بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا فعلت بأخيك هابيل .... ياقابيل
ادم عليه السلام ينزل وأمنا حواء من السماء --- من الجنة --- الى الارض ... أرض الشقاء --- الظلم ---
الفساد ...
ينزل جبريل عليه السلام .. يعلمهما كيفية الحياة على الارض ... والاهم كيفي سيتناسلون ...
تلد أمنا حواء أول توأمين ( هابيل ) و ( ليونا ) .....
وبعدهما تلد التوأمين الاخرين ( قابيل ) و ( اقليما ) .....
اقليما تملك الجمال الخارق ____ الانوثة بكل معناها .. شقيقة هابيل ...
ليونا أنثى بدون جمال ... شقيقة قابيل ....
يكبر الاطفال .. هابيل .. قابيل .. ليونا .. اقليما .. ويأتي موعد زواجهم ... يأتي الامر الالهي ..
هابيل ستكون زوجته اقليما ( شقيقة قابيل )... وقابيل ستكون زوجته ليونا ( شقيقة هابيل ) ...
انها حكمة الله .. يخبرهم ادم بذلك .. انها رسالة الله حملها اليه جبريل الامين ....
ادم يحب هابيل .. انه طيب القلب .. حنون .. كريم ... هابيل يستحق اقليما الجميلة ..
رفض قابيل الامر .. كان الشيطان بجانبه .. وراء كلماته .. ينخر به كما ينخر السوس الخشب ..
اقليما ذات الجمال يجب أن تكون لك .. اقليما من حقك .. لقد أتت معك في نفس الحمل ...
هي لك ... هي لك ... هي لك ...
صرخ قابيل على مدى صوته ... اقليما لي .. أنا أولى بها .. كانت معي في بطن أمي .. خرجنا معا ....
نسي أمر الله .. أصبح يتكلم بلسان الشيطان ..
انها لي ---------- انها لي ------------
أخبر ادم ابنه قابيل أن شقيقته لا تحل له ... انها ارادة الله ...
لا .. انها لي ... انها لي ....... اقليما لي ...
ترك ادم الحكم لله .. وكان الامر الالهي ..
ليقرب كل منكما قربانا الى الله ... من تقبل الله منه كان على الحق ...
ترك ادم الفصل بالمر للسماء ...
غراب ينعق .. يذهب ويعود ... نعيقه يملأ الارجاء ...
هابيل يأتي بكبش سمين لا عيب فيه .. يصعد الجبل ويضعه ... ويعود ... ينتظر علامة السماء ...
يأتي قابيل بحزمة من القمح الاخضر الذي لم ينضج بعد .. يصعد الجبل .. يضع ما بيده .. وينتظر ..
اتبخل بقربانك على الله ياقابيل ......
تهبط نار قوية من السماء .. تلتهم قربان هابيل ... الكبش السمين ...
يسجد هابيل لربه شكرا ... انها علامة القبول لقربان هابيل ...
يفرح ادم في داخله ... ان هابيل كريم .. يستحق ان تكون اقليما له ....
قابيل ينظر ... الغضب يملأ صدره .. يصرخ بأعلى صوته .. لأقتلنك ..
لقد تقبل الله من أحدهما ولم يتقبل من الاخر ....
قال هابيل .. ان الله يتقبل من المتقين ...
تمتم قابيل .... لأقتلنك ...
عاد هابيل الى كوخه وهو يقول له -- لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك ان
أخاف الله رب العالمين -- اني اريد أن تبوء باثمي واثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين .
يتزوج هابيل من اقليما الجميلة ... هابيل سعيدا .. تمر الايام .. يظهر حمل اقليما .. يرى قابيل حمل زوجة
هابيل ... ينفجر الحقد بداخله ...
كانت نفسه قد طوعت له قتل أخيه هابيل ...
يعود هابيل من عمله تعبا ... يدخل كوخه .. ويستلقي على الارض ويذهب في نوم عميق ...
كانت الشمس ذاهبة الى مغيبها ... والسماء تزداد احمرارا ... أمر عظيم تنتظره السماء ....
قابيل يأتي حاملا عظمة فك حيوان مدببة ...... كان أول سلاح في الارض ...
يدخل الكوخ .. يجد هابيل نائما ... يرفع سلاحه ويهوي به على رأس أخيه ... يملأ الدم المكان .. يتطاير
على قابيل ... السماء تزداد احمرارا ... يكمل قابيل ضرباته على رأس أخيه ...
أصبح لون السماء أحمر ... سكن الجسد ... مات هابيل ..
الغراب ينعق ... نعيقا شديدا يهتز له المكان ....
ماذا فعلت بأخيك هابيل يا قابيل ....
ارتعش قابيل ... ماذا يفعل الان ... النسور تحوم في السماء على رائحة الدم ..
يحمل قابيل أخاه على ظهره ... يسير به على غير هدى ... الوحوش تراقبه .... رائحة الدم تملأ المكان
يحط أمامه غراب قاتل يحمل غرابا ميتا ... ينقر التراب بمنقاره وأرجله ... يحفر حفرة .. يضع الغراب الميت
ويهيل عليه التراب ... ينعق ويذهب أعلى الشجرة ...
يرى قابيل ما صنع الغراب ... يصرخ ....
ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي ......
هل كانت صرخة ندم ........... حفر قابيل حفرة كما علمه الغراب ... ووضع أخيه فيها وأهال التراب عليه ...
انه أول قبر للانسان ... عاد قابيل الى حياته ...
وضعت اقليما حملها ... انه من ذرية هابيل الرجل الطيب ... الكريم ... الذي تقبل الله قربانه ولا يتقبل الله
الا من المتقين .....
واستمر نسل هابيل من اقليما الى اليوم ......... واستمر معه نسل قابيل من ليونا أيضا ....
وامتلأت الدنيا بنسليهما الى اليوم
ويستمر الصراع بينهما
وتتكرر المأساة
الى ان يرث الله الارض ومن عليها