الفصل الثاني
الحلقة الثانية
توقف شادي يقول بحدة لندى.
شادي: لا يا ندى, لا , هايدي دي ملكيش دعوة بيها اصلا, لا تصاحبيها ولا تسلمي عليها حتى.
جذبته ندى من يده ليواصل السير .
ندى: اهدى بس وافهم, ازاي يعني مكلمهاش, دي صاحبة اختي من زمان ولسه صاحبتها لغاية دلوقتي, مينفعش متكلمش معاها.
شادي: البنت دي انا مش عايزك تعرفيها يا ندى.
ندى: الله يا شادي, انت يعني بتعجزني, مش تطلب حاجة انا اقدر اعملها, قلتلك مش هصاحبها, بس مينفعش يعني ادخل البيت الاقيها جوة مسلمش عليها.
شادي: وايه يعني؟, عشان تفهم انك مبتكلميهاش تقوم تبعد عنك.
ندى: يعني انا ممكن في مرة اجي اقلك متكلمش علي, مانا برضة مبطيقوش , وكان بيعاكسني قبل ما اعرفك, هترضى.
شادي: قلتلك ميت مرة متقارنيش نفسك بيا, انا حاجة وانتي حاجة.
ندى: لا بقى, انا زيي زيك, والمفروض تعاملني زي ما تحب اني اعاملك.
توقف شادي عن السير للمرة الثانية وهو يقول بغضب.
شادي: يعني انا معطل نفسي وسايب مشاريعي وحاجتي ومذاكرتي الي طالع عين اهلي فيها, عشان اجيلك واشوفك, عشان تخنقي عليا وتخلي مزاجي زي الزفت, زي كل مرة, انا غلطان ان انا جيت.
قالت بحدة.
ندى: الله يا شادي, انت كل شوية تقفش وتتقمص, انا زهقت, انت على طول مزاجك زي الزفت مش مني ولا حاجة, مش كده يعني , انا كمان يا اخي عندي مذاكرة وقرف ودروس وثانوية عامة, بس بفضلك على كل دا, انت ليه دايما حاطط مصلحتك قبلي .
شادي: عشان المفروض الصح كده, الواحد يفكر في مصلحته والاولويات , بس انا سبت كل دا ونزلت اشوفك وبرضة بتتخانقي معايا.
ندى: يعني انت عايز تقنعني انك مبتنزلش تخرج مع اصحابك؟, انت هتذلني عشان نزلت تشوفني بعد ماكنت هبوس رجلك عشان اشوفك, مانتاش الوحيد الي دخل هندسة يعني , ومحدش واخد الدنيا على اعصابه زيك كده, عايز تروح يا سيدي روح , كمل حاجتك وذاكر لحسن انا معطلاك.
شادي: ندى انتي مبتقدريش انا مشغول قد ايه, وعلى طول فاكراني فاضي زيك.
قالت بغيظ.
ندى: فعلا انا الي عندي ثانوية عامة فاضية, طب عن اذنك بقى عشان اروح اذاكر , انا الي غلطانة اني ببقيك انت على مذاكرتي ومعتبراك اهم حاجة عندي.
شادي: بقى كده.
والتفت وانصرف في غضب بينما هي سارت في الاتجاة الاخر بسرعة.
*****************
جلست ندى في طرف سريرها تبكي, وبجانبها نسمة جالسة لا تواسيها ولاتكلمها, انما تنظر اليها في انتظار انتهاء بكائها, فدخلت هالة الحجرة في هذه اللحظة ولمحتها, فقالت بدهشة.
هالة: ايه دا بتعيطي ليه؟.
وجذبت نسمة من يدها بعيدا عنها وجلست مكانها.
هالة: قومي كده بدل مانتي قاعدة متنحة, بتعيط ليه دي؟.
وقفت نسمة وهي تعقد ساعديها امام صدرها.
نسمة: اتخانقت يا ستي مع شادي.
هالة: ليه كده؟, عملك ايه؟.
قالت ندى من بين بكائها.
ندى: انا عملت ايه يعني؟, انا غلطانة اني بفضل اني اشوفه على مذاكرتي ومصلحتي, هو ليه كده دايما اناني؟, وبعدين مانتي في هندسة ومش مشغولة اربعة وعشرين ساعة زيه كده.
ضمتها هالة.
هالة: اهدي بس عشان تعرفي تفكري.
ندى: اهو زعل مني ومشي وسابني, كأنه بيقولي اضربي دماغك في الحيطة.
هالة: مشي وسابك ليه؟.
ندى: اصل انا زعقتله,وقلتله روح امشي يلا كمل مشاريعك وبلاويك.
هالة: انا مش فاهمة يعني انتي الي مزعلاه ولا هو الي مزعلك؟.
ندى: احنا الاتنين زعلنا بعض, بس دي اول مرة نتخانق وانا متضايقة ومش عارفة اعمل ايه؟.
تدخلت نسمة قائلة لهالة.
نسمة: والهانم عندها امتحان في الدرس عربي بكرة, ومش عارفة تذاكر, قاعدة تعيط زي مانتي شايفة, منك لله يا شادي.
هالة: طب هو مكلمكيش من ساعتها؟.
ندى: خالص, ولا رن عليا حتى لما روح, ولا انا كمان, بقلك سابني في الشارع , سابني ارجع لوحدي.
هالة: طيب قومي اغسلي وشك واعدي ذاكري.
عادت تبكي بشدة.
ندى: مش قادرة, مش قادرة ابص في كتاب ولا اذاكر حاجة.
قالت نسمة بحدة.
نسمة: انتي يا بنتي هتضيعي نفسك عشانه وهو ولا فارق معاه, سابك اصلا عشان يشوف مصلحته.
هالة: اسكتي انتي , عاملة زي الي بيحط بنزين على النار, احنا عايزين نهديها.
نسمة: هو كان قتلها؟,دا المفروض تفهم من نفسها ان لازم تبقى مذاكرتها ومستقبلها اهم من اي لعب عيال تاني.
اغتاظت هالة من نسمة حين اشتد بكاء ندى , فقامت تدفعها خارج الغرفة.
هالة: انتي بتعملي ايه هنا اصلا؟, روحي على اوضتك بدل مانتي واقفة تشعللي الدنيا وبس, يلا اتفضلي.
قالت نسمة وهي تخرج غصبا.
نسمة: خليكي كده ضيعيها معاكي, ان شاء الله بابا هيشوفك في مرة راكبة عربية عمرو وهيطربأها على دماغك.
دفعتها هالة واغلقت الباب بعنف خلفها وهي تقول.
هالة: ايه دا, البت دي لسانها دا ايه ؟, مش ممكن.
ثم عادت تجلس بجانب ندى تواسيها.
هالة: طب متحاولي تكلميه؟.
ندى: ينفع؟.
هالة: اه , كلميه عادي والكلام هيجيب بعضه هتتصالحو , عشان تعرفي تذاكري بس, لحسن كده مش هتذاكري حاجة.
مسحت ندى دموعها وهي تقول.
ندى: طب هاتيلي الموبايل من على التسريحة.
احضرته هالة , فأخذته واتصلت بشادي, وعاد وجهها يعبس,فقالت هالة .
هالة: هه؟, مبيردش ولا ايه؟.
ندى: لأ, مغلق.
هالة: طب كلميه على البيت.
ندى: لا اتكسف.
هالة: تتكسفي من ايه يا بنتي؟, كلميه عادي, استني اجيبلك التليفون من اوضة زفتة.
وذهبت لتحضر الهاتف من غرفة نسمة وعادت به, وناولت ندى السماعة.
هاله: ايه يا بنتي تتكسفي ليه؟, عادي.
ضربت ندى ارقام هاتف بيت شادي في توتر وانتظرت, الى ان سمعت صوت امه.
الام: الو.
ندى: الو.
الام: ايوة؟.
ندى: لو سمحت ممكن اكلم شادي؟.
بدأ يظهر بعض الدهشة لمشوبة بالعداء في صوت الام.
الام: شادي؟, مين معايا؟.
ندى: انا..,انا ندى.
الام: ندى مين يا حبيبتي؟.
ارتبكت ندى اكثر, وتلعثمت.
ندى: انا....اخت ....هالة الي معاه في الكلية....الي ساكنة جمبكو.
فهمست هالة وهي تستنكر .
هالة: ايه دا هو تحقيق؟.
الام: وعايزاه في ايه يا ماما؟.
تضاعف ارتباك ندى ولم تدر بم تجبها.
ندى: في موضوع كده يا طنط.
ردت الام بلهجة عداء واضحة.
الام: اااااه, في موضوع, لا يا بنتي , شادي نايم دلوقتي, اصله عنده شغل في الكلية كتير, الله يكون في عونه, وانتي كمان يا حبيبتي مش المفروض تكوني بتذاكري دلوقتي, انتي عندك ثانوية عامة, ركزي يا ماما في مذاكرتك عشان ربنا يوفقك كدة وتدخلي كلية حلوة.
شعرت ندى بالكلام يتجمد على لسانها, فلم تتحدث بينما اردفت الام بنفس العداء.
الام: لما يبقى يصحى هبقى اعرفه انك اتكلمتي, ولو فضي يبقى يكلمك, يلا يا حبيبتي مع السلامة,....وابقي سلميلي على مامتك.
شعرت ندى نبرة السخرية في اخر جملة تخترق اذنها , فتسمرت امام السماعة التي يصدر منها صوت اغلاق الخط, فقالت هالة.
هالة: ايه فيه ايه؟, قفلت؟.
وضعت ندى السماعة في استسلام دون ان تتحدث.
هالة: فيه ايه؟.
ندى: امه.........., بهدلتني بالذوق.
هالة: ازاي يعني؟.
ندى: هزأتني يا هالة, قالتلي نايم وانتي المفروض تكوني بتذاكري دلوقتي.
وعادت تبكي مرة اخرى, فقالت هالة.
هالة: يادي النيلة ,ماهي هايدي قالت امه دي عقربة.
ندى: انتي خلتيني اتكلم على البيت ليه؟, انا كنت ناقصاها.
وعادت تبكي بشدة.
هالة: بس بس خلاص, سيبك منها دي ست خنيقة اصلا, المهم قومي بس اغسلي وشك واتعشي, وتعالي ذاكري, وانا لما اشوفه في الكلية بكرة هكلمهولك.
ندى: انا لسه هستنى لبكرة؟.
هالة: وهو انا صحيح لو شفته كمان ممكن اشتمه, بس هكلمه كويس عشان خاطرك.
قالت ندى بأمل وكنها تذكرت شيئا.
ندى: طب استني انا ممكن اكلم لومي تصالحني عليه, هي صاحبته اوي, وهو بيسمع كلامها.
هالة: مابلاش يا بنتي ,متدخليش حد بينكو.
ندى: بس انتي لو اتدخلتي فعلا هتبقي في صفي, وكده ممكن نبوظ الدنيا, بس لومي صاحبتنا احنا الاتنين وهتحلها.
هالة: انتي حرة, كلميها بس على الله تحلها, انتي معاكي رقمها اصلا؟.
ندى: اه , هكلمها .
واتصلت بسلمى في لهفة.
الحلقة الثانية
توقف شادي يقول بحدة لندى.
شادي: لا يا ندى, لا , هايدي دي ملكيش دعوة بيها اصلا, لا تصاحبيها ولا تسلمي عليها حتى.
جذبته ندى من يده ليواصل السير .
ندى: اهدى بس وافهم, ازاي يعني مكلمهاش, دي صاحبة اختي من زمان ولسه صاحبتها لغاية دلوقتي, مينفعش متكلمش معاها.
شادي: البنت دي انا مش عايزك تعرفيها يا ندى.
ندى: الله يا شادي, انت يعني بتعجزني, مش تطلب حاجة انا اقدر اعملها, قلتلك مش هصاحبها, بس مينفعش يعني ادخل البيت الاقيها جوة مسلمش عليها.
شادي: وايه يعني؟, عشان تفهم انك مبتكلميهاش تقوم تبعد عنك.
ندى: يعني انا ممكن في مرة اجي اقلك متكلمش علي, مانا برضة مبطيقوش , وكان بيعاكسني قبل ما اعرفك, هترضى.
شادي: قلتلك ميت مرة متقارنيش نفسك بيا, انا حاجة وانتي حاجة.
ندى: لا بقى, انا زيي زيك, والمفروض تعاملني زي ما تحب اني اعاملك.
توقف شادي عن السير للمرة الثانية وهو يقول بغضب.
شادي: يعني انا معطل نفسي وسايب مشاريعي وحاجتي ومذاكرتي الي طالع عين اهلي فيها, عشان اجيلك واشوفك, عشان تخنقي عليا وتخلي مزاجي زي الزفت, زي كل مرة, انا غلطان ان انا جيت.
قالت بحدة.
ندى: الله يا شادي, انت كل شوية تقفش وتتقمص, انا زهقت, انت على طول مزاجك زي الزفت مش مني ولا حاجة, مش كده يعني , انا كمان يا اخي عندي مذاكرة وقرف ودروس وثانوية عامة, بس بفضلك على كل دا, انت ليه دايما حاطط مصلحتك قبلي .
شادي: عشان المفروض الصح كده, الواحد يفكر في مصلحته والاولويات , بس انا سبت كل دا ونزلت اشوفك وبرضة بتتخانقي معايا.
ندى: يعني انت عايز تقنعني انك مبتنزلش تخرج مع اصحابك؟, انت هتذلني عشان نزلت تشوفني بعد ماكنت هبوس رجلك عشان اشوفك, مانتاش الوحيد الي دخل هندسة يعني , ومحدش واخد الدنيا على اعصابه زيك كده, عايز تروح يا سيدي روح , كمل حاجتك وذاكر لحسن انا معطلاك.
شادي: ندى انتي مبتقدريش انا مشغول قد ايه, وعلى طول فاكراني فاضي زيك.
قالت بغيظ.
ندى: فعلا انا الي عندي ثانوية عامة فاضية, طب عن اذنك بقى عشان اروح اذاكر , انا الي غلطانة اني ببقيك انت على مذاكرتي ومعتبراك اهم حاجة عندي.
شادي: بقى كده.
والتفت وانصرف في غضب بينما هي سارت في الاتجاة الاخر بسرعة.
*****************
جلست ندى في طرف سريرها تبكي, وبجانبها نسمة جالسة لا تواسيها ولاتكلمها, انما تنظر اليها في انتظار انتهاء بكائها, فدخلت هالة الحجرة في هذه اللحظة ولمحتها, فقالت بدهشة.
هالة: ايه دا بتعيطي ليه؟.
وجذبت نسمة من يدها بعيدا عنها وجلست مكانها.
هالة: قومي كده بدل مانتي قاعدة متنحة, بتعيط ليه دي؟.
وقفت نسمة وهي تعقد ساعديها امام صدرها.
نسمة: اتخانقت يا ستي مع شادي.
هالة: ليه كده؟, عملك ايه؟.
قالت ندى من بين بكائها.
ندى: انا عملت ايه يعني؟, انا غلطانة اني بفضل اني اشوفه على مذاكرتي ومصلحتي, هو ليه كده دايما اناني؟, وبعدين مانتي في هندسة ومش مشغولة اربعة وعشرين ساعة زيه كده.
ضمتها هالة.
هالة: اهدي بس عشان تعرفي تفكري.
ندى: اهو زعل مني ومشي وسابني, كأنه بيقولي اضربي دماغك في الحيطة.
هالة: مشي وسابك ليه؟.
ندى: اصل انا زعقتله,وقلتله روح امشي يلا كمل مشاريعك وبلاويك.
هالة: انا مش فاهمة يعني انتي الي مزعلاه ولا هو الي مزعلك؟.
ندى: احنا الاتنين زعلنا بعض, بس دي اول مرة نتخانق وانا متضايقة ومش عارفة اعمل ايه؟.
تدخلت نسمة قائلة لهالة.
نسمة: والهانم عندها امتحان في الدرس عربي بكرة, ومش عارفة تذاكر, قاعدة تعيط زي مانتي شايفة, منك لله يا شادي.
هالة: طب هو مكلمكيش من ساعتها؟.
ندى: خالص, ولا رن عليا حتى لما روح, ولا انا كمان, بقلك سابني في الشارع , سابني ارجع لوحدي.
هالة: طيب قومي اغسلي وشك واعدي ذاكري.
عادت تبكي بشدة.
ندى: مش قادرة, مش قادرة ابص في كتاب ولا اذاكر حاجة.
قالت نسمة بحدة.
نسمة: انتي يا بنتي هتضيعي نفسك عشانه وهو ولا فارق معاه, سابك اصلا عشان يشوف مصلحته.
هالة: اسكتي انتي , عاملة زي الي بيحط بنزين على النار, احنا عايزين نهديها.
نسمة: هو كان قتلها؟,دا المفروض تفهم من نفسها ان لازم تبقى مذاكرتها ومستقبلها اهم من اي لعب عيال تاني.
اغتاظت هالة من نسمة حين اشتد بكاء ندى , فقامت تدفعها خارج الغرفة.
هالة: انتي بتعملي ايه هنا اصلا؟, روحي على اوضتك بدل مانتي واقفة تشعللي الدنيا وبس, يلا اتفضلي.
قالت نسمة وهي تخرج غصبا.
نسمة: خليكي كده ضيعيها معاكي, ان شاء الله بابا هيشوفك في مرة راكبة عربية عمرو وهيطربأها على دماغك.
دفعتها هالة واغلقت الباب بعنف خلفها وهي تقول.
هالة: ايه دا, البت دي لسانها دا ايه ؟, مش ممكن.
ثم عادت تجلس بجانب ندى تواسيها.
هالة: طب متحاولي تكلميه؟.
ندى: ينفع؟.
هالة: اه , كلميه عادي والكلام هيجيب بعضه هتتصالحو , عشان تعرفي تذاكري بس, لحسن كده مش هتذاكري حاجة.
مسحت ندى دموعها وهي تقول.
ندى: طب هاتيلي الموبايل من على التسريحة.
احضرته هالة , فأخذته واتصلت بشادي, وعاد وجهها يعبس,فقالت هالة .
هالة: هه؟, مبيردش ولا ايه؟.
ندى: لأ, مغلق.
هالة: طب كلميه على البيت.
ندى: لا اتكسف.
هالة: تتكسفي من ايه يا بنتي؟, كلميه عادي, استني اجيبلك التليفون من اوضة زفتة.
وذهبت لتحضر الهاتف من غرفة نسمة وعادت به, وناولت ندى السماعة.
هاله: ايه يا بنتي تتكسفي ليه؟, عادي.
ضربت ندى ارقام هاتف بيت شادي في توتر وانتظرت, الى ان سمعت صوت امه.
الام: الو.
ندى: الو.
الام: ايوة؟.
ندى: لو سمحت ممكن اكلم شادي؟.
بدأ يظهر بعض الدهشة لمشوبة بالعداء في صوت الام.
الام: شادي؟, مين معايا؟.
ندى: انا..,انا ندى.
الام: ندى مين يا حبيبتي؟.
ارتبكت ندى اكثر, وتلعثمت.
ندى: انا....اخت ....هالة الي معاه في الكلية....الي ساكنة جمبكو.
فهمست هالة وهي تستنكر .
هالة: ايه دا هو تحقيق؟.
الام: وعايزاه في ايه يا ماما؟.
تضاعف ارتباك ندى ولم تدر بم تجبها.
ندى: في موضوع كده يا طنط.
ردت الام بلهجة عداء واضحة.
الام: اااااه, في موضوع, لا يا بنتي , شادي نايم دلوقتي, اصله عنده شغل في الكلية كتير, الله يكون في عونه, وانتي كمان يا حبيبتي مش المفروض تكوني بتذاكري دلوقتي, انتي عندك ثانوية عامة, ركزي يا ماما في مذاكرتك عشان ربنا يوفقك كدة وتدخلي كلية حلوة.
شعرت ندى بالكلام يتجمد على لسانها, فلم تتحدث بينما اردفت الام بنفس العداء.
الام: لما يبقى يصحى هبقى اعرفه انك اتكلمتي, ولو فضي يبقى يكلمك, يلا يا حبيبتي مع السلامة,....وابقي سلميلي على مامتك.
شعرت ندى نبرة السخرية في اخر جملة تخترق اذنها , فتسمرت امام السماعة التي يصدر منها صوت اغلاق الخط, فقالت هالة.
هالة: ايه فيه ايه؟, قفلت؟.
وضعت ندى السماعة في استسلام دون ان تتحدث.
هالة: فيه ايه؟.
ندى: امه.........., بهدلتني بالذوق.
هالة: ازاي يعني؟.
ندى: هزأتني يا هالة, قالتلي نايم وانتي المفروض تكوني بتذاكري دلوقتي.
وعادت تبكي مرة اخرى, فقالت هالة.
هالة: يادي النيلة ,ماهي هايدي قالت امه دي عقربة.
ندى: انتي خلتيني اتكلم على البيت ليه؟, انا كنت ناقصاها.
وعادت تبكي بشدة.
هالة: بس بس خلاص, سيبك منها دي ست خنيقة اصلا, المهم قومي بس اغسلي وشك واتعشي, وتعالي ذاكري, وانا لما اشوفه في الكلية بكرة هكلمهولك.
ندى: انا لسه هستنى لبكرة؟.
هالة: وهو انا صحيح لو شفته كمان ممكن اشتمه, بس هكلمه كويس عشان خاطرك.
قالت ندى بأمل وكنها تذكرت شيئا.
ندى: طب استني انا ممكن اكلم لومي تصالحني عليه, هي صاحبته اوي, وهو بيسمع كلامها.
هالة: مابلاش يا بنتي ,متدخليش حد بينكو.
ندى: بس انتي لو اتدخلتي فعلا هتبقي في صفي, وكده ممكن نبوظ الدنيا, بس لومي صاحبتنا احنا الاتنين وهتحلها.
هالة: انتي حرة, كلميها بس على الله تحلها, انتي معاكي رقمها اصلا؟.
ندى: اه , هكلمها .
واتصلت بسلمى في لهفة.