حالة من الدهشة والذهول أعقبت الإعلان عن التعديل الوزاري المحدود الذي جرى منذ ساعات في مصر، حيث تفاجأ رجل الشارع المصري بالتعديل وزاري الذي اقره الرئيس المصرى حسني مبارك حيث تم تعين المهندس علاء فهمي وزيرا للنقل والمواصلات وتم تغير وزير التربية والتعليم ليحل أحمد زكي بدر – رئيس جامعة عين شمس الاسبق – بدلا من يسري الجمل, وشمل التغير خمس محافظين.
وقد رأى الناس أن العديل الوزاري لم يأتي بأى جديد وأن حكومة رئيس الوزراء أحمد نظيف احتفظت بمعظم وزرائها. لكن السؤال الأهم لماذا تأخر هذا التغير؟ وما هو السبب وراء اقالة وزير التعليم؟ هذا ما ناقشه برنامج " الحياة والناس " المذاع على قناة "الحياة 2" الفضائية وتقدمه الاعلاميه رولا خرسا من خلال استضافتها لمن لهم رؤية سياسية في هذا التغير.
أسباب الإقالة
أشار نبيل عمر – كاتب صحفي – الى دور نظيف فى الاحتفاظ بالوزراء ليست مهمته ولا هو صاحب القرار في ذلك, فهو يرى أن سبب تغير وزير التعليم قد يكون لمرضه موضحا أن تغير الوزراء نابع من التراث المصري وله قواعده وأسسه, فحينما قدم محمد منصور – وزير النقل الاسبق – استقالته بسبب كارثة حادث القطار فكان نابع من المسئولية السياسية وليس معناه انه غير كفئ .
كما تحدث في الحلقة سعد عبود – عضو مجلس الشعب – أن الدستور المصري مازال ينص على أن رئيس الجمهورية هو المسئول عن تعين الوزراء, لكن هناك شئ مبهم غير معروف فوزيرا التعليم العالى والتربية والتعليم ردا على 8 استجوابات بمجلس الشعب منذ عدة أيام, وتحدث كل منهما على ان التعليم متطور في مصر وكأننا ننافس الدول المتقدمه فيه.
أداء جديد
وحول المتوقع من اداء الوزراء الجدد أشار عبود الى أن اختيار أحمد زكي هو اختيار سيئ, لانه سيحدث مجزرة فى التعليم على حد تعبيره, أما علاء فهمي فلا ينبئ بخير لان هناك النقل البري والبحري وغيرها فهى امبراطورية كاملة وخاصة وأن هناك اعتراض عليه من قيادة الرئيس حسني مبارك.
فكيف اختاره نظيف اذا كان الرئيس لا يرغب به ؟! فيرى عبود أن من قام باختيار فهمي هو "الرئيس التنفيذي للجمهورية" جمال مبارك على الرغم من وجه نظر مبارك واعتراضه يؤكد الواقع الحالي .
بينما تحدث عمر عن أزمة التعليم التي تواجه مجتمعنا, موضحا أنها تكمن في التعليم الابتدائي وخاصة وان هناك طلاب ببعض مناطق صعيد مصر وصلوا للمرحلة الاعدادية ولا يستطيعوا أن يكتبوا أسمائهم , ففكرة التكوين المبدئي لفكر الطفل منذ الصغر غير موجوده, وكذلك القدرة على التفاعل المجتمعي وتشكيل نمط حياته ,مشيرا فى حديثه الى فكرة انشاء العديد من معامل الكمبيوتر وتطوير الاجهزة بالمدارس لكن الإستفادة منها تكاد تكون معدومة.
وزارة فاشلة
يسرى الجمل وزير التعليم السابق فى اخر جولة له
وفي مداخلة عبر الهاتف تحدثت ايمان رسلان – كاتبة في شئون التعليم – عن تغير يسري الجمل, فأوضحت أن توقيت التغير هو المشكلة خاصة وأنها مطروحة بقوة منذ فترة, الى جانب أن حجم الاداء طوال الاربع سنوات كان سيئ بدءا من الطالبة آيه التى تم فصلها حتى تسريب امتحانات الثانوية العامة, الى جانب عدم وجود منظومة ادارية فى أزمة انفلونزا الخنازير فالمدارس اختفت تماما فلا يوجد طلبه او مدرسين .
وحول شعور الناس من تغير هاتين الوزارتين، أشار عمر الى أن المجتمع المصري يعاني من مشاكل كبيرة ومن أهمها التعليم والاسكان والصحة, ولدية شعور بعدم الرضا عن اداء تلك الوزارات فالمشكلة تكمن في تغير السياسات وليس الأشخاص.
وشاركهم في الحوار اتصال هاتفي من مصطفى بكري – رئيس تحرير جريدة الاسبوع وعضو مجلس الشعب – للحديث عن هذا التغير، فأشار الى أن المشهد السياسي أصبح أكثر ضبابية, فهناك وزراء يستحقوا أن يقالوا والحكومة نفسها تستحق ذلك, فلا يوجد أى تغير حقيقي لان النظام اعتاد عليها كما هي ولا أحد يتغير.
وتمنى بكري خلال حديثه أن يحدث تغير حقيقي للسياسات وليس للاشخاص, فمصلحة النظام ان تكون هناك حكومة مقبولة من الناس.
واختتمت الحلقة بالحديث عن تغير المحافظين فأوضح عمر أن المحافظين ليس لهم مشاكل كبيرة في التغير لان جمعيهم يعينوا في بوتقة محافظة القاهرة ,موضحا في حديثه ان السياسة المتبعة ليست كما يريد الناس فهناك مشكلة حقيقة في قنوات الاتصال بين الناس والحكومة.