نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم السبت في موقعها الالكتروني وثائق شخصية لجنود مصريين قتلوا خلال حرب 1967، وقام أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي بنزع وثائقهم الشخصية والاحتفاظ بها في منزله.
وحسبما ذكر احدي الموقع الالكترونية، فان هذه الوثائق موجودة لدى احد الاسرائليين، والذي يدعي أنه ينوي أن يعيدها إلى مصر بعد سنة ونصف من وفاة والده، الذي كان يلقب بـ"بينج الضخم" والذي شارك في الحرب في وحدة المظليين، وقام بجمع هذه الوثائق من جثث جنود مصريين سقطوا خلال الحرب وتتضمن هذه الوثائق بطاقات شخصية ومذكرات شخصية وصورا لشبان مصريين.
إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ما نشر في "يديعوت أحرونوت" لم يتضمن كيف وأين قتل هؤلاء الجنود، إلا أنه من غير المستبعد أن تكون لهذه الوثائق صلة بالمذبحة التي نفذتها وحدة "شاكيد" في نهاية حرب 1967، وراح ضحيتها 250 جنديا مصريا.
وكانت إسرائيل قد عرضت فيلما وثائقيا عام 2007 عن جرائم حرب ارتكبت ضد جنود وضباط مصريين أثناء حرب 1967،اطلقت عليه "روح شاكيد"، يتناول طبيعة عمل هذه الوحدة الخاصة التي كانت تعمل علي الحدود الجنوبية تحت قيادة بنيامين بن إليعازر, وكانت من مهامها حماية المستوطنات الإسرائيلية في قطا
إحدى الوثائق التي نشرتها الصحيفة
ع غزة وسيناء من الفترة من1954 حتي عام1968 مع بداية حرب الاستنزاف.
وأثار الفيلم عند عرضه غضبا عارما على المستويين الرسمي والشعبي، حتى أن الرئيس المصري حسني مبارك قال ان مصر لن تترك هذه الجرائم تمر دون عقاب.
في عام 1995، نقلت صحيفة "الأهرام" مشاهدات لبعثة استكشافية أرسلتها إلى صحراء سيناء أكدت العثور على مقبرتين جماعيتين يروي شهود عيان أنهما تضمان رفات أسرى حرب مصريين عزل قتلوا برصاص جنود "إسرائيليين" في حرب عام 1967.
وجاء في تقرير البعثة إن أفرادها عثروا على بقايا عظام بشرية في مقبرتين حفرتا في قاعدة جوية بوواد صحراوي قرب مدينة العريش الساحلية على مسافة نحو 300 كيلومتر شمال شرق القاهرة.
وأفاد عبد السلام موسى وهو رقيب أول سابق في أحدى قواعد الدفاع الجوي على خمسة كيلومترات من العريش والذي قام بدور الدليل للبعثة? انه كان بين مجوعة من الأسرى المصريين شاهدوا "الإسرائيليين" وهم يقتلون أسرى مصريين آخرين بالرصاص في 7/حزيران 1967.
وثائق وصور لبعض الجنود المصريين
وقال: "رأيت طابورا من الأسرى بينهم مدنيون وعسكريون. أطلقوا عليهم الرصاص دفعة واحدة. وبعد موتهم أمرونا بدفنهم".
وفي وادي الميدان على 27 كيلومترا من العريش كشف البدو للبعثة موقعا أكدوا إن "الإسرائيليين" قتلوا فيه 30 أسير حرب مصريا اعزل.
وقال احد البدو ويدعى الشيخ سليمان مغنم سلامة: "جاءت حافلات محملة بجنود وقفت إحداها ونزل منها نحو 30 جنديا مصريا وفتح اليهود عليهم الرشاشات على أمتار من طريق الإسفلت في وادي الميدان".
وأضاف انه بعد رحيل الإسرائيليين تولى البدو دفن الأسرى المصريين. وأوضحت الصحيفة إن عمليات الحفر في الموقع أسفرت عن اكتشاف بقايا عظام بشرية وجماجم تحلل معظمها بفعل العوامل الطبيعية. وروى سكان محليون للبعثة واقعتين قتل فيهما جنود إسرائيليون جنودا مصريين بعد استسلامهم.
على نفس الصعيد أجرت صحيفة الجمهورية القاهرية في شهر اكتوبر/تشرين الاول عام 1995، تحقيقا من سيناء حول جرائم قتل إسرائيل للأسرى المصريين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين في حربي 1956 و 1967 تضمن شهادات شهود عيان.
ونقلت الصحيفة عن الحاج حسن حسين المالح (65 سنة).. بحكم مسكنه المجاور لمنطقة النخيل بالقرب من منصب الوادي حيث شاطئ البحر بمنطقة أبو صقل قوله إن الجنود الإسرائيليين كانوا يجمعون الأسرى المصريين بهذه المنطقة بعربات النقل ويوهمونهم بأنهم سينقلونهم في أتوبيسات للتوجه إلى منطقة القناة.. ويأمرونهم بالوقوف صفوفا ووجوههم متجهة إلى البحر ثم يطلقون عليهم الرصاص ويتركونهم قتلى ويغادرون المكان.
وأكد إن ذلك قد حدث في منتصف شهر أغسطس 1967. وأضاف إن هذه الجثث ظلت على سطح الأرض أكثر من 10 أيام حتى تمكن بعدها أهالي المنطقة من دفنها في هذه المنطقة.
ويقول الحاج حسن المالح انه كان يوجد شيخ كبير من أبي صقل بالعريش يبلغ من العمر 80 عاما وحينما كان في طريقه إلى المسجد ليؤدي الصلاة أطلقوا عليه الرصاص إمام باب المسجد دون إن يقترف أي ذنب وكان يسير خلف هذا الشيخ بائع متجول يبيع الحلوى للأطفال لم يتركوه أيضا وأطلقوا عليه الرصاص.
وشاهد أمام منطقة الوادي إن جنود الاحتلال كانوا يأمرون الأسرى بحفر قبورهم بأيديهم والانبطاح على الأرض ثم تسير الدبابات فوقهم. وأكد انه كان يوجد ضابط مصري اسمه "احمد" جاء إلى مسجد السلام بابي صقل ورفع إشارة بيضاء للاستسلام ليكون في عداد الأسرى ورغم ذلك أطلقوا عليه 6 طلقات رصاص فمات. ويقول شاهد العيان إن جنود الاحتلال تربصوا لبعض الجنود المصريين إثناء عودتهم من ساحل البحر على بعد 100 كيلومتر من العريش وقاموا بعمل كمين لهم وتمكنوا من جمعهم ثم قتلوهم جميعا وهم يجلسون على الأرض رافعين أيديهم لأعلى.