يقول الشيخ محمد العريفي فيما يرويه عن هذه القصة
"كان هناك طالب علم وكان يحمل معها كيس مليء بالكتب وكان يسير في قافلة في الصحراء،فأذا بمجموعة من اللصوص تهجم على تلك
القافلة وتوقفها وتسرق كل ما يمتلكون من دواب و متاع وحتى الملابس وصار الناس بملابسهم الدلخلية ..وسرقوا كيس الكتب الذي كان مع
الطالب .فلما جلس طالب العلم بسرواله والناس بسراويلهم واللصوص يقسمون الاموال بينهم ..ولكن الطالب لم يهتم انه بسرواله ولكنه اهتم
بكتب العلم الذي سرق منها ،وكان في القديم الكتاب بمثابة الذهب لان في ذلك الوقت لم يكن موجود طابعات لذا كان الناس يكتبوا الكتب
بأيدهم،فلم فكر الطالب كيف سيحصل على كتابه،فقام الى هذا الشاب الى كبار اللصوص وملكهم فقال له اللص ارجع والا قتلنك،قال اسمح لي
بكلمة قال ما هي : قال"انتم سرقتم شيء يضرني(انا)ولا ينفعكم" قال له اللص كيف ذلك(اي فسر لي) قال له الطالب : انتم سرقتم كيس فيها
كتابي و انتم اميون لا تعرفون القراءة واذا اردتم ان تبيعوه فلن تجدو من يشتريه,فقام اللص والقى نظرة في الكيس واعطاها اياه ...
فعجب كبيرة اللصوص بهذا الطالب فقال "اعطوه ملابسها ، اعطوها امواله ، اعطوها ناقته"ومن شدة اعجاب كبير اللصوص بالطالب قال لها "خذ
هذه الاموال فوق مالك واذا كانت تريد اكثر اطلب مني"فرفض طالب العلم وقال "هذه اموال حرام لن أاخذ منها" ... فقال كبير اللصوص "والله إن
هذه الاموال احل من ماء مطر"--اي ان هذا المال حلال كما ماء المطر عندما يسقط ويجمعه الناس--قال طالب العلم"اتقول ان هذا مال حلال وانت
سرقتها امامي" .. قال اللص نعم .. قال اتريد الدليل ،، فأستغرب طالب العلم وقال هات ما عندك .. فقال اللص للطالب اجلس بجانبي ثم نادى اللص
الى احد التجار فقال له اللص "تجارتك في ماذا" .. قال التاجر "في الذهب والفضة" .. فقال اللص "لو كان معك 60 جرام من الذهب و 700 من الفضة
وقبل ان يحول عليه الحول -النصاب او الزكاة- اصبح معك 100 جرام من الذهب .. فقال هل تزكيها" .. فقال التاجر "لا اعلم" ..سألها اللص مرة اخرة "لو
كان معك ذهب قديم وذهب جديد هل تخلطهما مع بعض اذا اردت ان تزكي ، ام تفصل الذهب الجديد والقديم وتفصل النصاب للذهب القديم
والجديد" ... قال التاجر مرة اخرة "لا أعلم .. فقال له اللص "انت لا تزكي" فقال التاجر "انا لا ازكي صدقت" فقال له اللص اذهب ..
فنادى على تاجر اخرى قال فما تاجرتك قال "الابل" .. قال "لو كان عندك 4 من الابل وولدت اخرة فأصبح خمسة قال هل تضضمها للنصاب" قال "لا
ادري" .. فرجع اللص ونادى الثالث قال فيما تاجرتك قال "الملابس" وسأله بعض الاسئلة في الزكاة وتبين انها "لا يخرج الزكاة.. فأرجعها ....
فقال اللص لطالب العالم قال اترى كل هؤلاء التجار ... فقال طالب العالم "نعم .. فقال له اللص "ان هولاء التجار لا يأدوون زكتهم فالله يعاقبهم
بتركهم الزكاة اننا نأتي-اللصوص-نسرق منهم الاموال فهذه الاموال حلال" ... هل رأيت لو ارد الشخص ان يسرق يفعل المستحيل ..
حتى لو اراد الشخص ان يسرق فيقول في نفسه هذه الاموال حلال فتسول له نفسه السرقة فيسرق ...
فإياك ونفسك وإياك والسرقة