فقد ذكر الله سبحانه وتعالى أمر السجود فى العديد من السور بالقران الكريم، فقال تعالى "واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس قال أأسجد لمن خلقت طينا" الاسراء.
وقال تعالى فى سورة الأعراف "ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين"، وقال تعالى فى سورة ص وسورة الحجر "فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين".
فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً، وكان سجودهم لله تعالى عبودية، ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه".
فقد أمر الله الملائكة وابليس السجود لادم تكريما للبشر، وذلك لأن الجن أكثر عدة وأقوى وقادر على الاختفاء ولكن البشر لا يملك هذا، فلذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يكرم البشر على الجن بأن يسجد لك، ولكن السجود يبقى لله الواحد القهار.
وروى الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرائع بسنده عن الإمام الصادق قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم وحضرت الصلاة أذن جبرئيل وأقام للصلاة فقال "يا محمد تقدم، إننا لا نتقدم على الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم".
فأمر الله بالسجود لآدم لكشف حقيقة إبليس، وكشف ما في نفسه من الكبر، ولولا هذا لبقي آدم في الجنة، ولما فتنه الشيطان بعد ذلك، ولما هبط إلى الأرض، ولما كان في الأرض خليفة كما أخبر الله تعالى الملائكة بذلك.
وأن الله أراد بهذا السجود تعليم آدم عليه السلام العبادة، وتعليم آدم عليه السلام العبادة لا يكون من الله مباشرة، بل من عبد آخر لله يكون مثله، وقد علم جبريل عليه السلام "كبير الملائكة" محمدا صلى الله عليه وسلم الصلاة، وباقي العبادات.
أما تعليم آدم عليه السلام الكلام والأسماء فكان من الله مباشرة، ولم يكلف أحدا من الملائكة، لأن الله يريد من البشر ذرية أبيهم آدم عليه السلام أن يكلموه مباشرة ويتوجهوا إليه بالدعاء، ولا يجعلوا بينهم وبين الله أحدًا ولو كان من الملائكة المقربين أو الأنبياء المرسلين.
فلذلك حذرنا الله سبحانه وتعالى من عمل الشيطان الذى يصد الانسان عن عبادة الله وقد طرده الله من الجنة ومن رحمته، فندعوا الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويتجاوز عن سيئاتنا.