كل من يعتقد بأن الأمور قد هدأت أو يجب أن تهدأ في أزمة ما بات يعرف بأزمة مباراتي مصر والجزائر.. عليه أن يفتح الصحف الجزائرية' اليوم' ليتأكد من أن الأمر عكس ذلك من خلال استمرارها فيما استخدمته من وصف المصريين بـ' اليهود' و' أبناء الـ.....' و' أعداء غزة' و أصدقاء إسرائيل' و' مصرائيل' و' آل فرعون'.. و هي العبارات والأوصاف التي استخدمتها وسائل الإعلام الجزائرية منذ ما قبل مباراة المنتخبين المصري والجزائري في البليدة..
ومن خلال متابعة للمضمون الإعلامي للصحف الجزائرية منذ مباراة البليدة الأولي, سنجد أن الإعلام الجزائري ثابت منذ البداية علي مبادئ أساسية و لم يكن هناك' تهدئة' ولا' أجواء ودية' من جانبه, بل كانت اللغة السائدة هي لغة الحرب والكراهية والتعليقات العنصرية والبذيئة علي مدي أشهر طويلة, مجرد ذكرها في ملف الفيفا تنقلب الدنيا رأسا علي عقب علي الفريق الجزائري, خاصة العنصرية منها, مثل وصف المصريين باليهود.. ومن خلال هذه المتابعة الدقيقة نستنبط الآتي:
أولها: الصحف الجزائرية تابعت كل صغيرة وكبيرة عن كل' نفس' يصدر من أي مواطن مصري, سواء فيما يتعلق بكرة القدم أو حتي بأشياء أخري قد لا تهمنا نحن كمصريين.
ثانيه: نغمة الكراهية كانت'شبه جماعية' بدليل أن أحد لاعبي الجزائر صرح قبل مباراة القاهرة بأنه يريد أن ينتصر علي المصريين لنصرة شعب غزة.
ثالثا: الإعلام الجزائري كان واضحا منذ البداية في التعامل مع المباراة علي أنها مباراة بين دولتين أو بين شعبين وليست مباراة في كرة القدم, واستمد قوته من الصحف والمواقع والفضائيات المصرية التي تتفنن في إظهار مشاكل الشارع المصري.
رابعا: كثير من المسئولين الرسميين والرياضيين والكرويين والإعلاميين الجزائريين ممن لعبوا أدوار' الضيوف الأشقاء' و'الأصوات الهادئة'كانوا يتهكمون منا في إعلامهم بصورة لا يمكن التساهل معها.
خامسا: السبب الرئيسي الذي ساعد علي نقل' الروايات الجزائرية' إلي الإعلام العالمي هو وجود إعلام جزائري كثير ناطق بالفرنسية و مراسلين جزائريين كثيرين يعملون في مكاتب وكالات الأنباء العالمية والصحف والمجلات الأوروبية العريقة لم يتسموا بالأمانة المهنية.