عندما نتحدث عن حقائق الواقع ونشير صراحة إلى عيوبنا وأمراضنا، يعتبر البعض أننا نحبط الناس، ربما هو محق في ذلك، ولكن أليس سكوتنا عنها أو تجميلنا لها نوعاً من الكذب على أنفسنا وعلى الناس، دون أن يكون لنا أي وزن أو تأثير على أرض الواقع، ودون أن يكون لتجملينا لها قيمة أو فائدة في تغيير هذا الواقع؟.
ماذا جنى الجزائريون من السكوت عن الفساد؟. ماذا جنينا من تجاهلنا لقضايا الشأن العام وتفرغنا للشأن الخاص؟. ماذا جنينا من سكوتنا عن انتشار الفكر الديني المتطرف؟. ماذا جنينا من سكوتنا على الخطأ عموماً؟.. ذلك الذي يبدأ برشوة صغيرة لموظف حكومي، ولا ينتهي بسرقة المال العام ونهب ثروات الوطن والمواطن؟. ماذا جنينا من سكوتنا عن تجفيف الحياة السياسية في البلد وغياب أو تغييب التداول السلمي الديمقراطي للسلطة؟. ماذا جنينا من سكوتنا عن قمع الحريات وانتهاك الحقوق؟. ما حصيلة السكوت عن كل ذلك وغيره من القضايا العامة التي تمس بصورة مباشرة حياة كل مواطن في هذا البلد؟.
أنا أرى أننا ندفع في هذه المرحلة من تاريخنا ثمن سكوتنا لعقود طويلة عن كل ذلك، وهو ثمن باهظ جداً جداً جداً على ما أعتقد، وب فإن الحديث صراحة عن هذه الحقائق كما هي ودون مساحيق تجميل، ليس فقط حق لكل جزائري بل واجب وطني على كل جزائري