بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الأفاضل هذه بعض من الأحاديث الطوال عن سيدنا المصطفي و التي رواها الصحابه و قد اخترت بعض هذه الأحاديث و هي من كتاب الأحاديث الطوال الملحق بالمعجم الكبير للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني
الكثير منها ربما لم نقرأها من قبل ... و الله عز و جل أعلي و أعلم
إسلام عدي بن حاتم يكنى أبا طريف رضى الله تعالى عنه
[ 1 ] حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي البصري قال ثنا يحيى بن محمد بن السكن قال ثنا إسحاق بن إدريس الأسواري قال ثنا سلمة بن علقمة المازني قال ثنا داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن عدي بن حاتم قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهاجر إليها جعل يبعث السرايا فلا يزال إبل قوم قد أغارت عليها خيلة فلما رأيت ذلك قلت والله لو خلفت إجمالا من ابلى فكانت تكون قريبا فوالله ما شعرت ذات يوم إذ راعي الإبل قد جاء يعدو بعصاه قلت ويلك ما لك قال أغير والله على النعم قلت من أغار عليها قال خيل محمد قلت لنفسي هذا الذي كنت أحذر فوثبت أرحل اجمالي أنجو بأهلي وكنت نصرانيا ولي عمة فدخلت فقلت ما ترى يصنع بها وحملت امرأتي وجاءتني عمتي فقالت يا عدي أما تتقي الله أن تنجو بامرأتك وتدع عمتك فقلت ما عسى ان يصنعوا بها امرأة قد خلي من سنها فمضيت ولم التفت إليها حتى وردت الشام فانتهيت إلى قيصر وهو يومئذ بحمص فقلت اني رجل من العرب وأنا على دينك وان هذا الرجل ليتناولنا فكان المفر إليك قال اذهب فانزل مكان كذا وكذا حتى نرى من رأيك فذهبت فنزلت المكان الذي قال لي فكنت به حينا فبينا أنا ذات يوم إذا أنا بظعينة متوجهة إلينا حتى انتهت الى بيوتنا فإذا هي عمتي فقالت لي يا عدي أما اتقيت الله أن نجوت بامرأتك وتركت عمتك قلت قد كان ذلك فأخبرينا ما كان بعدنا قالت انكم لما انطلقتم أتتنا الخيل فسبونا وذهب بي في السبي حتى أنتهيت الى المدينة وكنا في ناحية من المسجد فمر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القائلة وخلفه رجل يتبعه وهو علي بن أبي طالب فأوما إلي ذلك الرجل ان كلميه فهتفت به فقلت يا رسول الله هلك الولد وغاب الوافد فمن علي من الله عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وافدك قلت عدي بن حاتم قال الذي فر من الله ورسوله ثم مضى ولم يلتفت إلي حتى كان الغد فمر بي نحو تلك الساعة وخلفه ذلك الرجل فأومأ إلي أن كلميه فهتفت به فقلت يا رسول الله هلك الولد وغاب الوافد فمن علي من الله عليك قال ومن وافدك قلت عدي بن حاتم الطائي قال الذي فر من الله ورسوله ولم يلتفت إلي فلما كان اليوم الثالث نحوا من تلك الساعة مر وخلفه ذاك يعني عليا فأومأ أن كلميه فأومأت إليه بيدي أن قد كلمته مرتين فأومأ كلميه أيضا فهتفت به فقلت يا رسول الله هلك الولد وغاب الوافد فمن علي من الله عليك قال ومن وافدك قلت عدي بن حاتم قال الذي فر من الله ورسوله ثم قال اذهبي فأنت حرة لوجه الله عز وجل فإذا وجدت أحدا يأتي أهلك فأخبرينا نحملك الى أهلك قالت فانطلقت فإذا أنا برفقة من تنوخ يحملون الزيت فباعوا زيتهم وهم يرجعون فحملني على هذا الجمل وزودني قال عدي ثم قالت لي عمتي أنت رجل أحمق أنت قد غلبك على شرفك من قومك من ليس مثلك ائت هذا الرجل فخذ بنصيبك فقلت وإنه لقد نصحت لي عمتي فوالله لو أتيت هذا الرجل فإن رأيت ما يسرني أخذت وان رأيت غير ذلك رجعت وكنت أضن بديني فأتيت حتى وصلت المدينة في غير جوار فانتهيت الى المسجد فإذا أنا فيه بحلقة عظيمة ولم أكن قط في قوم الا عرفت فلما انتهيت الى الحلقة سلمت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنت قلت أنا عدي بن حاتم الطائي وكان أعجب شيء إليه أن يسلم عليه أشراف العرب ورؤوسهم فوثب من الحلقة فأخذ بيدي فوجه بي الى منزله فبينا هو يمشي معي إذ نادته امرأة وغلام معها يا رسول الله ان لنا إليك حاجة فخلوا به قائما معهما حتى أويت له من طول القيام قلت في نفسي أشهد أنك بريء من ديني ودين النعمان بن المنذر وانك لو كنت ملكا لم يقم معه صبي وامرأة طول ما أرى فقذف الله في قلبي له حبا حتى انتهيت الى منزله فألقى إلي وسادة حشوها ليف فقعدت عليها وقعد هو على الأرض فقلت في نفسي وهذا ثم قال لي ما أفرك من المسلمين الا أنك سمعتهم يقولون لا إله إلا الله وهل من إله إلا الله وما أفرك من المسلمين الا انك سمعتهم يقولون الله أكبر فهل تعلم شيئا هو أكبر من الله عز وجل فلم يزل حتى أسلمت واذهب الله عز وجل ما كان في قلبي من حب النصرانية فسألت فقلت يا رسول الله انا بأرض صيد وان أحدنا يرمي الصيد بسهمه لم يقتص أثره ليوم أو ليومين ثم يجده ميتا فيه سهمه فيأكله قال نعم ان شاء
[ 2 ] حدثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعبي قال ثنا بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن رجل كان يسمى أيمن أنه دخل على عدي بن حاتم فقال انه بلغني عنك حديث فأحببت أن أسمعه منك قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت من أشد الناس له كراهية كنت بأقصى أرض العرب مما يلي الروم فكرهت مكاني أشد من كراهتي مكاني الأول فقلت لآتين هذا الرجل فإن كان صادقا لا يخفي علي وان كان كاذبا لا يخفي علي فأتيت المدينة فاستشرفني الناس فقالوا عدي بن حاتم عدي بن حاتم فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عدي أسلم تسلم قلت لي دين قال أنا أعلم بدينك منك وما أنت أعلم بديني مني ألست ترأس قومك قال قلت بلى قال ألست تأخذ المرباع قلت نعم قال ذلك لا يحل لك في دينك قال وكان ذلك أذهب ببعض ما في نفسي قال انه يمنعك أن تسلم محاسبة من ترى حولنا وأنك ترى الناس علينا البا واحدا قلت نعم قال أتيت الحيرة قلت لا وقد علمت مكانها قال توشك الظعينة أن تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار ويوشك أن تفتح كنوز كسرى بن هرمز قلت كنوز كسرى بن هرمز قال كنوز كسرى ويوشك الرجل أن يخرج المال من ماله فلا يجد من يقبلها قال فقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار وكنت في أول خيل أغارت على السواد والله لتكونن الثالثة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
إسلام جرير بن عبد الله البجلي رضى الله تعالى عنه
[ 3 ] حدثنا أحمد بن داود المكي قال ثنا إسماعيل بن مهران الواسطي قال ثنا زياد بن عباد المذحجي عن عمر بن موسى عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس فقال يوما يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن عليه مسحة ملك فطلع جرير بن عبد الله البجلي في أحد عشر راكبا من قومه فعلقوا ركابهم ثم دنوا فقال جرير السلام عليكم يا معشر قريش أين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله عليه السلام يا جرير أسلم تسلم ان غلظ القلوب والجفاء والحوب في أهل الوبر والصوف يا جرير انك لا تستحق حقيقة الإسلام ولا تستكمل بعد الإيمان حتى تدع عبادة الأوثان يا جرير اني أحذرك الدنيا وحلاوة رضاعها ومرارة فطامها قال جرير يا رسول الله أدع الله أن يشرح صدري للإسلام فقال اللهم اشرح صدره للإسلام ولا تجعله من أهل الردة ولا تكثر له فيطغى ولا تملي له فينسى قال جرير فما الذي أتيت وإني أريد أن أسألك عنه قال أتيت وأنت تريد أن تسألني عن حق الوالد على ولده ان من حق الوالد على ولده أن يخضع له في الغضب وأن يؤثره في الرضا ومن حق الولد على ولده أن يحسن أدبه ولا يجحد نسبه ان المكافيء ليس بالواصل إنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها فقال والذي بعثك بالحق هذا أردت أن أسألك عنه ما أردت أن أسألك عن شيء غيره أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله قال أين تنزلون يا جرير قال في أكناف ببيشة بين سلم وأراك وسهل ودكداك وحموض وغلاك ونخلة وضالة وسدرة وآءة ونجمة وأمثلة شتاؤنا ربيع وربيعنا لسريع وماؤنا منبع لا يقام ما تحتها ولا يحسر صاحبها ولا يعزب سارحها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما ان خير الماء الشبم وخير المال الغنم وخير المرعى الأراك والسلم إذا أخلف كان لجينا وإذا أكل كان لبينا يسيرا وإذا سقط كان درينا فقال جرير يا رسول الله أخبرني عن السماء الدنيا والأرض السفلى قال خلق الله السماء الدنيا من الموج الملفوف وحففها بالنجوم وجعلها رجوما للشياطين وحفظا من كل شيطان رجيم وخلق الأرض السفلى من الزبد الحما والماء الكبار وجعلها فوق صخرة على ظهر حوت يخرج منها الماء فلو انخرق منها خرق لادرت الأرض ومن عليها سبحان خالق النور قال جرير يا رسول الله أبسط يدك أبايعك فبسط يده فقال يا رسول الله ما أعتقد قال تعتقد أن لا إله إلا الله وأني عبد الله ورسوله قال نعم قال وأن تقيم الصلاة وتؤدي الزكاة قال نعم قال وان تصوم رمضان وتحج البيت قال نعم قال وان تغسل من الجنابة قال نعم قال وأن تسمع وتطيع وان كان عبدا حبشيا قال نعم
[ 4 ] حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي قال ثنا محمد بن مقاتل المروزي قال ثنا حصين بن عمر الأحمس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم اتيته فقال لأي شيء جئت يا جرير قلت جئت لأسلم على يديك يا رسول الله قال الى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة المكتوبة فألقى لي كساءه ثم أقبل على أصحابه ثم قال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه
إسلام أبي ذر الغفاري رضى الله تعالى عنه
[ 5 ] حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي الدمشقي قال ثنا محمد بن عابد قال ثنا أبو طرفة عباد بن الريان اللخمي قال سمعت عروة بن رويم اللخمي يقول حدثني عامر بن كدين الأشعري قال سمعت أبا ليلى الأشعري يقول حدثني أبو ذر قال ان أول ما دعاني الى الإسلام أنا كنا قوما عربا فأصابتنا السنة فاحتملت أمي وأخي وكان اسمه أنيسا الى أصهار لنا بأعلى نجد فلما حللنا بهم أكرمونا فلما رأى ذلك رجل من الحي مشى الى خالي فقال تعلم أن أنيسا يخالفك الى أهلك قال فحز في قلبه فانصرفت من رعية الإبل فوجدته كئيبا يبكي فقلت ما بكاؤك يا خال فأعلمني الخبر فقلت حجز الله من ذلك انا نعاف الفاحشة وان كان الزمان قد أخل بنا ولقد كدرت علينا صفو ما ابتدأتنا به ولا سبيل الى اجتماع فاحتملت أمي وأخي حتى نزلنا بحضرة مكة فقال أخي اني مدافع رجلا على الماء بشعر وكان رجلا شاعرا فقلت لا تفعل فخرج به اللجاج حتى دافع دريد بن الصمة صرمته الى صرمته وأيم الله لدريد يومئذ أشعر من أخي فتقاضينا الى خنساء فقضت لأخى على دريد وذلك أن دريدا خطبها الى أبيها فقالت شيخ كبير لا حاجة لي فيه فحقدت ذلك عليه فضممنا صرمته الى صرمتنا وكانت لنا هجمة ثم أتيت مكة فابتدأت بالصفا فإذا عليه رجالات قريش وقد بلغني أن بها صابئا أو مجنونا أو شاعرا أو ساحرا فقلت أين هذا الذي تزعمونه قالوا هو ذاك حيث ترى فانقلبت إليه ما جزت عنهم قيس حجر فوالله أكبوا علي كل حجر وعظم ومدر وضرجوني بدمي فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصومت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب الا من ماء زمزم حتى إذا كانت ليلة قمراء أضحيان أقبلت امرأتان من خزاعة وطافتا بالبيت ثم ذكرتا أسافا ونائلة وهما وثنان كانوا يعبدونهما فأخرجت رأسي من تحت الستور فقلت احملا أحدهما على صاحبه فغضبتا ثم قالتا أم والله لو كانت رجالنا حضورا ما تكلمت بهذا ثم ولتا فخرجت أقفو آثارهما حتى لقيتا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أنتما ومن أين أنتما ومن أين جئتما وما جاء بكما فأخبرتاه الخبر فقال أين تركتما الصابئ فقالتا تركناه بين الستور والبناء فقال لهما هل قال لكما شيئا قالتا نعم تكلم بكلمة تملأ الفم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انسلتا وأقبلت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه عند ذلك فقال من أنت وممن أنت ومن أين جئت وما جاء بك فأنشأت أعمله الخبر فقال من ما كنت تأكل وتشرب فقلت من ماء زمزم فقال أما انه طعام طعم ومعه أبو بكر رضى الله تعالى عنه فقال يا رسول الله ائذن لي أن أضيفه قال نعم ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأخذ أبو بكر بيدي حتى وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بباب أبي بكر ثم دخل أبو بكر بيته ثم أتى بزبيب من زبيب الطائف فجعل يلقيه لنا قبضا قبضا ونحن نأكل منه حتى تملأنا منه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر فقلت لبيك فقال أما انه قد رفعت لي أرض وهي ذات نخل لا أحسبها الا تهامة فأخرج الى قومك فادعهم الى ما دخلت فيه قال فخرجت حتى أتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر فقالا ما بنا رغبة عن الدين الذي دخلت فيه فأسلما ثم خرجنا حتى أتينا المدينة فأعلمت قومي فقالوا انا قد صدقناك ولكنا نلقى محمدا فلما قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيناه فقالت له غفار يا رسول الله ان أبا ذر قد اعلمنا ما أعلمته وقد أسلمنا وشهدنا انك رسول الله ثم تقدمت أسلم خزاعة فقالوا يا رسول الله انا قد رغبنا ودخلنا فيما دخل فيه إخواننا وحلفاؤنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم سالمها الله وغفارا غفر الله لها ثم أخذ أبو بكر بيدي فقال يا أبا ذر فقلت لبيك يا أبا بكر فقال هل كنت تأله في جاهليتك قلت نعم لقد رأيتني أقوم عند الشمس فلا أزال مصليا حتى يؤذيني حرها فأخر كأني خفاء فقال لي فأين كنت توجه قلت لا أدري الا حيث وجهني الله حتى ادخل الله علي الإسلام
يتبع بإذن الله و عونه