حظره البائع
دقت الساعة لتعلن عن منتصف الليل ومازال ياسر يقلب فى كتاب أبن ميمون الفاسى فى تسخيرالجن العاصى وقد حصل عليه عند تجواله لشراء الكتب القديمه من على سور الأزبكيه وقد نصحه البائع بعدم قرائته ليلا ولكنه لم يأخذ بالنصيحة مستخفا بكلامه ولا يعرف كيف ساقته قدماه ليأخذ هذا الكتاب من على رف مكتبته فى هذه الليله ويتصفحه ليدفع عن نفسه الملل ..وظل يقرأ فيه وهو لايصدق ماهو مكتوب على صفحاته الصفراء الباليه<o></o>
فقد جاء فيه وصف مفسر عن الجان وأسمائهم وقبائلهم وديانتهم( فمنهم الكافر والمؤمن) وطباعهم( فمنهم الطيب والشرير) وأماكن معيشتهم على الأرض فى الوديان والجبال والكهوف وفى أعماق البحار وفوق الكواكب وقصة تسخيرهم لسيدنا سليمان وكيف بنوا له القصور والمحاريب وأحضروا له الكنوز من كل مكان على الأرض وطبيعة الجن الناريه والفرق بين الجنى والعفريت حتى وصل إلى باب تحضير الجن العاصى وهو من أشد وأقوى فئات الجن وأشدهم قسوة وقدره على التنكيل بغيرهم من المخلوقات الناريه والبشريه وتميزهم بالحجم الضخم مايسمى بالمارد دون باقى المخلوقات الغير مرئية وقد أستعان بهم السحرة قديما فى دوواين الملوك والأباطره للبطش بالأعداء ونصرة الجيوش<o></o>
ويجب عند الأستعانه بهم أن يكون الشخص على علم بقدرات هذا النوع من الجن وطباعه وأن يعرف كيف يستدعيه فى الأوقات المحدده وهى فى الخمسة أيام الأخيرة من الشهر القمرى لتنفيذ الطلبات والأوامر فى ذلك الوقت وإذا مرت هذه الفتره دون أن يقوم المحضر بصرفه يشيع فى المكان الذى تواجد به الدمار والحريق <o></o>
وقد نبه أبن ميمون فى بداية هذا الباب ألا يتم تجربة هذه الطلاسم قبل أن يعلم صاحبها طريقة صرف الجن فى الباب التاسع <o></o>
فقام بتقليب الصفحات ليصل إلى الباب التاسع لصرف الجن العاصى ولكنه وجد عدة صفحات مقطوعة لهذا الجزأ ..فدخل فى قلبه الخوف والرغبه فى تجربة هذه الطلاسم بعد أن شاهد فى النتيجه المعلقة أمامه بأن اليوم هو الخامس والعشرين من الشهر العربى وظل هكذا متردد قبل أن يفعل ذلك فوضع الكتاب جانبا وقام لينام ولم يدخل النوم جفونه فمازالت كلمات الكتاب تتراقص أمام عيناه والرغبه قد زادت لعمل التجربه ولكن الصفحات المقطوعة قد زادت فى نفسه القلق من مغبة تحضير الجن وعدم المقدره على صرفه وهو ما يسبب له الأذى البدنى والمس والجنون والدمار والحريق كما ورد بتعليمات أبن ميمون ..أذن مالعمل..فغادر فراشه وعاد إلى غرفة مكتبه فوجد أخته التوأم دعاء الطالبة بكلية التجارة تجلس على المكتب وهى تقرأ كتاب أبن ميمون وتردد الحروف والأرقام لطلسم التحضير وتدق بأصابعها على المكتب دقات متتاليه فوقف مذهولا من هول منظرها فقد جحظت عيناها وتتصبب عرقا وتغير صوتها فنادى عليها أن تتوقف ولكنها لم تلتفت إليه كأنها لاتراه ولا تسمعه فأقترب منها وحاول أن يشد الكتاب منها ليغلقه ولكنه تسمر فى مكانه ولم يستطع الحركة وشاهد دخان كثيف يلف دعاء وينتشرفى الغرفه وهويراقب ذلك دون أن يستطبع الحركة وأحس بشعر رأسه يقف وبتنميل فى أطرافه وزغلله فى عينيه<o></o>
وتحشرجت الصرخات فى حلقه وأزدادت ضربات قلبه وهو يشاهد أخته وهى تحلق فى سقف الغرفة ثم أختفت من أمامه سقط علي الارض كيف دث هذا لا احد يعرف ولكن الله يعلم