشافعي –رحمه الله- بفقهه الجم، يذهب إلى ذات الرأي. والحقب الأدبية بمختلف عصورها تثبت وتؤكد حماقة الحب. فهذا مجنون ليلى، الذي عاش في العصر الأموي، يشير إلى أنه حاول جاهداً تجنب ليلى وحبها، لكن وقوعه في حبها ربما كان نتيجة حتمية لحماقة الحب. وهذا الشاعر، علقمة الفحل، الذي عاش في العصر الجاهلي، يؤطّر ويصوغ نظرية راسخة خالدة، أثبتت صلاحيتها وخلودها ورسوخها منذ أن صاغها في ذلك العصر، وإلى يومنا هذا، وربما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، أثبت من خلالها أن حب المرأة للرجل يتحول إلى حماقة، بمجرد أن يشيب شعر رأسه أو يقل ماله، وذلك عندما قال: إذا شاب شعر المرء أو قلّ ماله.. فليس له من ودّهن نصيب. وقد تأكدت من صحة وصلاحية نظرية علقمة هذه، بعد أن اختبرتها في زوجتي بطريقة عملية غير مقصودة. فقد تبنت زوجتي الجانب الخاص بقلة المال من النظرية، وأكدت صحتها بنسبة عالية، فعلياً وقولياً، وتحول حبها لي – ما بين غمضة عين وانتباهتها- إلى حماقة، بمجرد أن استقطعت جزءاً من مصروفها بسبب قلة مالي، فماذا قالت؟
تابعوا بقية المقال في الحلقة القادمة.