غزة - العريش – قتل جندي مصري وأصيب شابان فلسطينيان اليوم الأربعاء 6-1-2009 في مدينة رفح الحدودية خلال احتجاج قام به عدد من أهالي قطاع غزة في الجانب الفلسطيني من رفح للتنديد بـ"اعتداء" الأمن المصري على قافلة "شريان الحياة 3" المتضامنة مع غزة في ميناء العريش، بحسب مصادر مصرية رسمية وفلسطينية مطلعة.
ووقع إطلاق نار قرب بوابة صلاح الدين الحدودية بعد أن اعتلى عشرات المحتجين الفلسطينيين الجدار الحدودي وقاموا برشق الشرطة المصرية بالحجارة؛ الأمر الذي أسفر عن إصابة شابين فلسطينيين برصاص الشرطة.
من جانبه، قال مصدر أمني مصري إنه من المرجح أن قناصة فلسطينيين أطلقوا الرصاص الذي أودى بحياة المجند أحمد شعبان الذي يبلغ من العمر 22 عاما.
وكانت حركة حماس قد دعت إلى مسيرة سلمية عند الحدود مع مصر في منطقة رفح، قبل أن تشهد هذه المسيرة التي شارك فيها شبان فلسطينيون غاضبون عمليات رشق الجانب المصري بالحجارة قابلها الجانب المصري بإطلاق رصاص تحذيري، بحسب شهود عيان.
وفي الوقت الذي هرعت فيه سيارات الإسعاف لنقل المصابين الفلسطينيين في المسيرة، انتشرت الشرطة الفلسطينية بحكومة غزة بعد نحو 20 دقيقة من التراشق على الحدود وأخلت الموقع من الشباب المحتجين.
وبعد أن ساد الهدوء في موقع الاحتجاج أعلنت الشرطة الفلسطينية منطقة الحدود "منطقة مغلقة" لتجنب تكرار ما وقع.
القافلة عالقة
وفي إطار متصل، لا تزال قافلة شريان الحياة 3 التي يشرف عليها النائب البريطاني جورج جالاوي المتوجهة إلى قطاع غزة عالقة في ميناء العريش بعد اشتباك أسفر عن إصابة عشرات من أفراد الشرطة المصرية وأعضاء القافلة مساء أمس الثلاثاء.وفي الوقت الذي لا تزال تجري فيه اتصالات ومفاوضات بين الجانبين لحل أزمة القافلة، أطلقت السلطات المصرية سراح ستة من الناشطين الذين تم اعتقالهم أثناء الاشتباكات.
علما بأن مراد مرجل عضو البرلمان التركي والناشط بالقافلة انتقل إلى قطاع غزة في خطوة يبدو أنها جاءت للقيام بوساطة بشأن ترتيبات وصول القافلة للقطاع.
وكان نحو خمسة ضباط شرطة وعشرة مجندين أصيبوا في الاشتباك الذي وقع في وقت متأخر من مساء أمس وشارك فيه مئات من أعضاء القافلة الذين رشقوا الشرطة بالحجارة بعد أن ضربتهم بالعصي؛ الأمر الذي تسبب في إصابة العشرات من أعضاء القافلة.
وكان أعضاء القافلة المؤلفة من 198 سيارة اقتحموا ميناء العريش وأبعدوا رجال الأمن منه احتجاجا على رفض مصر دخول نحو 55 من سيارات القافلة من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.
حماس تنتقد
وتعليقا على ما تعرضت له القافلة، قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم في تصريح صحفي اليوم الأربعاء: إن الاعتداء يدلل على أنه ليس هناك أي نوايا مصرية لرفع هذا الحصار أو حتى إيصال أي مساعدات لمليون ونصف مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة".
وشدد برهوم على أن اعتداء الأمن المصري على متضامني قافلة "شريان الحياة 3" في ميناء العريش وإصابة العشرات منهم بجروح هو اعتداء على سيادة 40 دولة عربية وإسلامية وأوروبية تمثلها القافلة.
وأضاف برهوم: إن "الاعتداء على المتضامنين هو عبارة عن تلذذ بعذابات أهالي قطاع غزة، كما هو تلذذ بتعذيب من يريد أن يتضامن مع غزة ويعمل على فك الحصار عنها ومحاولة التخفيف من معاناتها"، معتبرا أن ما تعرض له الناشطون "تصرف همجي وغير أخلاقي وغير إنساني من المسئولين عن هذا التصرف".
وأشار إلى أن "هذه القافلة جاءت بهدف إنساني وأخلاقي نبيل، والاعتداء عليها بهذا الشكل عمل لاإنساني وغير مبرر"، مشددا على أن منع القافلة من الوصول لغزة، وعرقلة وصولها، ومحاولة الاستيلاء عليها سيبقى يشكل فضيحة ووصمة عار تلاحق المسئولين عن ذلك.
في المقابل، قال محمد عبد الله القيادي في الحزب الوطني الحاكم بمصر في تصريحات صحفية: إن مصر سمحت بمرور عشرات القوافل من أراضيها لغزة خلال العام الماضي، لكن المشكلة في قافلة شريان الحياة تتمثل في مخالفتها لجوانب تقنية تتعلق بنوعية الحمولة، وما يترتب عليه من إيصالها عبر معبر رفح أو المعابر الإسرائيلية المشتركة مع القطاع؛ وهو ما يرفضه أفراد القافلة، واعتبر أن القائمين على القافلة يرغبون في فرض أمر واقع على السيادة المصرية.
وفي شأن متصل، دعت أكثر من أربع عشرة منظمة أوروبية للتظاهر أمام السفارات المصرية، في عموم القارة الأوروبية اليوم الأربعاء؛ تنديدا باعتداء أجهزة الأمن المصرية على أعضاء قافلة "شريان الحياة 3" في ميناء العريش المصري.
خبر منقول