منذ الرحيل
ماعدت أسمع للقمر
غير العويل
ماعاد ماء النهر
يروى العمر
بالهمس الجميل
بل صار صوت القهر أجراسا
تبث المستحيل
وأودع الاحلام أطلالا
وقد صارت ظلالا
بعد أن كانت شموخا
فوق هامات النخيل
يتساءل العمر الجريح
أين الشفاء؟
أين الدواء؟
أين من نفسى السبيل؟
أغمضت عينى آملا أن ألتقيك
وتركت قلبى شاردا وقت الاصيل
وتركت موجات النسيم
تداعب الوجه العليل
قد مد أشرعة الخيال
بين الجبال
وفوق أبراج التلال
وراح صوت الصمت
يغرس خنجرا للموت
فى أضلع القلب العليل
وتظلل الآهات أحلاما
تطاردها الذئاب
فتغرس الانياب
فى الحلم الكليل
تتوارى ضحكات الحبيب
وقد كانت شموعا
تضىء العمر
وتنشر الظل الظليل
يتلاشى صوت الحب
خلف أسوار الظلام
بهدأة الليل الطويل
ما عاد همس العشق
يحيى غربتى
ماعاد نور البدر
يؤنس وحدتى
بل رحت ألعن ظلمتى
وأودع الأمل النبيل
فوداعا يا أملى
ووداعا ياحلمى