تقرير عن فيلم "حياتي مبهدلة" للمثل محمد سعد
تلقيت دعوة من أحد الأصدقاء لمشاهدة فيلم محمد سعد الجديد والذي تشاركه البطولة فيه الفنانة نيكول سابا. والحقيقة أنني من عشاق محمد سعد وكنت متحمسا لمشاهدة الفيلم ظنا مني بأن مستوى الفيلم سيكون جيد بعد التجربة السيئة التي مررت بها عند مشاهدة فيلم تتح الذي أعتبره اتفه الأفلام في تاريخ السينما العربية.
بعد وصولي للسينما ومشاهدة الإعلانية التي أعتبرها أحسن شيء في هذا الفيلم ظننت أن القصة ستكون على الأقل لها معنى حتى ولو غابت الكوميديا فلا يهم كثيرا. فعندما يستمتع المشاهد بقصة لها معنى وحبكة وبأدوار مكتوبة بشكل جيد فهو يراعي ضعف الكوميديا في الفيلم ويلتمس الأعذار للقائمين على العمل.
لكن الحقيقة اني لم استطع إكمال اكثر 30 دقيقة غصبا عني وبعدها قررت ترك القاعة والخروج حتى لا أضيع وقتي مع شيء تافه لا يمكنني حتى تسميته فيلم سينمائي فهو لا يرتقي حتى لأن يكون حلما او هلوسات لطفل في الخامسة من عمره.
رأي في فيلم حياتي مبهدلة بالتفاصيل
في الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ ولكن يمكنني تلخيص رأيي بأنني شاهدت 30 دقيقة من التفاهة، في البداية دعوني أتكلم عن الشخصيات.
شخصيات الفيلم ليس لها اي منطق نهائيا في البناء، فكيف لشخص متخلف عقليا أو يعاني من مرض يمنعه من الكلام بشكل صحيح وحتى أنه يعاني من مشاكل في النظر أن يصبح حارسا لمبنى تجاري عريق. ولو تغاضينا على هذه النقطة لأن الفيلم هدفه إضحاك الجماهير، فهناك أمور كثيرة ليس لها أي ضرورة ولا أي معنى وهنا سأنتقل للحوار والقصة.
الحوار في هذا الفيلم يذكرني بكرتون الأطفال الذي كنت أجده تافها في صغري وأرفض مشاهدته، وهو ذلك الحوار الذي يقحم فقط لرفع عدد الجمل التي ينطقها الممثل. وهناك العديد من المشاهد التي يمكن مشاهدة هذا الأمر بها جليا، ولعل أهمها مشهد حقلة عيد ميلاد "نيكول سابا" حين دخل محمد سعد ومباشرة وجدنا بيده أطباقا كثيرة وذهب لركن وحده حتى يبدأ في الأكل والحديث عن حبه للبطلة في مشهد من الصعب وصفه بالتفاهة والغباء فهو أقل من ذلك بكثير. ولا أعرف لماذا يقحم هذا المشهد على الفيلم رغم أنه ليس له أية ضرورة. فكان بالإمكان جعل الأمر طبيعي وإقحام بعض الإيفيهات في الحوار أو إدخال نوع من سخرية الحاضرين من ملابس محمد سعد أو طريقة تصرفه كشخص غريب الأطوار وذلك بجعله يدخل كأي ضيف ويجلس وسط أسرة راقية وهنا ستكون الكوميديا أفضل وأرقى بكثير.
أما فيما يخص القصة فهي بالأساس لا يمكن تسميتها قصة فلا يوجد أي بناء درامي ولا حتى بناء من أي نوع يمكن أن يعطينا قصة. حيث أن البطل يظهر وهو يحب البطلة بدون أسباب ويعامل صديقتها بأسلوب حقير أيضا بلا أسباب. وهذا بغض النظر عن مشهد المكافئة التي حصل عليها محمد سعد عند القبض على عصابة إجرامية والمثير للشفقة حقا "على الكاتب وكل طاقم الفيلم" أن مشهد القبض على العصابة كان في النهار وأمام أعين الجميع والمشهد بأكمله لا يوجد به أي منطق على الإطلاق. فالبطل خرج مبارة لصديقه الحارس الذي دعاه لمشاهدة أشخاص ينقلون البضائع من المحل لسيارة شحن صغيرة وهم على بعد أمتار قليلة منه. وبدل أن ينادي باقي الحراس الذين ظهروا في المشهد الأول ليطوقوا المكان ويقبضوا على العصابة، قام البطل بأخد مفاتيح السيارة وهو لا يجيد القيادة ولا يرى أمامه جيدا في مشهد كوميدي كما أراده القائمون على العمل ولكنه في الحقيقة مشهد ضعيف جدا عندما تربطه بالحدث ككل. والغريب انه بعدما كسر سيارة العمل وكسر سيارات أخرى حصل على مكافئة على فعلته والغريب ايضا ان المكافئة جات في نفس اللحظة..هذا مع إقحام مشهد لصحفي من قناة الجزيرة بشكل فج لا علاقة له بالموضوع أساسا. لمجرد إقحام فكرة ان الجزيرة تحرض ضد الجيش المصري..
وطبعا لن أنسى تفاهة المشاهد التي رأيتها قبل خروجي وهي محاولة لخلق جو من الرعب الكوميدي الذي يمكن وصفه بأنه مجرد ترهات..
في المجمل أكملت 30 دقيقة في الفيلم وهذا كان أكبر إنجاز اقوم به ولا أدري لو أكملت الفيلم كيف ستكون ردة فعلي. فقد أكون الآن أطرح عليهم ضعف ما طرحت من مشاهد ضعيفة.
في الحقيقة مع كل فيلم جديد ينحذر مستوى محمد سعد أكثر من ذي قبل. فبعد فيلم "اللمبي" وفيلم "اللي بالي بالك" وفيلم "عوكل" لم أجد إلى الان عملا يستحق المشاهدة ويكون به على الأقل قصة بسيطة يستمتع بها المشاهد. فكل الأفلام التي يقدمها أصبحت عبارة عن نكت ومشاهد مفتعلة يتم حشرها بشكل ساذج مع شخصيات يحاول محمد سعد ابتكارها وفي المجمل كلها شخصيات رائعة تحتاج فقط لقصة وأحداث حتى وإن كانت غير كوميدية فباستطاعة محمد سعد أن يقحم بعض المشاهد المضحكة والحركات والعبارات التي تمتع المشاهد. أما ما نراه فعليا فهو مجرد مضيعة للوقت ومجرد تفاهات لا ترتقي لتسميتها أفلاما.
في الختام أقول بأني محبط من هذا العمل كما كنت محبطا من فيلم "تتح" الذي يعتبر بدوره عملا تافها لا يرتقي لمستوى الفيلم الكوميدي. وكنت اظن ان فيلم "تتح" هو اتفهم فيلم في تاريخ السينما ولكني بعد مشاهدة فيلم "حياتي مبهدلة" غيرت رأي لأن هذا الفيلم تفوق عليه في التفاهة. وكل ما أتمناه هو أن أرى محمد سعد يعود لرشده ويحسن من اختيار اعماله ولا يجر وراء فقط بل يجب أن يركز في اختيار القصة ويبني عليها شخصية جديدة تناسبها وليس العكس.