قال الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين: إن بناء الجدار الفولاذى الذى تقيمه مصر هذه الأيام على الحدود بينها وبين غزَّة، عمل محرَّم شرعا، مؤكدا أن المقصود به سدُّ كلِّ المنافذ على غزَّة، للزيادة فى حصارهم وتجويعهم وإذلالهم والضغط عليهم، حتى يركعوا ويستسلموا لما تريده إسرائيل، حسب قوله
وقال القرضاوى فى بيان له اليوم "حين أذيع هذا الخبر أول الأمر أنكرتُ أن يكون صحيحا، وقلتُ: هذا خبر يُراد به الوقيعة بين مصر وأهل فلسطين، وأنكرتْ مصر فى أول الأمر ذلك. ثم فجعنا- ولا حول ولا قوة إلا بالله- بأن الخبر صحيح"
ولم ينكر القرضاوى حرية مصر فيما أسماه "حقُّ السيادة على بلدها" مضيفا أنها حرَّة فيما وصفه "المساعدة على قتل قومها وإخوانها وجيرانها من الفلسطينيين، وهذا لا يجوز لها عربيًّا بحكم القومية العربية، ولا يجوز لها هذا إسلاميًّا بمقتضى الأخوَّة الإسلامية، ولا يجوز لها هذا إنسانيا بموجب الأخوَّة الإنسانية".
وأضاف القرضاوى فى بيانه: "إن القرآن الكريم يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]، والرسول عليه السلام يقول: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله". معنى لا يسلمه، أي: لا يتخلَّى عنه، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما". ولم يقُل: حاصر أخاك، جوِّع أخاك، على أخيك لحساب عدوِّك" ، مضيفا "إن واجبا على مصر أن تفتح معبر رفح لأهل غزَّة، فهو الرئة التى يتنفَّسون منها، هذا واجب عليها شرعا، وواجب عليها قانونا، لا أن تخنق أهل غزَّة وتشارك فى قتلهم، وإنما لجأ أهل غزة إلى هذه الأنفاق ليستطيعوا منها أن يجدوا بعض البديل عن المعبر، المغلق فى معظم الأيام، حتى أمام قوافل الإغاثة الإنسانية، فإذا مُنعوا من هذه الأنفاق، فمعنى هذا أن مصر تقول لهم: موتوا، ولتحى إسرائيل.
وقال القرضاوى فى نهاية بيانه "أرجو من كلِّ أصدقاء مصر أن يضغطوا عليها لتتراجع عن هذه الجريمة التى لا مبرر لها، وأرجو من الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامى الإسلامى أن يتدخَّلوا لوقف هذه المأساة،كما أرجو من مصر التى خاضت حروبا أربعة من أجل فلسطين، ألا تقوم بعمل هو ضدَّ الفلسطينيين مائة فى المائة، وهو لحساب الإسرائليين المتربِّصين مائة فى المائة، وأن تتقى الله فى إخوانها المظلومين المحاصرين، ولتخشَ من حرارة دعوات المظلومين المنكوبين، فإن دعوتهم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الربُّ: "وعزَّتى وجلالى لأنصرنَّك ولو بعد حين".