لقي إعلان شركة أزياء عن تنظيم مسابقة لاختيار ملكة جمال فلسطين في الضفة الغربية بدعم من السلطة إدانة واسعة من علماء دين وكتاب شددوا على أن تلك المسابقات منافية للشريعة الإسلامية، كما تعد خروجا على التقاليد الفلسطينية ولا "تليق بشعب يرزح تحت الاحتلال".
وقال رئيس رابطة علماء فلسطين والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس الشيخ حامد البيتاوي في تصريحات الأربعاء 9-12-2009: "تنظيم ما يسمى مسابقة اختيار ملكة جمال فلسطين يتعارض مع شريعتنا الإسلامية ومع أخلاقنا وقيمنا التي تدعو إلى الفضيلة".

وأضاف: "لا يليق بشعب يرزح تحت الاحتلال وله أكثر من 11 ألف أسير، بينهم شيوخ وأطفال ونساء، وقدم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى خلال مسيرة جهاده، أن يقابل من جهات ومن سلطة تنظم وترعى مثل هذه الفعاليات التي تندرج ضمن المحاولات الرامية لإشاعة الفاحشة".

وكانت مديرة شركة تريب فاشن للأزياء سلوى يوسف أعلنت خلال مؤتمر صحفي في رام الله بالضفة الإثنين 7-12-2009 عن إطلاق المسابقة كأول حدث من نوعه في فلسطين يجمع بين فتيات من الضفة ومن أراضي عام 48 (المناطق العربية في إسرائيل)، لافتة إلى تعذر مشاركة فتيات من قطاع غزة، الخاضعة لسيطرة حركة حماس.

وأضافت أن المسابقة تلقت الدعم المعنوي من السلطة الوطنية، حيث سيشارك في لجنة التحكيم وزارة الإعلام، والثقافة، إضافة إلى دعم مادي من بعض الشركات المحلية.

وقالت: إن الفائزة في المسابقة ستحصل على سيارة حديثة ورحلة إلى تركيا لمدة عشرة أيام، إضافة إلى عشرة آلاف شيكل (2.6 ألف دولار).
ووصف الكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف في مقالة له الأربعاء 9-12-2009 بصحيفة "فلسطين" تنظيم المسابقة بأنه "مهزلة"، مضيفا: "أعراض الفلسطينيين ستخضع لمقاييس الساقطين والساقطات ونخاسي العصر الحديث بزعامة كبار في سلطة رام الله".

وأوضح أن "شعب فلسطين الذي يعاني الويلات على أيدي اليهود يراد له أن يصعد إلى الهاوية، وأن تعرض لحوم فتياته أمام ذئاب بشرية تفترسها بإذن فلسطيني رسمي".

وأضاف: "لم يبق علينا إلا أن نعرض أعراضنا في مزاد علني، دون أي اعتبار لدين أو أخلاق أو قيم وعادات فلسطينية أصيلة، وكأننا حققنا كل ما يرنو إليه الشعب الفلسطيني، وكأننا حررنا الأرض والعرض وأقمنا الدولة، واكتمل لدينا كل شيء وما بقي إلا أن نقدم فتياتنا على موائد الفجور والسقوط الأخلاقي".

ودعا إلى تشكيل جبهة في الضفة الغربية "للتصدي لمثل هذا الفجور والانحطاط، وأن تبذل قصارى جهدها من أجل منع مثل هذه الأفعال المشينة المخالفة للشرع الحنيف، والتي تضر بالوجه الحضاري للشعب الفلسطيني، وتضر بمستقبله، وتجلب عليه المصائب والويلات، ويكفينا ما نحن فيه، ولسنا بحاجة إلى هذا الأفيون المراد منه تخدير الأحاسيس وتبليد المشاعر".

وكشفت الشركة المنظمة أن 200 فتاة تقدمت بطلبات للمشاركة في المسابقة، تم قبول 58 فتاة فقط، موضحة أن من بين المشاركات في المسابقة 32 فتاة من الضفة الغربية و26 فتاة من أراضي عام 48، وأن الطلبات التي قدمت من الضفة الغربية كان معظمها من مدينة رام الله، وعدد قليل من الطلبات من محافظات الشمال والجنوب.

وأوضحت أن عروض التصفيات للمسابقة ستبدأ في العاشر من الشهر الجاري، حيث سيتم اختيار خمس مشاركات في النهائي، ستتوج الفائزة ملكة جمال فلسطين 2009، وسيتم اختيار وصيفتين لها، منوهة إلى أن الملكة ستتوج في 26 من الشهر الجاري.

بدوره، انتقد مدير تحرير صحيفة فلسطين ياسر البنا المسابقة، ووصفها هو الآخر بـ"المهزلة"، رافضا تحويل المرأة من إنسان كرمه الله إلى "سلعة" تعرض في سوق "النخاسة".

وحمل بشدة على من يروج لمثل هذه الفعاليات بدعوى "التأكيد على أن الوضع السياسي والأمني ليس هو فقط ما يسيطر على الحياة الفلسطينية، ونستطيع أن نحيا مثلما يحيا العالم أجمع".

وقال: "ما يحيرنا هو صمت المؤسسات المدافعة عن حقوق المرأة، وكذلك المؤسسات الحقوقية، والتي يصم صوتها الآذان حينما تعتبر أن إهانة قد مست طرف ثوب المرأة، وتصمت صمت القبور حينما تهدر كرامة المرأة في مثل هذه المسابقات".

والله مهزلة