هذه قصة جرت أحداثها في قرية جدرايا، في البداية أظهرت ذات الثلاثين ربيعا استياءها من الكلمات التي وصفتها بالمتخلفة، ولكن استمرار معاناتها من كثرة / نق/ الناصحات،
وتدخلهن في حياتها جعلها تجرب زيارة لبيت أبي الليل الفاره، والذي تتزاحم أمامه أفواج النساء وقد خصص فيه غرفة خاصة للنساء اللواتي يلجأن إليه بغية فك النحس وسوء الطالع بهدف الحصول على / عريس/.. الحكايات عنه كثيرة في فتح المندل والإرشاد عن المفقودات وتزويج الفتيات، ومن مآثره القديمة التي تلوكها ألسنة مرتاديه أنه يجمع بين الزوج والزوجة، وكذلك يفرق بينهما وذلك بالاتفاق مع الوسطاء من المتصلين بالعالم الأرضي، إنه يدعي الاتصال بالأرواح والتخاطب عن بعد وعلاج المرض بالسحر والطقوس الغريبة، وحقق من وراء ذلك ثروة يحتفظ بها.... قائمة طويلة من المنجزات استمعت إليها صباح وهي في طريقها إلى بيت شيخ جدرايا المزيف، شقته وسيارته ومرتادوه.. علامات استفهام أثارتها وقبل أن تسأل جاءتها الإجابة من إحدى المريدات/ أنه زنكيل ويوزع الأموال في الخير على الفقراء والأموال التي يجمعها يوزعها بنفسه على النساء الأرامل وله صولة وجولة وإذا ما جلس فإنه يجلس على فراشين ومريدوه يزحفون باتجاهه ويقبلون يديه/ وضعت صباح وشاحاً أسود اللون على رأسها قبل أن تركن سيارتها في الشارع المؤدي إلى منزل أبي الليل وفتحت تلفونها المحمول استعداداً لتسجيل ما يدور بينها وبينه بينما كانت تسري في بدنها قشعريرة من رهبة اللقاء بالسي السيد الذي استمعت إلى حكايات عن قدرته الخارقة وصلاته اللا محدودة بالأرواح.. شعرت صباح أنها تذوب من رهبة اللقاء بعد أن هيأتها الأحاديث نفسياً وبدنياً للوقوع تحت تأثير مشعوذ جدرايا... المفاجأة أنه سبعيني معمم لحيته بيضاء كثة ووجهه مثقل بالمساحيق التجميلية والكحل...
قدم فنجان قهوة مرة إلى صباح التي بدأ الخوف ينسحب من جسدها بالتدريج بعد أن قال لها / أهلاً ياعزيزتي إنني مشتاق إليك احكي لي مشكلتك/ قالت له إن زوجها يتمتع بكل الميزات التي تتمناها أي امرأة وأنها تحبه بشدة وتعيش معه حياة هادئة لا يعكر صفوها سوى عدم الإنجاب، وأخبرته أنها ترغب بأن يكون لديها طفل من زوجها بعد أن شرحت له قصة حياتها وترددها على عيادات الأطباء من أجل ذلك وهي اليوم تبحث عن تعويذة تفتح أبواب الأمل أمامها، لم تدم الجلسة طويلا ساعة فقط كان خلالها الرجل يداعب ويدغدغ مشاعرها ويسمعها أطايب كلمات الغزل والحب بمنتهى الهيام وهي تسجل له حديثه ،فطلاقة لسانه كادت أن تقنعها أنه سيد خير، قال لها هناك سحر مخبأ في مكان حساس من جسمها، والسحر هذا يحول دون إنجابها، قام واقفاً وطلب منها أن تتعرى من ملابسها ليرى فيما إذا كان الجان له تأثير في جسمها فرفضت..
حاول أن يضع أطرافه على أجزاء حساسة من جسدها فمنعته .. وحاول ضمها إلى صدره فنظرت إليه باشمئزاز ونهرته، أوحى لها بأنه قادر على استباحة أي شيء لنفسه ، واخبرها أنها سوف تتعرض لإيذاء شديد لو أمعنت في الرفض ، كانت تتمتع بالملامح الهادئة والجمال الدقيق والرقيق ، كانت ملامحها تنم عن جمال لم يذبل بعد ، لقد كانت امرأة شديدة الجمال ، انقض عليها كالثور الهائج ، دافعت عن أنوثتها واستبسلت ، وكانت الأقوى ، واعترت المشعوذ هذا حالة غضب شديدة لرفض صباح الانصياع لأوامره فعضها في كتفها ، طلب منها أن تنسى ماحدث وأن لاتخبر أحداً بتفاصيل الجلسة التي كانت تحفها ملكات الجان والأرواح الأرضية حسبما أوحى لها .. قالت له بكل صراحة (شوف يا حبيبي من حقك أن ترتدي جلباب سي السيد ولكن ليس من حقك أن تجبرني أن أنفذ أمراً واحداً من أوامرك) لم تكتم أسرار أبي الليل باحت بها لزوجها وصرحت له كيف قام بالتحرش بها لفظياً وجسدياً وترك لها آثاراً سوف تلازمها طوال حياتها ، وقدم زوجها شكوى ضد أبي الليل يتهمه فيها بالتحرش الجنسي بزوجته ، وفي جو من السرية التي تتناسب مع حساسية مثل هذا النوع من القضايا تمسك أبو الليل أمام القاضي بموقفه ودافع بشدة عن سلامة فعلته الشنيعة واصفاً تلك الفعلة بالواجب المهني ، وقال انه شعر بعد انتشار حديثه مع صباح على أجهزة الهواتف النقالة وعلى نطاق واسع بالندم الشديد ، ورأى انه ارتكب في حق نفسه جريمة لاتغتفر ، وقال لقد كان خطأ فادحاً ان اسمح لامرأة بتسجيل مادار بيني وبينها بهذا الشكل من خلال جهاز الهاتف النقال ، لقد فقدت هيبتي واحترامي ، لقد كان الموضوع مجرد مداعبة كي لاتشعر بالغربة ، ولكن أبناء الحلال حولوه الى شيء مزر ومهين.