دأت القصة كما يروي الضحايا عندما كان المتهم «هيثم .ع » يعمل في شركات ربحية وهذه الشركات منتشرة علي شبكة الإنترنت ويمكن لأي متصفح للشبكة أن يكسب منها بعض الأموال التي لا تزيد علي دولارات قليلة علي فترات متباعدة، وفجأة قرر أن يدشن منتدي يجمع فيه الشباب من جميع المحافظات للمشاركة في البورصات الإلكترونية، وبالفعل تم إشاء منتدي باسم «الجيل العربي» بدأ من خلاله الحديث عن مضارباته في البورصة العالمية وأن لديه خبرة كبيرة في هذا المجال وعرض علي الراغبين في المضاربة معه أرباحاً فلكية وصلت إلي 60% في الشهر أو 5،2% في اليوم الواحد.
في أسابيع قليلة وصل عدد المشاركين في المنتدي إلي مئات من كل المحافظات، كان يعلن عن طريق المنتدي أنه سيوجد في إحدي المحافظات خلال يوم معين ويحدد المكان الذي سيلاقي فيه ضحاياه ليأخذ الأموال، ولم تكن الأموال النقدية فقط هي وسيلته الوحيدة، فكان يتعامل عبر البنوك الإلكترونية وخدمة كاش التابعة لشركات المحمول والحوالات البريدية، وفي شهر يوليو الماضي أعلن عن تأسيس شركة استثمارات مالية تحمل اسم المنتدي وسجلها كشركة مساهمة مصرية وطرح السهم الواحد بها بدولار واحد وبعد أقل من ثلاثة أشهر وصل ثمنه إلي 250 دولاراً.
شمل نشاط المتهم بالإضافة لمصر تسع دول عربية هي السعودية والمغرب والعراق والجزائر والأردن والإمارات وقطر وسوريا وفلسطين، ووصل عدد المودعين لديه لما يزيد علي 2000 مودع بمبالغ تعدت 25 مليون دولار علاوة علي أرباحها وكان يعلن كل فترة عبر المنتدي أنه افتتح وكالة جديدة في دولة عربية ويضع أرقام تليفونات وحسابات لوكيل له يقوم بجميع المبالغ، ويكون هو الوسيط بينه وبين المودعين حتي أعلن مؤخراً أنه سيفتتح شركة خاصة به بعدما كان يتعامل كوكيل لكبري الشركات العالمية وهذه الشركات تحتاج لرأسمال بحد أدني خمسة ملايين دولار أعلن أنها متوفرة لديه واتضح فيما بعد أنها شركة استثمارات مالية.
بداية السقوط كانت بعد عيد الأضحي، حيث امتنع عن سداد الأرباح للمودعين، ولما زاد إلحاحهم للحصول علي أموالهم، أخبرهم أن البنك المركزي حجز علي ثلاثة ملايين دولار من أمواله، وحدد يوم الثلاثاء الماضي موعداً لرفع الحجز واتفق مع المودعين علي لقائهم في مكتبه بمدينة نصر للحصول علي أرباحهم، ولما توجهوا للمكتب كانت المفاجأة أنه أغلق هواتفه، واختفي عن أنظار الجميع، حتي إن شقيقه حرر محضراً بتغيبه في قسم أول مدينة نصر.