يوميات أمي
قرية كفر سعد لها في التاريخ نصيب كبير فقيل أن هذه القرية منذ ثلاثمائة عام ....,
وانا جالس مع أمي في يوم الأربعاء الأول من أبريل 2015م ــ وهي بيضاء اللون كان لها نصيب كبير من الجمال في شبابها وما زال لهذا الجمال أثار عليها فهى تناهز الخامسة والسبعين من عمرها فهى من مواليد 1940م ,فجلست معها في هذا المساء أقول لها احك لي التاريخ كما عايشتيه أنت بكل صدق فهى ليست محسوبة على أي حركة سياسية فلا تعرف شيئاً عن السياسة فهى مواطنة مصرية معجونة بطين هذه الأرض المباركة فهى ليست كاتبة سيناريو, ولا قصاصة ولا أي شيئ فأنا عندما أكتب عنها لإنا أكتب بحياد شديد .
قرية كفرسعد تبعد عن مدينة السنبلاوين بخمسة عشر كليومتراـ أصول عائلة أمي من قرية البهنسة ـ مركز بنى مزار ـ محافظة المنيا ومازال لها أقارب في قرية البهنسا إلى الأن .
فهى تقول جدي إبراهيم كان له أربعة أولاد محمد ,عبدالعليم , علي ’ سليمان هاجر بهم من قرية البهنسة إلى كفر سعد من أعمال الدقهلية بسبب كانت الحكومة تقبض على الشباب بالقوة الجبرية وترحلهم إلى شركة قناة السويس العالمية لحفرها وكانوا يسمون ذلك بالتعبير الدارج (فحير البحر ) فهو من أجل عدم القبض على أولاده هاجر بهم من السخرة والذين أرشدوه إلى قرية كفرسعد أقارب له في قرية البقلية من أعمال الدقهلية أيضاً وأشاروا عليه بذلك لأن قرية كفرسعد بعيدة جداً عن يد الحكومة والسلطة العسكرية لا تستطيع الوصول اليها ولذلك فمن أجل أن ينجو بنفسه وأولاده أتى وإستوطن كفر سعد في عام 1862م .وله أربع بنات هن (عاقلة , حابسة , سرية , سناجق ) واشترى أراض بكفر سعد التي توفي بها ومن كثرة أمواله وأراضيه تولى ابنه محمد ابراهيم عمدة كفرسعد , ومحمد أنجب (عبدالعزيز , عبدالوهاب , عبدالرحمن , عبدالحافظ )وأنجب أربع بنات ( محفوظة , أمارة , دولت , زينب ) .
عبدالعزيز هذا كان له نصيب من التعليم حتى وصل للمرحلة الثانوية الأزهرية بمعهد الزقازيق الأزهري , وكان زميلاً للشيخ محمد متولي الشعراوي وعبدالعزيز أنجب فريال بنت عبدالعزيز أنا - حاكية القصة – وكان سبب التسمية أنه كان مثقفا فكان يقرأ الجرائد وعنده راديوا يسمع فيه الأخبار وأحضره في بيته سنة 1936م بعد افتتاح الاذاعة المصرية في عام 1934م فسمع أن الملك فاروق أطلق اسم فريال على بنت له مولودة فسميت على إسم الأميرة فريال بنت الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان معنى ذلك أن الملك فاروق – في وقتها كان محبوبا من الشعب حتى أن الناس كانت تطلق أسماء بنات الملك على بناتها .
تم الميلاد في شهر يناير عام 1940م وكان أبي يتسم بالشطارة وحب التجارة حتى أنه نمي ثروة العائلة فكان تاجرا ناجحاً وفلاحاً ناجحا وخطيباً وإماما لهذا المسجد الذي بناه هيكل باشا صاحب عزبة هيكل التي أطلقت عليها عزبة السباع التي تبعد 1 كم عن كفرسعد.
كانت الزراعة هى المهنة الريئسة في البلدة وكانت هى الميزان الذي يوزن به الناس من معه أرض كان من الأغنياء والذي لا يملك أرضا كان من الفقراء وكان يعمل عند أصحاب الأطيان والأملاك والزراعة كانت مقسمة بين الخواجات واصحاب الأراضي المصريين اما عن أسماء الخواجات فمنهم الخواجة سرنت ,والخواجة الرطل , والخواجة سمعان .
أما عن أشهر أصحاب الأراضي المصريين الذين أعرفهم عباس باشا ووالدي اشترى منه ثمانية أفدنة قطعة واحدة وعباس باشا اشترى بثمن الأرض دارسينما بدكرنس حتى أن جدتي نبيهة قالت لأبي : كيف أن عاقلاً يبع الأرض ويشتري سينما فكانت مندهشة من فعله لأن هذا يدل على الفشل فالأرض أفضل من السنما عشرات المرات .التحقت في سنة 1947م بالمدرسة التى كانت عبارة عن بيت ريفي بحوش واسع وهو عبارة عن 4 حجرات ثلاثة فصول ومكتب للأفندية والذي أتذكره من المدرسة وأنا في السنة الثانية من المرحلة الإبتداية : هيئة التددريس ( سليم أفندي من الشرقية , أحمد أفندي من المنوفية , محمد أفندي من محلة دمنة بالدقهلية , عبدالرحيم أفندي حضرة الناظر من دكرنس ) ,,,,,,,,,,,,ونكمل القصة في وقت لاحق