من سيفوز بموبنيل ؟ سؤال يتردد كثيرا ليس فقط فى الأوساط المتخصصة من رجال أعمال او خبراء أسواق المال او حتى المتعاملون فى البورصة إنما أصبح المواطن العادي يطرح نفس السؤال !! ربما لإن المصريون كشعب عاطفى يتعاطف مع ساويرس ؟ او لإن المشترى شركة فرنسية وموبينيل مصرية وبالتالى تولد لدي المصريون ذلك الشعور الغريب بالإحتلال ؟ القضية لم تعد قضية شركات عملاقة او حرب لرجال أعمال إنما القضية اصبحت قضية رأى عام تشغل بال كل المصرين !! والغريب أن "موبينيل" هى الإستثناء للقاعدة الشهيرة ان العداء دائما موجود بين طبقة الاغنياء والطبقات البسيطة ومحدودة الدخل !!
ولعل ما جعل "موبينيل " تحتل إهتمام المصريين تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس رئيس مجلس الإدارة انه لم يعلم بقرار الهيئة العامة للرقابة المالية بالموافقة على العرض المقدم من فرانس تليكوم إلا من الصحف وانه فوجئ بهذا القرار خاصة وإن الهيئة قد رفضته لثلاث مرات متتالية من قبل !! قائلا "لن اترك عن موبينيل لفرانس تيلكوم إلاعلى جثتى لإنها شركتى ولإنها فى بلدي ولم اتنازل عن سهم واحد منها !! "
لافتا إلى أنه أول شخص يحترم القانون، رغم أن قرار الهيئة يتناقض مع قوانين سوق المال، و أن الهيئة سمحت للشركة الفرنسية بالشراء بسعرين، كما أن الشركة الفرنسية عند دخولها مزايدة التحكيم الدولى أمام ساويرس والمساهمين فى موبينيل أعطت سعر غير واقعى وأعلى من أسعار موبينيل، وأجلت الدفع ثلاث مرات ما يتنافى مع قوانين سوق المال، وفجأة توافق سوق المال على بيع الأسهم فى مخالفة واضحة للقوانين.!!
ولم يكتفى ساويرس بتصريحاته النارية انما قام بالطعن على قرار الهيئة الثلاثاء الماضي من خلال مذكرة تظلم فى محاولة منه لوقف أو تأجيل قرار الهيئة خاصة وأن عرض شراء فرانس تليكوم قد بدأ بالفعل وسيستمر حتى نصف الشهر القادم
فيما قدمت نسخة من خطاب موجه من شركة "أوراسكوم تيليكوم" للبورصة تم حجبه بدون سبب واضح خلال جلسة كاملة للتداول يوم الأحد، بشأن إصدار تعليمات لسمسار الأوراق المالية الخاص بها شركة "أراب فينانس"، بسحب وإغلاق ملف بيع أسهم موبينيل للاتصالات لدى بورصة الأوراق المالية المصرية. وأكد مصدر بشركة "أوراسكوم" رفض ذكر اسمه، أن البورصة لم تقم بالإعلان عن الخبر طوال الجلسة، وأنها حجبته عن شاشات التداول.
الخطاب تضمن توضيح أن "أوارسكوم تيليكوم" قامت بإخطار "فرانس تيليكوم" وشركاتها التابعة بأنه فى حال قيامها بالمضى قدماً فى تقديم عرض الشراء الإجبارى، فإنها تفعل ذلك على خلفية أن هذا العرض لم يتم التقدم به وفاءً لأى التزام نابع عن حكم التحكيم المشار إليه، وأن شركة فرانس تيليكوم وشركاتها التابعة لا يجب أن تفصح للسوق غير ذلك.
فى حين برر مصدر مسئول بالبورصة المصرية أن الخبر تم نشره على شاشة البورصة فى نهاية تعاملات الأحد، نظراً لأن بيانات الصفقات الكبرى يتم إذاعاتها بعد انتهاء التداول فى نهاية الأحد حتى لا يحدث ارتباك فى السوق بين المستثمرين الامر الذي يؤكد وجهة نظر ان صفقة "موبينيل " تسير بشكل غريب وغير منطقي !!
ومن ناحية اخرى لم تقف " فرانس تيلكوم " عند هذا الحد فخرج هشام العلايلى، نائب رئيس شركة "فرانس تيليكوم" لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليؤكد أن الاجتماع الذى تم عقده بين مسئولى شركة "فراس تيليكوم" و"أوراسكوم تيليكوم" هو لطرح خيارات وإيجاد بدائل وحلول للخروج.
وأكد أن زيادة مدة النزاع يمكن أن تؤثر على شركة "موبينيل"، رافضا الإفصاح عن الخيارات المطروحة مشددا على أن عدم الإفصاح يعتبر مصلحة طالما لم نصل إلى حلول لتجنب سوء الفهم، وأوضح العلايلى أن حوارنا مع أوراسكوم ليس معناه التنازل عن حقنا بتنفيذ حكم التحكيم الدولى فهذا حق منحه لنا القانون فليس نحن من ذهب إلى التحكيم، وأكد أنه سيتم عقد أكثر من اجتماع بين مسئولى الشركتين.
وردا على عزم "أوراسكوم" تقديم تظلم إلى هيئة الرقابة المالية قال العلايلى إن كل شركة من حقها عمل الإجراءات والطرق القانونية المناسبة التى تراها فى صالحها لافتا إلى أن موقف شركته سليم رافضا التعليق على الإجراءات التى ستتخذها شركته فى حال قبول تظلم أوراسكوم.