الحمد لله
بلا شكّ فإن الله تعالى قال عن يوم القيامة : ( الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ) {الفرقان : 26} فتخصيصه عسر ذلك اليوم بالكافرين يدل على أن المؤمنين ليسوا كذلك .
وقوله تعالى : ( فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير ) {المدثر : 9 , 10} يدل بمفهومه أيضا على أنه يسير على المؤمنين غير عسير كما دل عليه قوله تعالى : ( مهطعين إلى الداع يقول الكافرين هذا يوم عسر ) {القمر : 8} .ا.هـ. وهذا يعني أن يوم القيامة يطول على الكفار ويقصر على المؤمنين .
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ما يُشير إلى مدّة ما يستغرقه الحساب من يوم القيامة وذلك في قوله عز وجل : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) {الفرقان : 24} : فهذه الآية الكريمة تدل على انقضاء الحساب في نصف نهار لأن المقيل القيلولة أو مكانها ، وهي الاستراحة نصف النهار في الحر .
وممن قال بانقضاء الحساب في نصف نهار : ابن عباس وابن مسعود وعكرمة وابن جبير ، لدلالة هذه الآية على ذلك ، كما نقله ابن كثير وغيره . دفع إيهام الاضطراب للشنقيطي (ص172)
وممّا يدلّ دلالة صريحة على تخفيف حساب المؤمن يوم القيامة حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر " رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في صحيح الجامع 8193 ، والله أعلم .