فى رأى ابن سيرين :
سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهر أن المقري قال اشتريت جارية أحسبها تركية ولن تكن تعرف لساني ولا أعرف لسانها وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها قال فكانت يوما من الأيام نائمة فانتهت وهي تبكي وتصيح وتقول يا مولاي علمني فاتحة الكتاب فقلت في نفسي انظر إلى خبسها تعرف لساني ولا تكلمني به فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلمينه فقالت الجارية إني رأيت في منامي رجلا غضبان وخلفه قوم كثير وهو يمشي فقلت من هذا فقالوا موسى عليه السلام ثم رأيت رجلا أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي فقلت من هذا فقالوا محمد صلى الله عليه و سلم فقلت أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا وبقيت أنا وامرأتان فدققنا الباب ففتح وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن لها فقرأتاها فأذن لهما وبقيت أنا فعلمني فاتحة الكتاب فعلمتها مع مشقة كبيرة فلما حفظتها سقطت ميتة ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) رؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم أحد شيئين إما بشارة وإما إنذار ثم هي ضربان أحدهما أن يرى نبيا على حالته وهيئته فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكما له وجاهه وظفر بمن عاداه والثاني يراه متغير الحال عابس الوجه فذلك يدل على سوء حاله وشدة معصيته ثم يفرج الله عن أخيرا فإن رأى كأنه قتل نبيا دل على أنه يخون في الأمانة وينقض العهد لقوله تعالى { فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق } . هذا على الجملة وأما على التفصيل فإن رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلا لها لقوله تعالى { إني جاعل في الأرض خليفة } . فإن رأى أنه كلمه نال علمه لقوله تعالى { وعلم آدم الأسماء كلها } . وقيل إن ( من رأى ) آدم اغتر بقول بعض أعدائه ثم فرج عنه بعد مدة فإن رأى متغير اللون والحال دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان ثم على العود إلى المكان الأول أخيرا
( ومن رأى ) شيثا عليه السلام نال أموالا وأولادا وعيشة راضية
( ومن رأى ) إدريس أكرم بالورع وختم له بخير
( ومن رأى ) نوحا عليه السلام طال عمره وكثر بلاؤه من أعدائه ثم رزق الظفر بهم وكثر شكره لله تعالى لقوله تعالى { إنه كان عبدا شكورا } . وتزوج امرأة دينية فولدت له أولادا
( ومن رأى ) هودا عليه السلام تسفه عليه أعداؤه وتسلطوا على ظلمه ثم رزق الظفر بهم وكذا ( من رأى ) إبراهيم عليه السلام رزق الحج إن شاء الله وقيل إنه يصيبه أذى شديد من سلطان ظالم ثم ينصره الله تعالى عليه وعلى أعدائه ويكثر الله النعمة ويرزقه زوجة صالحة وقيل إن رؤية إبراهيم عليه السلام عقوق الأب وحكى أن سماك بن حرب كف فرأى في منامه كأن إبراهيم عليه السلام مسح على عينيه وقال ائت الفرات فاغتمس فيه يرد الله عليك بصرك فلما انتبه فعل ذلك فأبصر
( ومن رأى ) إسحاق عليه السلام أصابه شدة من بعض الكبراء أو الأقرباء ثم يفرج الله عنه ويرزق عزا وشرفا وبشارة ويكثر الملوك والرؤساء والصالحون من نسله هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله فإن رآه متغير الحال ذهب بصره نعو بالله
( ومن رأى ) إسماعيل عليه السلام رزق السياسة والفصاحة وقيل إنه يتخذ مسجدا أو يعين عليه لقوله تعالى { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل } . وقيل إن من رآه أصابه جهد من جهة أبيه ثم يسهل الله ذلك عليه
( ومن رأى ) يعقوب عليه السلام أصابه حزن عظيم من جهة بعض أولاده ثم يكشف الله تعالى ذلك عنه ويؤتيه محبوبه
( ومن رأى ) يوسف عليه السلام فإنه يصيبه ظلم وحبس وجفاء من أقربائه ويرمى بالبهتان ثم يؤتى ملكا وتخضع له الأعداء فقد قيل في التعبير إن الأخ عدو وهذه دليل على كثرة صدقة صاحبها لقوله تعالى { وتصدق علينا } . وقد حكى أن بعض الناس رأى كأن عليه السلام ناوله إحدى خفيه فانتبه وقد صار معبرا وحكى أن إبراهيم بن عبد الله الكرماني رأى كأن يوسف عليه السلام كلمه فقال له علمني مما علمك الله فكساه قميص نفسه فاستيقظ وهو أحد المعبرين وعن ابن سيرين رأيت في المنام كأني دخلت الجامع فإذا أنا بمشايخ ثلاثة وشاب حسن الوجه إلى جانبهم فقلت للشاب من أنت رحمك الله قال أنا يوسف قلت فهؤلاء المشيخة قال آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقلت علمني مما علمك الله قال ففتح فاه وقال انظر ماذا ترى فقلت أرى لسانك ثم فتح فاه فقال انظر ماذا ترى فقلت لهاتك مفتح فاه فقال انظر ماذا ترى قلت أرى قلبك فقال عبر ولا تخف فأصبحت وما قصت علي رؤيا إلا وكأني انظر إليها في كفي
( ومن رأى ) يونس عليه السلام فإنه يستعجل في أمر يورثه ذلك حبسا وضيقا ثم ينجيه الله تعالى وهذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يسرع الغضب والرضا ويكون بينه وبين قوم خائنين معاملة
( ومن رأى ) شعبيا عليه السلام مقشعرا فإنه يذهب بصره فإن رآه على غير تلك الحالة فإنه يبخسه قوم حقه عليهم ويظلمونه ثم يقهرهم وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها له بنات
( ومن رأى ) موسى وهارون عليهما السلام أو أحدهما فإنه يهلك على يديه جبار ظالم وإن رآهما وهو قاصد حربا رزق الظفر وحكى أن جارية لسعيد بن المسيب رأت كأن موسى عليه السلام ظهر بالشام وبيده عصا وهو يمشي على الماء فأخبرت سعيدا برؤياها قال إن صدقت رؤياك فقد مات عبد الملك بن مروان فقيل له بم علمت ذلك قال لأن الله تعالى بعث موسى ليقسم الجبارين وما أجد هنالك إلا عبد الملك بن مروان فكان كما قال
( ومن رأى ) أيوب عليه السلام ابتلى في نفسه وماله وأهله وولده ثم يعوضه الله من كل ذلك ويضاعف له لقوله تعالى { ووهبنا له أهله ومثلهم معهم }
( ومن رأى ) داود عليه السلام على حالته أصاب سلطانا وقوة وملكا
( ومن رأى ) سليمان عليه السلام رزق الملك والعلم والفقه فإن رآه ميتا على منبر أو سرير فإنه يموت خليفة أو أمير أو رئيس لا يعلم بموته إلا بعد مدة وقيل ( من رأى ) سليمان انقاد له الولي والعدو وكثرت أسفار
( ومن رأى ) زكريا عليه السلام رزق على كبر ولدا تقيا
( ومن رأى ) يحيى عليه السلام وفق للعفة والتقوى والعصمة حتى يصير في ذلك واحد عصره
( ومن رأى ) عيسى عليه السلام دلت رؤياه على أنه رجل نفاع مبارك كثير الخير كثير السفر ويكرم بعلم الطب وبغير ذلك من العلوم ( أخبرنا ) الشريف أبو القاسم جعفر بن محمد قال حدثنا حمزة بن محمد الكناني قال أخبرنا أبو القاسم عيسى بن سليمان البغدادي قال حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا موسى بن جعفر الرضا عن أبيه عن جده قال : قال الحسن بن علي رضي الله عنهما رأيت عيسى ابن مريم عليه السلام في النوم فقلت يا روح الله إني أريد أن أنقش على خاتمي فما أنقش عليه قال انقش عليه لا إله إلا الله الملك الحق المبين فإنه يذهب الهم والغم وقيل إن رأت امرأة عيسى عليه السلام وهي حامل ولدت ابنا حكيما
( ومن رأى ) مريم بنت عمران فإنه ينال جاها ورتبة من الناس ويظفر بجميع حوائجه وإن رأت امرأة هذه الرؤيا وهي حامل أيضا ولدت أيضا ابنا حكيما وإن افترى عليها برئت من ذلك وأظهر الله براءها
( ومن رأى ) أنه يسجد لمريم فإنه يكلم الملك ويجلس معه
( ومن رأى ) دانيال الحكيم رزق حظا وافرا وعلم الرؤيا وظفر بجبار بعد أن تصيبه منه شدة وقيل إنه يصير أميرا أو وزيرا ( وحكي ) أن أبا عبد الله الباهلي رأى كأنه حمل دانيال على عاتقه فوضعه على جدار وحياه فكلمه وقال له أبشر فإنك دخلت في جملة ورثة الأنبياء وصرت إماما من جملة المعبرين
( ومن رأى ) الخضر عليه السلام دل على ظهور الخصب والسعة بعد الجدوبة والأمن بعد الخوف وقال بعضهم ( من رأى ) كأن بعض الأنبياء ضربه نال مناه في الدنيا دينا ودنيا
( ومن رأى ) كأنه نفسه تحول نبيا معروفا نالته الشدائد بقدر مرتبة ذلك النبي في البلاء ويكون آخر أمره الظفر أو يصير داعيا إلى الله سبحانه وتعالى
فى رأى أبو بكر الإحسائى :
ومن رأى آدم عليه السلام جماله وبهائه ولي ولاية إن كان أهلا وإلا نال من كبير عزا أو دل على أنه أذنب ذنبا فليتب فإن رأى أنه كلمه حصل له علم ومعرفة ومن رأى شيت نال نعمة وفرحا ومن رأى إدريس نال عزا ودرجة عالية
ومن رأى نوحا عمر طويلا وأصاب شدة وأذى ويظفر ويرزق أولادا من زوجة دينة
ومن رأى هودا يسلط عليه قوم سفهاء جهال وينجو ويفوز برشد وخير ومن رأى صالحا ناله هم من سفهاء ثم يظفر أو يكون في أمره صالحا وفي قوله صادقا ومن رأى لوطا فإنه يتحول من مكان إلى مكان وعاقبة أمره محمودة أو يكون له امرأة فاسقة وإن كان ممن يعمل عمل قومه فليتق الله وليتب
ومن رأى إبراهيم فإنه يحج أو يرزق محبة الله ويذهب همه وغمه وقيل يصل إليه جور من سلطان ظالم وينصر وقيل يعق أباه
ومن رأى إسماعيل نال فصاحة ورياسة وعمر مسجدا أو يوعده أحد بوعد يصدق فيه
ومن رأى إسحاق أصابه هول ثم ينجو ويحصل له بشارة وفتح وغنيمة
ومن رأى يعقوب رزق همة وأولادا أقوياء أو يحصل له هم وغم من جهة الأولاد ويفرح بعد ذلك وإن كان له غائب يأتي إليه بخير وبشارة
ومن رأى يوسف حبس ونال شدة ثم نصر وولي ولاية أو ربما يحصل له من قبل امرأة وعاقبته إلى خير أو ربما دلت رؤيته على بشرى
ومن رأى موسى وهارون فإنه يهلك على يده جبار وإن كان في بحر ينجو سالما
ومن رأى أيوب أصابه بلاء ثم يخلص ويعوض خيرا وإن كان مريضا أو له مريض حصل له الشفاء من الله تعالى
ومن رأى يونس فإنه يعجل في أمر يصيبه من حبس وضيق ثم يخلص
ومن رأى داود ولي ولاية وربما ابتلي بسبب امرأة وربما كان عنده شيء مدخرا فأثر فيه السوس ومن رأى سليمان ولي ولاية ورزق فقها ومن رأى زكريا نال عند كبره ولدا تقيا ومن رأى يحيى نال ورعا وتقوى أو صار ذا جاه ودولة وبشارة تأتيه ومن رأى عيسى صار زاهدا عابدا كثير السفر ومن رأى إلياس فإن له دعوة مجابة على أعدائه ومن رأى الخضر فإنه يحج ويكون عمره طويلا وربما دل على خصب بعد غلاء ومن رأى لقمان رزق حكمة أو ولدا صالحا ومن رأى نبيا من الأنبياء عليهم السلام في موضع فإن كان أهله في حرب ظفروا بعدوهم وإن كانوا في كرب أو قحط فرج الله عنهم ومن رأى أنه يزور نبيا من الأنبياء حيا أو ميتا فإن كان تقيا زاد في تقواه وإن كان عاصيا تاب الله عليه أو دل على أنه يزوره كما رأى أو دل على أنه من أهل الجنة أو حصل له خير وبركة ومن رأى أحدا منهم وهو في صورة حسنة حصل له صلاح في دينه ودنياه وإن رأى فيه نقصانا وعلى غير صورة حسنة دل على نقصان دين الرائي ومن رأى أنه نبي من الأنبياء فإنه يموت شهيدا ويقتر في رزقه ويرزق الصبر على المصائب ويصير بعد إلى الظفر ومن رأى ضريح نبي من الأنبياء فهو حصول خير وبركة وقيل يكون في شفاعته وإن كان عزبا يتزوج وقال بعضهم من رأى أنه يزور ضريح أحد من الأنبياء أو من الصحابة أو من الصالحين فإنه يفرج همه وغمه وتكفر ذنوبه
فى رأى ابن سرور :
من صار آدم ، أو في صفته ، أو صاحبه : انتصر عليه عدوه ، وأزاله من منصبه ، وربما خرج من مكان إلى آخر ، ويرزق أولاداً ، ويحصل له نكد من جهتهم . فإن أبصره ناقص الحال : ربما نقص حال كبيرة الحاكم عليه ، أو تغيرت مكاسبه ، أو صنعته . وإن كان في حال حسن : عاد خيره عليه ، أو على من ذكرنا . قال المصنف : من صار آدم تولى منصباً مما يليق به ، فربما يكون هو أول من تولاه . وأعط كل إنسان ما يليق به . كما قال لي إنسان : رأيت أنني صرت آدم ، قلت : تسافر إلى الهند . ومثله قال آخر ، قلت : يقع في حقك نكد لأجل ثمرة أو زرع ، فكان كذلك . ومثله قال آخر ، قلت : تفارق زوجتك أو جاريتك ، لكون آدم فارق حوى . ومثله قال آخر ، قلت : تؤخذ ثيابك ، لأن آدم أخرج من الجنة . ومثله قال لي ملك مصر ، قلت : تعمر بلاداً جدداً ، وذلك لأن آدم لما أراد أن يحج كلما وطيء مكاناً صار بلداً . ومثله قال آخر ، قلت : في فؤادك ألم ، قال : نعم ، لأن آدم تألم من الجوع والعطش . ومثله قال آخر ، قلت : ما لك نسب معروف ، لأن آدم كان من تراب مختلف . والله أعلم .
من صار إدريس عليه السلام ، أو في صفته : كثر علمه ، أو تقرب من الأكابر ، ونال المنازل العالية . ومن صاحبه : صاحب إنساناً كذلك . وإن رآه ناقص الحال : عاد نقصه إلى الرائي . قال المصنف : إدريس كان ينسب إلى علم الرمل ، و دعى أن يخفف الله تعالى عن حامل الشمس ، وصعد إلى السماء ، ومات ثم عاش ، فأعط لرائي ذلك ما يليق به . كما قال إنسان : رأيت أنني صرت إدريس ، قلت : تمرض وبالحمام تتعافى ، لكون إدريس عبر النار وخرج . ومثله قال آخر ، قلت : تسكن في بستان ، قال : نعم ، لكون إدريس سكن الجنة ، ومثله قال آخر ، قلت : تعرف شيئاً من النجامة . ومثله قال آخر ، قلت : تعاشر أرباب النيران ، لكونه صاحب حامل الشمس . ومثله قال آخر ، قلت : تعبر أمكان غريبة ، لكونه طلع السموات . ومثله قال آخر ، قلت : تشفع لصديق لم ويسمع منك ، لكون إدريس دعى لصاحب الشمس . ومثله قال آخر : رأيت أنني قتلت إدريس ، قلت : تتكلم في عرض رجل صالح أو عالم ، أو تؤذيه . ومثله قال آخر ، غير أنه قال : كان في صفة دونه ، قلت : تنتصر على رجل يعرف النجامة أو الكتابة ، ويكون الحق معك . فقس على هذا موقفاً إن شاء الله تعالى .
من صار من الأصحاء نوحاً عليه السلام ، أو صاحبه : طال عمره ، وربح في الخشب ، والشجر ، وما يعمل منه ، ونجا هو وأهل بيته ، أو رعيته من الشدائد ، وانتصر على أعدائه ، أو صاحب إنساناً كذلك . وربما دل على موت المريض . قال المصنف : أعط لرائي نوح ما يليق به . كما قال إنسان : رأيت كأنني صرت نوحاً ، قلت : أنت نجار ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تبيع الحيوان أو الطيور ، قال : نعم ، لكون نوح جمع الناس في السفينة والحيوان . ومثله قال آخر ، قلت : أنت حاكم على مركب . ومثله قال آخر ، قلت : مات لك ولد ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : حصل لك نكد من نجار ، قال : نعم ، قلت : وربما كان أحدب ، قال : صحيح ، وذلك لأن نوحاً مر عليه نجار أحدب أعرج فضربه بعصاه . ومثله قال آخر ، قلت : تعرف تخبز في التنور ، قال : نعم ، ومثله قال آخر ، قلت : أنت تعاشر أرباب النوح واللطم والملاهي ، قال : نعم . ومثله قال إنسان : رأيت أنني صرت نوحاً ، قلت : لك دكان تبيع فيها الحبوب ، قال : نعم ، لأن نوحاً جمع الحبوب في السفينة . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تلعب بالحمام ، لأن الحمامة أرسلها نوح . ومثله قال آخر ، قلت : يطول عمرك . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تضحك الناس ، لأن قومه كانوا يضحكون منه . ومثله قال آخر ، قلت : يعيش لك ثلاثة أولاد ذكور . ونحو ذلك فقس عليه ، والله أعلم .
من صار في صفة إبراهيم عليه السلام ، أو صاحبه : دل على البلاء من الأعداء ، لكن ينصر عليهم . وربما يلي ولاية ، أو إمامة ، ويكون عادلاً في ذلك . أو يصاحب إنساناً كذلك . وربما . . . أو ولى على الناس من لهم فيه نفع ، ويرزق أولاداً بعد الإياس منهم ، وربما قدمت عليه رسل الأكابر بالبشارة .
قال المصنف : اعتبر رؤية إبراهيم . كما قال إنسان : رأيت أنني الخليل قلت : كنت ، لكون الخليل والقمر والشمس . ومثله قال آخر ، قلت : تسافر ، لكون الخليل انتقل من إقليم إلى إقليم . ومثله قال آخر ، قلت : تكثر أغنامك ومواشيك ، لأنه عليه السلام كان كثير الأغنام . ومثله قال آخر ، قلت : ترزق ذرية لهم المناصب . ومثله قال آخر ، قلت : تخالف والديك . ومثله قال آخر ، قلت : تأخذ امرأة على زوجتك ، وربما تكون جارية ، فجرى ذلك كله . ولله الحمد .
من صار في صفة يعقوب عليه السلام ، أو صاحبه : نال هموماً ، وفارق أحبته ويرجع يجتمع بهم ، ويتنكد من أولاده أو أقاربه وربما ينزل ببصره آفة ، أو في رأسه . لكن ربما عوفي بعد ذلك . قال المصنف : اعتبر يعقوب . كما قال إنسان : رأيت أنني صر يعقوب ، قلت : هربت ، قال : نعم ، لأن يعقوب كان هرب من أخيه العيص . ومثله قال آخر ، قلت : ترمد وتخشى على بصرك ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت غاب لك ولد ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : تزوجت أو تسريت بأختين ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : طلبت امرأة وغدروا بك ، قال : نعم ، لأن يعقوب طلب من خاله البنت الصغرى على أحل من الرعي ، فلما فرغ قال : ما نزوج الصغرى والكبرى حاضرة ، فزاده أجلاً آخر ، وأخذ الأختين . ومثله قال آخر ، قلت : أنت صياد ، قال : نعم ، لأنه عليه السلام كان يصطاد فافهم ذلك .
وأما من صار في صفة يوسف عليه السلام : خشي عليه الأسر ، أو السجن ثم يخلص . وإن كان يليق به الملك : ملك ، أو يتولى ولاية تليق به . ويفارق أهله وأقاربه ، لنكد يقع بينهم ، ثم يجتمع بهم . ويتهم بامرأة ويكون منها برياً . وربما رزق معرفة علم المنامات ، أو التواريخ . فإن حصل له الملك ، وقع في أيامه غلاء عظيم .
قال المصنف : قال لي إنسان : رأيت أنني صرت يوسف ، قلت : اتهمت بسرقة ، قال : نعم ، لأنه عليه السلام اتهمه إخوته بالسرقة في حكاية جرت له مع جدته لما طلب يعقوب أخذه منها يطول ذكرها . ومثله قال آخر ، قلت : سيرت دواء أو كحلاً لمريض ، قال : نعم ، لأنه بعث قميصه ليتعافى أبوه . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تدعي معرفة كلام الجن أو الشعبثة ، لأن يوسف نقر على الكيل وقال : أخبرني أنكم تعلموا كيت وكيت . ومثله قال آخر ، قلت : أنت ضامن الكيل ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : تحضر على قطع أيد أو أرجل ، لأنه حضر قطع النسوة أيديهن . ومثله قال آخر ، قلت : يتكلم في عرضك . ومثله قال آخر ، قلت : يعتذر إليك أعداؤك وتصفح عنهم ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : تقع في خصومة وتقطع ثيابك عليك . ومثله قال آخر ، قلت : يقال عنك أنك مت أو قتلت ولا يكون ذلك صحيح . فافهم ذلك موفقاً .
من صار في صفة داود ، أو سليمان عليهما السلام : ملك ، أو تولى ولاية تليق به ، وحصل له نكد من جهة امرأة ، ويرزق العلم والعبادة ، وينتصر على أعدائه بعد ظفرهم به ، وتذلل له الأمور الصعاب . ومن صاحبهم : صاحب من دلوا عليه . قال المصنف : اعتبر داود وسليمان بما يليق للرائي . كما قال إنسان : رأيت كأنني داود ، قلت : أنت حداد ، قال : نعم . ومثلاه قال آخر ، قلت : أنت تعمل العدد . ومثله قالت امرأة : أنني صرت داود فتعجبت من ذلك ، قلت لها : أنت امرأة تعملين النقش للنساء ، قالت : صحيح ، وذلك لأن داود يعمل الزرد الذي هو شبه النقش . ومثله قال آخر ، قلت : يجري لك نكد لأجل امرأة ، ومثله قال آخر ، قلت : تضرب بالمنجنيق أو بالمقلاع ، قال : صحيح ، وذلك لأن داود كان يرمي بالمقلاع . وأما سليمان ؛ فقال لي إنسان : رأيت كأنني سليمان ، قلت : أنت لك مركب ، قال : نعم ، لأن سليمان كان يسير في الهواء . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تحكم على عمالين ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تعرف بلغات كثيرة ، لأن سليمان كان يعرف بلغات الحيوانات . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تلعب بالطيور ، قال : نعم ، لأن سليمان كان يرسل الطيور . ومثله قال آخر ، قلت : تتزوج بامرأة جميلة . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تجمع الجان وتعمل شعبثة ، قال : نعم . فافهم ذلك .
موسى عليه السلام : من صاحبه ، أو صار في صفته ، أو ملك عصاه ، أو لبس بعض ثيابه : إرتفع قدره ، وانتصر على أعدائه ، وربما اتهم بتهمة ، وأخرج من بلده لأجل التهمة . وإن كان الرائي ملكاً : طلب بلاد عدوه ، وقاتلهم فيها ، وافتتحها ، وأخذ سبيها . وإن كان متولياً : قهر أرباب صنعته ، ويعاشر العلماء والزهاد ، وربما إجتمع بمن دل الباري عز وجل عليه ، لكون موسى كلم الله تعالى ، وربما كان في فمه أو رأسه عيب . قال المصنف / : من صار في صفة موسى ؛ كما قال إنسان ذلك ، قلت : هربت لأجل تهمة ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تلعب بالزجاج على يديك ، قال : نعم ، لأن موسى كانت تضيء يده كالشمس في بعض الأوقات . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تلعب بالحيات ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : أنت ساحر ومشعبث . ومثله قال آخر ، قلت : أنت تعمل السيمياء . ومثله قال آخر ، قلت : كأن معك كتب من جليل القدر أو ألواح تكسرت ، أو عدم ذلك ، قال : صحيح . ومثله قال آخر ، قلت : أنت راعي ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : سلمت تغرق مرة ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : هربت من حية ، قال : نعم . ومثله قال آخر ، قلت : تربيت في بيت جليل القدر وكانت امرأة عندك تحسن إليك ، قال : صحيح . وربما مرض رائي موسى بالحرارة ، لأنه لما وضعته أمه طلبه الذباحون ليقتلوه فألقته أمه في التنور وكان موقوداً ناراً ولم تشعر به حين رمته من الخوف فلما لم يره الذباحون انصرفوا فسمعت أمه بكاءه في التنور فقالت : وا ولداه ، ونظرت في التنور فإذا هو سالم ، يشرب من إحدى أصبعيه لبناً والأخرى عسلاً ، فسبحان الله الذي يقدر على كل شيء .
أيوب عليه السلام : تدل رؤيته ، أو لبس ثيابه على البلاء ، وفراق الأحبة ، وكثرة المرض ، ثم يزول ذلك جميعه . ويكون ممدوحاً عند الأكابر . قال المصنف : وتدل رؤية أيوب على أنه يكون كريماً ، وربما جرت آفة على دوابه أو يموت له أولاد ثم يعوض عليه ذلك ، ويقع بينه وبين زوجته نكد ثم يصطلحان والظاهر أنه يكون ظالماً عليها ، وإن كان قد ترك عبادة أو ديناً أو خيراً كان يفعله عاد إليه لأنه عليه السلام كان أواباً ، وآب إذا رجع وتاب . فافهم ذلك موفقاً إن شاء الله تعالى .
من صار عيسى عليه السلام ، أو لبس بعض ثيابه ، أو اتصف بصفة من صفاته : إن كان متولياً أو مخاصماً : انتصر . وإن كان صاحب صنعة : قهر في صنعته أربابها ، خصوصاً إن كان طبيباً ، ويكون كثير الأسفار ، لكونه إنما سمي المسيح لمسحه الأرض بكثرة سفره . ومن عنده حامل : يدل على الولد الذكر . وربما يكون إسمه أحمد ، ويتهم تهمة يكون منها بريئاً . وإن كان الرائي عابداً : كان مجاب الدعوة . قال المصنف : وربما كان رائي عيسى ربي يتيماً أو مات إحدى أبويه ، وكذلك من صار في صفة أمه مريم . وإن كان رائيها امرأة وقع في عرضها كلام ، وربما حملت حملاً مشكوكاً فيه . وإن كان ظاهر رائي ذلك جيداً كان الكلام باطلاً ، وعاشر أرباب الخير ، ولا زم أماكن الخير والعبادة ، لكونها تربت في معبد الناصرة .