قصيدة فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
يـا عينَ فيضِ الله والعـرفانِ يَسعَى إليك الخَلقُ كالظَّمآنِ
يا بحرَ فضـلِ المـنعِم المـنّانِ تَهوِي إليك الزُّمْـرُ بالكِيزانِ
يا شمسَ مُلكِ الحـسن والإحسانِ نـوَّرتَ وجهَ البَرِّ والعُمْرانِ
قومٌ رأَوك وأمّـة قـد أُخبـرتْ مِن ذلك البدرِ الذي أصباني
يـبكُون من ذِكر الجمال صبابةً وتألّمًا من لوعـة الهِـجرانِ
وأَرى القلوبَ لدى الحناجرِ كُربةً وأَرى الغروبَ تُسيلها العينانِ
يا من غـدا في نـوره وضِيائـهِ كالنّـيّـرَين ونـوَّر المَلَوانِ
يا بـدرَنا يـا آيةَ الرحـمنِ أَهدَى الهُداةِ وأشجَعَ الشُّجعانِ
إنـي أرَى في وجهكَ الْمـتهلِّلِ شأنًا يفوقُ شمائـلَ الإنسانِ
وقدِ اقتفاك أولو النُّهَى وبصدقِهم وَدَعُوا تذكُّـرَ معهدِ الأوطانِ
قـد آثروك وفارَقوا أحـبابَهم وتباعَدوا من حلقـةِ الإخوانِ
قد ودَّعوا أهواءَهم ونفوسَهـم وتبرَّؤوا من كلِّ نَشْبٍ فـانِ
ظـهَرتْ عليهم بيِّناتُ رسولهم فتَمزّقَ الأهواءُ كالأوثــانِ
في وقت تَرويقِ اللّيالي نُــوِّروا واللهُ نجّاهم مـن الطــوفانِ
قد هاضَهم ظلمُ الأناس وضَيمُهم فـتَـثـبَّتوا بعِناية المـنّانِ
نهَب اللِّـئامُ نشوبَهم وعَقارَهم فتَهـلَّـلوا بجواهـر الفُرقانِ
كسَحوا بيوتَ نفوسِهم وتَبادَروا لِتمتُّع الإيـقانِ والإيـمـانِ
قاموا بإقـدامِ الرسولِ بغَـزوهم كالعاشق المشغوفِ في الميـدانِ
فدَمُ الرّجالِ لِصدقِهم في حُبّهـم تحتَ السيوف أُريقَ كالقربانِ
جاءوك منـهوبين كالـعـريانِ فستَرتَـهم بِمَلاحِف الإيمانِ
صـادَفـتَهم قومًا كرَوثٍ ذِلّـةً فجـعلتَهم كسَبيكةِ العِقْيانِ
حتى انْـثنَى بَـرٌّ كمثل حديقةٍ عَذْبِ الموارِد مثمِرِ الأغصانِ
عادت بلادُ العُرْبِ نحوَ نضارةٍ بعد الوَجى والمَحْلِ والخسرانِ
كان الحـجازُ مَغازِلَ الغِـزلانِ فـجعَـلتَهم فانِينَ في الرحمنِ
شيـئانِ كان القومُ عُمْـيًا فيهما حَسْوُ العُقارِ وكثرةُ النّسوانِ
أما النّساء فحُـرِّمتْ إِنكاحُـها زوجًا له التّحريمُ في القـرآنِ
وجعلتَ دَسْكَرةَ المُـدامِ مُخرَّبًا وأزلتَ حانتَها مـن البلدانِ
كَمْ شاربٍ بالرَّشْفِ دَنًّا طافِحًا فجـعلتَه في الدِّين كالنَّشْوانِ
كَمْ محدِثٍ مسـتنطِقِ العِيدانِ قد صار منك محدَّث الرحمنِ
كَمْ مستهـامٍ لِلرَّشوفِ تعشّـقًا فجذَبتَه جَـذْبًا إلى الفرقانِ
أحييتَ أمواتَ القرون بـجَلوةٍ ماذا يماثلك بـهـذا الشّانِ
ترَكوا الغَبوقَ وبدَّلوا من ذوقـهِ ذوقَ الدّعاءِ بليلةِ الأحـزانِ
كانوا بِـرَنّاتِ الـمَثاني قبلَـها قد أُحصروا في شُحِّها كَالعانِي
قـد كان مَرتَعُهم أغاني دائـمًا طورًا بِغِيدٍ تارةً بـدِنــانِ
ما كان فكرٌ غيـرَ فكرِ غَواني أو شُربِ راح ٍ أو خيالِ جِفانِ
كانوا كمشغوفِ الفسادِ بجهلـِهم راضِـين بالأوساخ والأدرانِ
عيبانِ كان شِعارَهم من جهلِهم حُمْقُ الحمارِ ووَثْبةُ السِّرْحانِ
فطلَعتَ يا شمسَ الهدى نُصحًا لهم لتُضيئَهم من وجهِك النّوراني
أُرسلتَ من رَبٍّ كريم محسِـنٍ في الفتنة الصَّمّاءِ والطُّغيـانِ
يا لَلفـتى ما حسـنُه وجمالُـهُ رَيّاه يُصبِي القـلبَ كالرَّيحانِ
وجهُ المهَيمِنِ ظاهرٌ في وجهـهِ وشـئونُه لـمَعتْ بهذا الشّانِ
فلِذا يُحَبُّ ويستحِقُّ جمالُــهُ شَغَفًا به من زمرةِ الأخـدانِ
سُجُحٌ كريم باذِلٌ خِلُّ الـتُّـقى خِرْقٌ وفاقَ طوائفَ الفتيـانِ
فـاق الـورَى بكمالِه وجمالهِ وجلالِه وجَنانِـه الرَّيّــانِ
لا شكّ أنّ محمّدًا خيرُ الـوَرى رَيْـقُ الكرامِ ونخبةُ الأعيـانِ
تـمّتْ عليه صفاتُ كلِّ مَـزِيّةٍ خُـتِمتْ به نَعْماءُ كلِّ زمانِ
واللهِ إن محـمـدًا كـرَدافـةٍ وبهِ الوصولُ بِسُدّة السّلطانِ
هو فخرُ كلِّ مطهَّرٍ ومـقـدَّسٍ وبه يُباهي العسكرُ الرّوحاني
هو خيرُ كلِّ مقـرَّبٍ متقـدِّمٍ والفضلُ بالخيرات لا بزمانِ
والـطَّلُّ قد يبدو أَمامَ الـوابِلِ فالطَّلُّ طَلٌّ ليـس كالـتَّهْتانِ
بطلٌ وحيدٌ لا تَطيشُ سِهامُــهُ ذو مصمِياتٍ مُوبِقُ الشّيطانِ
هـو جَنّـةٌ إني أرى أثمـارَهُ وقُطوفَه قد ذُلِّلتْ لِـجَـناني
ألفَيتُـه بحرَ الحقائق والـهـدى ورأيتُه كالدُّرِّ في اللَّمَـعـانِ
قد ماتَ عيسى مُطرِقًا ونبـيُّـنا حيٌّ، وربّي، إنهُ وافانــي
واللهِ إني قد رأيتُ جمالَـــهُ بعيـونِ جسمي قاعدًا بمكاني
ها إِنْ تَظنَّـيتَ ابْنَ مريمَ عائشًا فعليك إثباتًا من الــبرهانِ
أفأنت لاقَيتَ المسيحَ بيَقْـظـةٍ أو جاءك الأنباءُ مِـن يَقْظانِ
اُنظُرْ إلى القرآن كيف يـبـيِّنُ أفأنت تُعرِض عن هدى الرحمنِ
فاعلَـمْ بأن العيشَ ليس بثابتٍ بل مات عيسى مثلَ عبدٍ فانِ
ونبيُّنا حيٌّ وإني شــاهــدٌ وقد اقْتطَفتُ قَطائِفَ اللُّقيانِ
ورأيتُ في رَيعانِ عُمْري وجهَـهُ ثم النبيُّ بِيَقْظـتي لاقـانِي
إني لقد أُحيِيتُ مِـن إحـيائه واهًا لإعجازٍ فما أَحْـياني!
يا رَبِّ صَلِّ على نبـيّك دائـمًا في هذه الـدنيا وبعثٍ ثـانِ
يا سيِّدي قد جئتُ بابَك لاهِفًا والقومُ بالإِكفـارِ قد آذاني
يَفرِي سهامُك قلبَ كلِّ محاربٍ ويشُـجُّ عَزْمُكَ هامةَ الثّعبانِ
للهِ دَرُّك يا إمـامَ العـالَـمِ أنت السَّبوقُ وسيّدُ الشّجعانِ
يـا عينَ فيضِ الله والعـرفانِ يَسعَى إليك الخَلقُ كالظَّمآنِ
يا بحرَ فضـلِ المـنعِم المـنّانِ تَهوِي إليك الزُّمْـرُ بالكِيزانِ
يا شمسَ مُلكِ الحـسن والإحسانِ نـوَّرتَ وجهَ البَرِّ والعُمْرانِ
قومٌ رأَوك وأمّـة قـد أُخبـرتْ مِن ذلك البدرِ الذي أصباني
يـبكُون من ذِكر الجمال صبابةً وتألّمًا من لوعـة الهِـجرانِ
وأَرى القلوبَ لدى الحناجرِ كُربةً وأَرى الغروبَ تُسيلها العينانِ
يا من غـدا في نـوره وضِيائـهِ كالنّـيّـرَين ونـوَّر المَلَوانِ
يا بـدرَنا يـا آيةَ الرحـمنِ أَهدَى الهُداةِ وأشجَعَ الشُّجعانِ
إنـي أرَى في وجهكَ الْمـتهلِّلِ شأنًا يفوقُ شمائـلَ الإنسانِ
وقدِ اقتفاك أولو النُّهَى وبصدقِهم وَدَعُوا تذكُّـرَ معهدِ الأوطانِ
قـد آثروك وفارَقوا أحـبابَهم وتباعَدوا من حلقـةِ الإخوانِ
قد ودَّعوا أهواءَهم ونفوسَهـم وتبرَّؤوا من كلِّ نَشْبٍ فـانِ
ظـهَرتْ عليهم بيِّناتُ رسولهم فتَمزّقَ الأهواءُ كالأوثــانِ
في وقت تَرويقِ اللّيالي نُــوِّروا واللهُ نجّاهم مـن الطــوفانِ
قد هاضَهم ظلمُ الأناس وضَيمُهم فـتَـثـبَّتوا بعِناية المـنّانِ
نهَب اللِّـئامُ نشوبَهم وعَقارَهم فتَهـلَّـلوا بجواهـر الفُرقانِ
كسَحوا بيوتَ نفوسِهم وتَبادَروا لِتمتُّع الإيـقانِ والإيـمـانِ
قاموا بإقـدامِ الرسولِ بغَـزوهم كالعاشق المشغوفِ في الميـدانِ
فدَمُ الرّجالِ لِصدقِهم في حُبّهـم تحتَ السيوف أُريقَ كالقربانِ
جاءوك منـهوبين كالـعـريانِ فستَرتَـهم بِمَلاحِف الإيمانِ
صـادَفـتَهم قومًا كرَوثٍ ذِلّـةً فجـعلتَهم كسَبيكةِ العِقْيانِ
حتى انْـثنَى بَـرٌّ كمثل حديقةٍ عَذْبِ الموارِد مثمِرِ الأغصانِ
عادت بلادُ العُرْبِ نحوَ نضارةٍ بعد الوَجى والمَحْلِ والخسرانِ
كان الحـجازُ مَغازِلَ الغِـزلانِ فـجعَـلتَهم فانِينَ في الرحمنِ
شيـئانِ كان القومُ عُمْـيًا فيهما حَسْوُ العُقارِ وكثرةُ النّسوانِ
أما النّساء فحُـرِّمتْ إِنكاحُـها زوجًا له التّحريمُ في القـرآنِ
وجعلتَ دَسْكَرةَ المُـدامِ مُخرَّبًا وأزلتَ حانتَها مـن البلدانِ
كَمْ شاربٍ بالرَّشْفِ دَنًّا طافِحًا فجـعلتَه في الدِّين كالنَّشْوانِ
كَمْ محدِثٍ مسـتنطِقِ العِيدانِ قد صار منك محدَّث الرحمنِ
كَمْ مستهـامٍ لِلرَّشوفِ تعشّـقًا فجذَبتَه جَـذْبًا إلى الفرقانِ
أحييتَ أمواتَ القرون بـجَلوةٍ ماذا يماثلك بـهـذا الشّانِ
ترَكوا الغَبوقَ وبدَّلوا من ذوقـهِ ذوقَ الدّعاءِ بليلةِ الأحـزانِ
كانوا بِـرَنّاتِ الـمَثاني قبلَـها قد أُحصروا في شُحِّها كَالعانِي
قـد كان مَرتَعُهم أغاني دائـمًا طورًا بِغِيدٍ تارةً بـدِنــانِ
ما كان فكرٌ غيـرَ فكرِ غَواني أو شُربِ راح ٍ أو خيالِ جِفانِ
كانوا كمشغوفِ الفسادِ بجهلـِهم راضِـين بالأوساخ والأدرانِ
عيبانِ كان شِعارَهم من جهلِهم حُمْقُ الحمارِ ووَثْبةُ السِّرْحانِ
فطلَعتَ يا شمسَ الهدى نُصحًا لهم لتُضيئَهم من وجهِك النّوراني
أُرسلتَ من رَبٍّ كريم محسِـنٍ في الفتنة الصَّمّاءِ والطُّغيـانِ
يا لَلفـتى ما حسـنُه وجمالُـهُ رَيّاه يُصبِي القـلبَ كالرَّيحانِ
وجهُ المهَيمِنِ ظاهرٌ في وجهـهِ وشـئونُه لـمَعتْ بهذا الشّانِ
فلِذا يُحَبُّ ويستحِقُّ جمالُــهُ شَغَفًا به من زمرةِ الأخـدانِ
سُجُحٌ كريم باذِلٌ خِلُّ الـتُّـقى خِرْقٌ وفاقَ طوائفَ الفتيـانِ
فـاق الـورَى بكمالِه وجمالهِ وجلالِه وجَنانِـه الرَّيّــانِ
لا شكّ أنّ محمّدًا خيرُ الـوَرى رَيْـقُ الكرامِ ونخبةُ الأعيـانِ
تـمّتْ عليه صفاتُ كلِّ مَـزِيّةٍ خُـتِمتْ به نَعْماءُ كلِّ زمانِ
واللهِ إن محـمـدًا كـرَدافـةٍ وبهِ الوصولُ بِسُدّة السّلطانِ
هو فخرُ كلِّ مطهَّرٍ ومـقـدَّسٍ وبه يُباهي العسكرُ الرّوحاني
هو خيرُ كلِّ مقـرَّبٍ متقـدِّمٍ والفضلُ بالخيرات لا بزمانِ
والـطَّلُّ قد يبدو أَمامَ الـوابِلِ فالطَّلُّ طَلٌّ ليـس كالـتَّهْتانِ
بطلٌ وحيدٌ لا تَطيشُ سِهامُــهُ ذو مصمِياتٍ مُوبِقُ الشّيطانِ
هـو جَنّـةٌ إني أرى أثمـارَهُ وقُطوفَه قد ذُلِّلتْ لِـجَـناني
ألفَيتُـه بحرَ الحقائق والـهـدى ورأيتُه كالدُّرِّ في اللَّمَـعـانِ
قد ماتَ عيسى مُطرِقًا ونبـيُّـنا حيٌّ، وربّي، إنهُ وافانــي
واللهِ إني قد رأيتُ جمالَـــهُ بعيـونِ جسمي قاعدًا بمكاني
ها إِنْ تَظنَّـيتَ ابْنَ مريمَ عائشًا فعليك إثباتًا من الــبرهانِ
أفأنت لاقَيتَ المسيحَ بيَقْـظـةٍ أو جاءك الأنباءُ مِـن يَقْظانِ
اُنظُرْ إلى القرآن كيف يـبـيِّنُ أفأنت تُعرِض عن هدى الرحمنِ
فاعلَـمْ بأن العيشَ ليس بثابتٍ بل مات عيسى مثلَ عبدٍ فانِ
ونبيُّنا حيٌّ وإني شــاهــدٌ وقد اقْتطَفتُ قَطائِفَ اللُّقيانِ
ورأيتُ في رَيعانِ عُمْري وجهَـهُ ثم النبيُّ بِيَقْظـتي لاقـانِي
إني لقد أُحيِيتُ مِـن إحـيائه واهًا لإعجازٍ فما أَحْـياني!
يا رَبِّ صَلِّ على نبـيّك دائـمًا في هذه الـدنيا وبعثٍ ثـانِ
يا سيِّدي قد جئتُ بابَك لاهِفًا والقومُ بالإِكفـارِ قد آذاني
يَفرِي سهامُك قلبَ كلِّ محاربٍ ويشُـجُّ عَزْمُكَ هامةَ الثّعبانِ
للهِ دَرُّك يا إمـامَ العـالَـمِ أنت السَّبوقُ وسيّدُ الشّجعانِ